الأزهر على خط مواجهة الكورونا بتعليق صلاة الجمعة

هيئة كبار العلماء تصدر فتوى تستند إلى مقصد شرعي لحفظ النفوس وحمايتها ووقايتها من كل الأخطار والأضرار.

القاهرة - أفتت هيئة كبار العلماء بالأزهر في مصر الأحد، بجواز تعليق صلوات الجمعة والجماعة؛ حماية للناس من فيروس كورونا.
وقالت الهيئة في فتوى إنه "يجوز شرعا إيقاف صلوات الجُمع والجماعات في البلاد؛ خوفا من تفشي كورونا".
وأضافت: "يتعين وجوبا على المرضى وكبار السن البقاء في منازلهم وعدم الخروج لصلاة الجمعة أو الجماعة".
واستحضرت الفتوى دلائل على مشروعية تعطيل صلوات الجمعة والجماعة، بينها "ما رُوي في السنة النبوية عن حادثة أُمر فيها بترك صلاة الجماعة تفاديا للمشقة بسبب المطر والاستعاضة عنها بالصلاة في البيوت".
وأردفت أن "الفقهاء انتهوا إلى أن الخوف على النفس أو المال أو الأهل أعذار تبيح ترك صلوات الجمعة أو الجماعة".
غير أن الهيئة شددت على وجوب رفع الأذان لكل صلاة بالمساجد، مع المناداة في كل أذان "صلوا في بيوتكم".
وحتى الأحد، بلغ عدد الإصابات بكورونا المعلن عنها في مصر 110، بينهم وفاتان.
وتأتي فتوى الأزهر عقب إعلان عدة دول عربية وإسلامية تعليق صلاة الجمعة والجماعة مع تفشي كورونا فيها، فيما اكتفت دول أخرى بتعجيل إقامة الصلوات، وجعلها في ساحات مفتوحة، وتقصير خطبة الجمعة.

كنيسة في روما
انتشار الفيروس له أيضا أثر على الكنائس

وفرض انتشار كورونا قواعد جديدة على التجمعات بشكل عام فقد حظرت دول كثيرة التجمعات الكبيرة وأوقفت الأنشطة الرياضية والثقافية والدينية في الوقت الذي حث فيه خبراء الطب الناس على الالتزام "بالتباعد الاجتماعي" للحد من انتشار الفيروس.
وكان لانتشار الفيروس أيضا أثره على الكنائس فقد قال الفاتيكان إن قداديس البابا في عيد القيامة ستعقد دون حضور مصلين في خطوة غير مسبوقة في التاريخ الحديث.
وفترة عيد القيامة التي تستمر أربعة أيام مفعمة بالأحداث الكنسية وتبدأ من الخميس إلى الأحد وعادة ما تجتذب عشرات الآلاف إلى مواقع في روما وفي الفاتيكان.
وحتى الأحد أصاب كورونا نحو 158 ألفا في 155 دولة وإقليما، توفي منهم قرابة 5 آلاف و850، أغلبهم في الصين وكوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران.
وأجبر انتشار الفيروس على نطاق عالمي دولا عديدة على إغلاق حدودها ووقف الرحلات الجوية وإلغاء فعاليات عدة، ومنع التجمعات بما فيها الصلوات الجماعية.
وفي 11 مارس/آذار الجاري، صنفت منظمة الصحة العالمية كورونا "جائحة"، وهو مصطلح علمي أكثر شدة واتساعا من "الوباء العالمي"، ويرمز إلى الانتشار الدولي للفيروس، وعدم انحصاره في دولة واحدة.