الأزمة بين واشنطن وأنقرة تثير قلق شركات أميركية وتركية

شركات أميركية وتركية تدعو الرئيس التركي ونظيره الأميركي إلى إنهاء التوتر بين بلديهما والتركيز على المصالحة بدلا من الخلافات، محذرة من أن مصيرها بات على المحك.
العلاقات بين اردوغان وبايدن في أسوأ أحوالها
أول لقاء مباشر بين بايدن وأردوغان سيكون خلال قمة الناتو
تركيا تكابد لتفادي حزمة عقوبات أميركية قد تفاقم متاعب اقتصادها المتعثر  

إسطنبول - تبدي شركات أميركية وتركية مخاوف متنامية من أن تطالها شظايا الأزمة بين الولايات المتحدة وتركيا، محذرة من أن وضعها بات على المحك مع استمرار التوتر بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي وغياب أي مؤشرات في الأفق على التهدئة.

ومدفوعة بتكبدها أضرار جسيمة، حثت تلك الشركات اليوم الأربعاء الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والأميركي جو بايدن على البدء في إعادة بناء العلاقات المتوترة عندما يجتمعان في وقت لاحق هذا الشهر، قائلة إن هناك أمورا كثيرة على المحك بالنسبة لها.

ويفترض أن يجري أردوغان وبايدن محادثات خلال قمة لحلف شمال الأطلسي من المقرر أن تعقد في منتصف يونيو/حزيران، فيما سيكون أول لقاء مباشر بينهما منذ تولى بايدن الرئاسة في يناير/كانون الثاني الماضي.

والعلاقات بين بايدن وأردوغان في أسوا أحوالها، فالرئيس الأميركي سبق له خلال حملته الانتخابية أن نعت نظيره التركي بأنه "مستبد" وانتقد سياساته العدوانية ونهجه الصدامي بشدة وابدى على خلاف سلفه دونالد ترامب عزما على التصدي لتمادي تركيا في انتهاك القوانين والمواثيق الدولية في شرق المتوسط وانتهاكاتها في سوريا وليبيا والعراق وجنوب القوقاز حيث تدخلت دعما لأذربيجان في مواجهة أرمينيا في النزاع الأخير بإقليم قره باغ.

والعلاقات لاتزال متأزمة حتى الآن والاتصال الهاتفي الوحيد بين الزعيمين كان بسبب قرار بايدن وصف مذبحة للأرمن في عام 1915 على أيدي الإمبراطورية العثمانية بأنها إبادة جماعية، وهو قرار رفضته أنقرة بشدة.

وانتقدت تركيا أيضا دعم الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يشكل المسلحون الأكراد عمودها الفقري بينما تعتبرها أنقرة "ارهابية".

واعتمدت واشنطن والتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية على قوات سوريا الديمقراطية في مواجهة التنظيم المتطرف.

وفرضت أميركا في العام الماضي عقوبات على الصناعات الدفاعية التركية بسبب شراء أنقرة أنظمة الدفاع الصاروخية الروسية اس 400. كما علقت المشاركة التركية في برنامج صناعة الجيل الخامس من مقاتلات الشبح اف 35 وجمدت صفقة بيع 100 مقاتلة من هذا الطراز لأنقرة. وكانت تراهن على مشاركتها في البرنامج وعلى صفقة الـ100 مقاتلة شبح لتحديث أسطول سلاحها الجوي المتقادم والذي يقترب من نهاية عمره الافتراضي حيث يعتمد أساسا على الجيل الرابع من المقاتلات من طراز اف 16، بينما بدأ خصوم تركيا الإقليميين مثل اليونان وإسرائيل بتجديد أسطول سلاهم الجوي من الجيل الخامس وقد تجد أنقرة نفسها متأخرة كثيرا عن المواكبة.

وقال رئيسا مجلس الأعمال التركي الأميركي ومجموعة آمتشام تركيا، التي تمثل غرفة التجارة الأميركية في تركيا، "نظرا للتحديات الحالية الناجمة عن الجائحة العالمية، لدينا شعور قوي جدا بأنه حان الوقت لإبقاء الحلفاء كحلفاء بدلا من التركيز على الخلافات".

وكتبا في رسالة مشتركة إلى الرئيسين الأميركي والتركي "أثبتت الشركات الأميركية والتركية أن هناك فرصا كثيرة للنمو معا من خلال الشراكة، والكثير لنخسره إذا انجرفنا بعيدا جدا عن بعضنا".

وفي الشهر الماضي، دعا أردوغان إلى تحسين العلاقات خلال مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع مسؤولين تنفيذيين من شركات أميركية مثل بوينغ وأمازون ومايكروسوفت وبيبسيكو وسيسكو وبروكتر اند جامبل وجونسون اند جونسون.

وقال خلال المؤتمر إن اجتماعه مع بايدن قد يمثل بداية عهد جديد، لكنه انتقد مجددا موقف بايدن إزاء عمليات قتل الأرمن في مقابلة مع التلفزيون الرسمي أمس الثلاثاء وقال إن العلاقات مع الرؤساء الأميركيين السابقين، سواء الجمهوريين أو الديمقراطيين، لم تكن بهذه الصعوبة.

وأضاف "خلال اجتماعنا معه، سنسأله طبعا لماذا تمر العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا بمرحلة متوترة".

كما هاجم الرئيس التركي نظيره الأميركي بشدة واتهمه بأن يديه ملطختان بدماء الفلسطينيين لدعمه إسرائيل في عدوانها الأخير على قطاع غزة.