الأسد والروس يبحثون التطبيع مع العرب

الرئيس السوري يتناول في اجتماع مع وفد روسي تشكيل لجنة دستورية لتحديد مستقبل الدولة بعد الحرب إضافة إلى مناقشة العلاقات التجارية.
مقربون من النظام يرون أن تشكيل لجنة دستورية يعد أمرا جوهريا لإجراء إصلاحات سياسية

دمشق - قالت وزارة الخارجية الروسية السبت إن عددا من المبعوثين الروس التقوا بالرئيس السوري بشار الأسد وبحثوا معه تشكيل لجنة دستورية والتجارة إضافة إلى سبل تحسين علاقات سوريا مع الدول العربية المجاورة.

وكانت الجامعة العربية قد اتخذت قرارا في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، بعد نحو ثمانية أشهر من بدء الاضطرابات في سوريا، بتعليق عضوية سوريا مع فرض عقوبات سياسية واقتصادية على دمشق، مطالبة الجيش السوري بـ"عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين المناهضين للنظام".

ولم يشارك الوفد السوري في القمة العربية المنعقدة في تونس الاحد31 اذار/مارس حيث أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط  في ختام الدورة الـ151 لمجلس الجامعة العربية في القاهرة أن موضوع مشاركة سوريا المحتملة في القمة العربية المقبلة في تونس "لم يطرح على الإطلاق".

ويرى مقربون من النظام أن تشكيل لجنة دستورية يعد أمرا جوهريا لإجراء إصلاحات سياسية وانتخابات جديدة تهدف إلى توحيد سوريا وإنهاء الحرب الدائرة منذ ثماني سنوات تقريبا والتي قتلت مئات الآلاف من الأشخاص وشردت نحو نصف عدد السكان قبل الحرب الذي يبلغ 22 مليون نسمة.

وكان الرئيس السوري استقبل في ديسمبر/كانون الثاني وفدا روسيا رفيع المستوى يقوده المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية ألكسندر لافرينتييف ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينينوناقش معه مهمة تشكيل وإطلاق عمل اللجنة الدستورية السورية.

وجاء في بيان للخارجية الروسية أنه "جرت مناقشة تطور الأحداث في سوريا وحولها بالتفصيل. وتم تركيز الاهتمام على مهمة تشكيل اللجنة الدستورية السورية بأسرع ما يمكن وإطلاق عملها، تنفيذا لقرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".

ووافقت المعارضة السورية العام الماضي على الانضمام لعملية إعادة كتابة الدستور تحت إشراف الأمم المتحدة بعد مؤتمر للسلام في مدينة سوتشي الروسية.

وموسكو حليف قريب من الأسد وبدأت تدخلا عسكريا في سوريا في عام 2015 لدعم قواته، وقلبت موازين الحرب لصالحه.

ودعا الرئيس السوري بشار الأسد الجمعة إلى تطبيق الاتفاق المبرم حول محافظة ادلب شمال غرب سوريا الخارجة عن سيطرة سلطات دمشق وتخضع لسيطرة تنظيمات جهادية.

وتنطوي تصريحات الأسد على تهديدات مبطنة بالهجوم على ادلب في حال لم يتم الاتفاق وشكلت على ما يبدو إنذارا يسبق جولة مباحثات سلام مقررة في كازاخستان.

وجاءت تصريحات الرئيس السوري أيضا خلال اجتماعه الجمعة بوفد روسي يترأسه مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين إلى سوريا الكسندر لافرنتييف.ونائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين وعدد من المسؤولين بوزارة الدفاع الروسية.

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن الحكومة الروسية قولها إن نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف سيلتقي بالأسد في دمشق في وقت لاحق السبت لبحث التعاون التجاري والاقتصادي.

الدوريات التركية في ادلب السورية
تركيا تفشل في إقناع فصائل جهادية بالانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح

ووجدت تركيا نفسها في وضع صعب مع عجزها عن إقناع فصائل جهادية بالانسحاب بأسلحتهم الثقيلة من المنطقة منزوعة السلاح. وكانت روسيا قد قالت في السابق إن مسؤولية الأحداث في ادلب تقع على عاتق أنقرة.

وأكد الرئيس السوري "ضرورة العمل خلال هذه الجولة للتغلب على العوائق التي تحول دون تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقا حول منطقة إدلب والذي يتمحور حول القضاء على المجموعات الإرهابية المتواجدة فيها والتي تقوم أيضا بالاعتداء على المدنيين في المناطق الآمنة المجاورة"، بحسب ما أوردت الرئاسة السورية على صفحتها على فيسبوك.

ويهيمن على محافظة ادلب تنظيم هيئة تحرير الشام الجهادي (القاعدة سابقا) الذي عزز وجوده فيها بداية 2019 أمام فصائل معارضة مشتتة وضعيفة.

وأبرم اتفاق بشأن المحافظة منذ سبتمبر/ايلول 2018 تم التفاوض بشأنه مع روسيا وتركيا والمعروف باسم اتفاق سوتشي والذي ينص على إقامة "منطقة منزوعة السلاح" تفصل المناطق الخاضعة للجهاديين والمعارضين عن المناطق التابعة للحكومة المجاورة، ما جنب ادلب هجوما لوحت به دمشق مرارا.

ولم يطبق الاتفاق إلا جزئيا بسبب رفض مسلحين جهاديين الانسحاب من المنطقة العازلة وإلقاء أسلحتهم.

وأتاح الاتفاق الروسي التركي تفادي حملة عسكرية واسعة للجيش السوري في المحافظة، إلا أنه نفذ عمليات قصف مدفعي باتت أكثر تواترا منذ فبراير/شباط.

وسيكون مصير ادلب في صلب جولة المباحثات المقررة يومي 25 و26 أبريل/نيسان في عاصمة كازاخستان في إطار مسار استانا الذي ترعاه روسيا وإيران وتركيا.