الأسد يلتقي بوتين في سوتشي في زيارة غير معلنة

زيارة الرئيس السوري إلى روسيا تأتي على اثر التصعيد العسكري الأخير بين إيران واسرائيل في الساحة السورية وبعد انتهاء الجولة التاسعة من محادثات استانا دون احراز تقدم يذكر.
روسيا تحرص على توفير غطاء سياسي وعسكري للنظام السوري
موسكو تحاول فك عزلة الأسد الدولية
صفقة صواريخ اس 300 الروسية في محادثات الأسد وبوتين
لقاء بوتين والأسد كان وديا

موسكو - أعلن الكرملين الخميس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى لقاء مع نظيره السوري بشار الأسد في مدينة سوتشي جنوب روسيا لبحث تسوية الأزمة في سوريا.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية إن الأسد قام الخميس بزيارة عمل إلى سوتشي، حيث أجرى مع بوتين "مباحثات مفصلة" حول التطورات الأخيرة في سوريا.

ويأتي اللقاء الذي لم يعلن عنه مسبقا لدواع أمنية على ما يبدو بعد يوم من انتهاء الجولة التاسعة لمحادثات استانا التي جرت تحت رعاية الدول الضامنة وهي تركيا وروسيا وإيران وغياب ممثلين عن الولايات المتحدة على خلاف الجولات السابقة وبحضور الوسيط الأممي ستفان دي ميستورا.

وكان المشاركون في اجتماع استانا قد اتفقوا على عقد جولة محادثات في سوتشي، لكن وفد المعارضة السورية أعلن مقاطعته لتلك المحادثات وتمسك بالاجتماع في العاصمة الكازاخية دون غيرها.

ولم يقدم الكرملين المزيد من التفاصيل عن لقاء بوتين الأسد في سوتشي لكن زيارة الرئيس السوري تأتي فيما تحقق القوات السورية مكاسب ميدانية مهمة مستفيدة من اتفاق خفض التصعيد في عدد من المناطق ومن اتفاقيات المصالحة التي أخلت محيط العاصمة السورية من الفصائل المسلحة.

كما تأتي زيارة الأسد إلى روسيا بعيد اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نشر سفن حربية مزودة بصواريخ كالبير الروسية بشكل دائم في البحر الابيض المتوسط بينما تخطط موسكو لبلوغ عدد هذه السفن الحربية نحو 102 سفينة لحماية سوريا.

وحسب فيديو نشرته وسائل الاعلام الروسية للحظات استقبال بوتين للأسد، هنأ الرئيس الروسي نظيره السوري بحلول شهر رمضان، ورد الأخير بتهنئة بوتين بانتخابه رئسا لولاية جديدة، مشيرا إلى أن الانتخابات الروسية عززت من مكانة روسيا ودورها على الساحة الدولية.

وتسعى روسيا منذ تدخلها في الأزمة السورية في سبتمبر/ايلول 2015 لفك عزلة الأسد ووفرت إلى جانب الغطاء العسكري الذي قلب موازين القوى لصالح القوات السورية، غطاء سياسيا مهما للنظام السوري.

وتشير زيارة الأسد إلى روسيا إلى بحث الكرملين ترتيبات معينة من شأنها تعزيز الوجود العسكري الروسي في الشرق الأوسط من بوابة سوريا وأيضا تمتين مناقشة التطورات الأخيرة في المنطقة على ضوء التصعيد بين اسرائيل وايران على الساحة السورية.

ووجدت روسيا نفسها بحكم موقعها في سوريا وعلاقاتها الجيدة مع كل من إيران واسرائيل، وسيطا لتخفيف حدة التوتر بين الطرفين لضمان عدم ارباك خططها في الساحة السورية.

وليس واضحا ما اذا كان الأسد سيبحث مع نظيره الروسي صفقة صواريخ اس 300 التي تراجعت عنها موسكو على اثر التصعيد العسكري بين إيران واسرائيل، دون تقديم تفسير واضح عن أسباب تأجيل تسليم دمشق تلك المنظومة من الصواريخ.