الأرض تنتظر كارثة عطش في عام 2030

الاحترار العالمي بجانب الانفجار السكاني وعوامل بشرية أخرى يضع العالم على أبواب أزمة حقيقية تهدد بعجز في الموارد المائية وجفاف التربة.
معظم مناطق العالم بلغت ذروة النقص المائي
نصف مليار شخص في العالم يعانون من نقص المياه على مدار العام

كانبرا - يضع الاحتباس الحراري الأرض أمام أزمات حقيقية لعل أزمة شح المياه العذبة أكثرها ضررا بالبشر والشجر والأنواع الحية الأخرى.
يفيد علماء من جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية أن تغير المناخ سيسبب فترات جفاف طويلة ونقصا في المياه الصالحة للشرب، ووصل الخبراء إلى هذه النتيجة بعد دراسة معطيات جمعت من 43 ألف محطة أنواء جوية، و5300 محطة مراقبة لتدفق مياه الأنهار في 160 دولة. 
وفي ظلّ الانفجار السكاني والإفراط في الريّ وغيرها من العوامل البشرية، بجانب الاحتباس العالمي، إن استمرت وتيرته على حالها، ستصبح خزانات المياه العذبة الطبيعية في الأرض مهددة بالجفاف.
واتضح للعلماء أنه على الرغم من أن التغيرات المناخية تسبب هطول أمطار غزيرة ومتكررة، فإن مستوى المياه في الأنهار الكبيرة ينخفض، ما قد يسبب الجفاف.
ويفسر العلماء أن هذه المفارقة ناتجة من جفاف التربة، حيث أن زيادة رطوبة التربة تسمح لنحو 36% من فائض الرطوبة الزائدة بالوصول إلى الأنهار. ولكن التربة الجافة تمتص الجزء الأكبر من مياه الأمطار، ما يقلل من كمية الماء المتدفقة إلى الأنهار.
كما أن التربة تفقد الرطوبة بسبب ارتفاع درجة حرارة الجو، وهذا يهدد بخلق مشكلات في إمداد المدن والمراكز السكانية بالمياه في جميع أنحاء العالم. وفي المقابل، تسبب زيادة هطول الأمطار حدوث فيضانات في المدن، ما يمنع ملء خزانات المياه بالماء العذب.
في العقود الماضية، أخذت أزمة المياه بالتمدد في العالم. وصار المنتدى الاقتصادي العالمي يدرجها ضمن التهديدات العالمية التي يمكن أن تكون لها أشد الآثار، مثل الكوارث الطبيعية وموجات الهجرة والقرصنة المعلوماتية.

نقص المياه
الماء سيكون مطلبا بعيدا ومرهقا

وتؤمن الخزانات الجوفية مياه الشرب لما لا يقل عن نصف سكان الأرض، إضافة إلى 40% من الماء المستخدم في الزراعة.
لكن هذه الخزانات لا تمتلئ بسهولة كما يمتلىء أي خزان بعد هطول المطر. ولذا فإن هذه الخزانات الجوفية لا يمكن أن تعدّ مصدرا متجددا للمياه.
وبحسب علماء المناخ فإن معظم مناطق العالم قد بلغت ذروتها المائية، لأن الناس يستخدمون كل المياه المتجددة في المناطق التي يعيشون فيها، وأسوأ من ذلك يفرطون في ضخّ المياه الجوفية.
ومن شأن سوء الاستخدام هذا أن يؤدي لتسرّب المياه المالحة إلى الخزانات الجوفية، وأيضا إلى انهيارات في التربة تجعل عشرات المدن مثل جاكرتا ومكسيكو وطوكيو تغوص في الأرض قليلا كل سنة.
ويعاني نصف مليار شخص في العالم من نقص المياه على مدار العام، وسيرتفع هذا الرقم مع تفاقم ظاهرة التغير المناخي وآثارها على موارد المياه.
ويقول خبراء المناخ إن كل درجة من الارتفاع في حرارة الأرض تجعل 7% من سكان الأرض يفقدون 20% من مواردهم من المياه المتجددة.
ويتعيّن على العالم أن يواجه مع حلول العام 2030 عجزا في المياه بنسبة 40% من الحاجة، في حال لم تتخذ الإجراءات الضرورية لوقف احترار الأرض.
وفي الوقت نفسه، يُتوقّع أن يرتفع الطلب بنسبة 55% بسبب النمو السكاني وخصوصا في مدن الدول النامية.