الأزمة المالية تدفع أردوغان للتخلى مؤقتا عن معركة خفض سعر الفائدة

الرئيس التركي يلمح إلى أنه سيسمح لفريقه الاقتصادي الجديد برفع أسعار الفائدة للتصدي للتضخم ولإيجاد استقرار في سعر صرف الليرة، مناقضا بذلك سياسة نقدية غير تقليدية انتهجها طويلا.

اسطنبول - أرغمت الأزمة الاقتصادية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إعادة التفكير على ما يبدو في السياسة النقدية المدفوعة برؤيته الخاصة والتي تسببت في انهيارات متتالية لليرة التركية وارتفاع في معدل التضخم وانهيار في القدرة الشرائية للأتراك.

وخاض أردوغان لسنوات معركة خفض سعر الفائدة، معتبرة أنها سبب كل الشرور الاقتصادية، لكن في كل مرة يضغط فيها على البنك المركزي لخفض سعر الفائدة إلا وتهوي الليرة إلى قاع سحيقة.

وبعد أقل من شهر من إعادة انتخابه لولاية رئاسية جديدة، ألمح الأربعاء إلى أنه سيسمح لفريقه الاقتصادي الجديد برفع أسعار الفائدة للتصدي للتضخم ولإيجاد استقرار في سعر صرف الليرة، مناقضا بذلك سياسة نقدية غير تقليدية انتهجها طويلا.

وعيّن أردوغان الذي فاز بولاية رئاسية جديدة الشهر الماضي محمد شيمشك خبير الاقتصاد السابق لدى ميريل لينش وزيرا للمال والمسؤولة المالية السابقة في وول ستريت حفيظة غاية إركان حاكمة للمصرف المركزي.

ولقيت الخطوة ترحيبا في الأسواق حيث تحمّل سياسات أردوغان خفض معدّلات الفائدة بأي ثمن مسؤولية المتاعب الاقتصادية التي تواجهها تركيا.

وبعيد تسلّمه الحقيبة الوزارية قال شيمشك إن تركيا "لا خيار لديها غير العودة إلى العقلانية"، في مؤشر دل على الابتعاد عن سياسة المعدلات المنخفضة. وقال أردوغان إنه "وافق" على التعديلات التي اقترحها معاونوه الجدد، لكنّه شدّد على أنه لا يتّفق مع وجهات نظرهم.

ونقل بيان للرئاسة التركية أوردته وكالة أنباء الأناضول الرسمية عن الرئيس التركي قوله "قبلنا تطبيق الخطوات التي سيتخذها وزير الخزانة والمالية (محمد شيمشك) بالتعاون مع البنك المركزي".

لكن أردوغان الذي سبق أن وصف رفع معدّلات الفائدة بأنها "مصدر كل الشرور"، شدّد على وجوب ألا ينظر إلى خطوته على أنها "تغيير جدي" في آرائه.

وبشأن رفع معدّلات الفائدة قال إن رأيه بهذا الخصوص "لا يزال على حاله". ومن المقرر أن يعقد المصرف المركزي التركي اجتماعه المقبل حول معدّلات الفائدة في 22 يونيو/حزيران.

وتراجع معدّل التضخم السنوي لتركيا إلى ما دون 40 بالمئة في مايو/ايار للمرة الأولى منذ 16 شهرا، بعدما لامس 85 بالمئة العام الماضي.

وتشير تصريحات أردوغان إلى أنه منح معاونيه الجدد مهلة ليبرهنوا أن سياساتهم الاقتصادية الأكثر تقليدية ناجعة وهو الذي أمضى العامين الأخيرين مروجا لـ"نموذج اقتصادي جديد" يجعل من معدّلات الفائدة شديدة الانخفاض أولوية.

يعتبر أردوغان أن نموا اقتصاديا أسرع وتيرة يترافق عادة مع معدّلات فائدة منخفضة يقلّص البطالة ويخفّض بشكل طبيعي كلفة المعيشة. وأجبرت مقاربته هذه المركزي التركي على ضخ 25 مليار دولار لدعم الليرة هذا العام.