الأطراف اليمنية تستأنف مشاورات السلام في السويد

مبعوث الأمم المتحدة لليمن يعلن انطلاق الجولة الخامسة من مفاوضات السلام اليمنية الخميس بعد وصول وفدي الحوثيين والحكومة اليمنية للسويد وسط آمال متزايدة بانفراج الأزمة.

الجولة الخامسة من المفاوضات تشكل أكبر فرصة لإنهاء الأزمة
وفد الحكومة اليمنية يصل السويد بعد يوم من وصول وفد الحوثيين
هادي يطالب الحوثيين بخرائط الألغام
الحوثيون يشترطون اعادة فتح مطار صنعاء

ستوكهولم - أعلن مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث مساء الأربعاء، بدء جولة مشاورات بين الأطراف اليمنية، الخميس في العاصمة السويدية ستوكهولم بعد وصول وفدي الحكومة والحوثيين.

وقال غريفيث في تغريدة عبر تويتر "‏يود المبعوث الخاص الإعلان عن استئناف العملية السياسية بين الأطراف اليمنية في السويد في 6 ديسمبر/كانون الأول 2018".

كما توجه بالشكر لحكومة السويد لاستضافتها جولة المفاوضات ولحكومة الكويت لتسهيل سفر وفد الحوثيين من صنعاء إلى ستوكهولم.

وتعتبر الجولة الخامسة من نوعها بعد فشل جولة جنيف في سبتمبر/أيلول الماضي وجنيف وبيل بسويسرا في 2015 ومشاورات الكويت في 2016.

ومنذ نحو 4 أعوام، تشهد البلاد حربا بين القوات الحكومية مدعومة بالتحالف العربي بقيادة السعودية من جهة وبين مسلحي جماعة الحوثي المدعومة من إيران من جهة أخرى، ويسيطرون على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.

ويأتي إعلان غريفيث بينما وصل وفد حكومي يمني الأربعاء إلى السويد للمشاركة في محادثات سلام حاسمة برعاية الأمم المتحدة تهدف إلى إنهاء النزاع الدامي في اليمن بين السلطات المدعومة من السعودية والمتمردين الحوثيين الذين تساندهم إيران.

ووصل وفد المتمردين الحوثيين إلى السويد مساء الثلاثاء، بينما توجه الوفد الحكومي اليمني إلى السويد صباح الأربعاء، بحسب ما قال مصدران قريبان منه.

ويترأس الوفد الحكومي اليمني الذي يضم 12 شخصا وزير الخارجية خالد اليماني وفقا لمصدر قريب من الوفد.

وقالت مصادر مقرّبة من الحوثيين، إنّهم سيطلبون إعادة فتح مطار صنعاء الدولي الذي أغلقته الرياض وحلفاؤها في إطار التحالف العسكري الذي يسيطر على أجواء اليمن.

وقال مصدر في الوفد الحكومي اليمني، إنّ الرئيس عبدربّه منصور هادي يريد الحصول على خرائط الألغام.

وقالت مصادر في الجانبين إنّهما سيطالبان بوقف لإطلاق النار على أن يبدأ الطرف الآخر به وبفتح ممرّات إنسانية.

وأكّد وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني في تغريدة على تويتر وصول الوفد. وقال إنّ الوفد يحمل معه "تطلّعات الشعب اليمني بإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة".

وأخَّر الوفد الحكومي سفره بانتظار وصول الحوثيين إلى ستوكهولم بعد تغيُّبهم عن مفاوضات سبتمبر/أيلول، وفق مصادر مقرّبة من الحكومة.

وقال المتحدّث باسم المتمرّدين محمد عبدالسلام في تغريدة "لن ندّخر جهدا لإنجاح المشاورات وإحلال السلام وإنهاء الحرب العدوانية وفكّ الحصار. أيدينا ممدودة للسلام".

لكنّه دعا المقاتلين الحوثيين إلى البقاء متيقّظين إزاء أي محاولة للتصعيد من الجانب الآخر. وحذّر محلّلون ودبلوماسيّون من توقّع تحقيق اختراق، إذ أنّ الوفدين لن يجلسا إلى طاولة المفاوضات وجها لوجه.

وقال دبلوماسي في مجلس الأمن الدولي طالبا عدم ذكر اسمه "لن أتوقّع الكثير" من المباحثات.

وكتب مدير مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية عبدالله العليمي على حسابه على تويتر "يغادر الوفد محملا بآمال الشعب اليمني".

وأضاف في التغريدة أن الوفد الحكومي "سيبذل كل الجهود لإنجاح المشاورات التي نعتبرها فرصة حقيقية للسلام".

وشوهد ممثلو المتمردين الأربعاء وهم يتجولون في محيط مركز المؤتمرات في قصر جوهانسبيرغز الذي يبعد نحو ستين كيلومترا عن ستوكهولم والمطوق من قبل الشرطة.

وكان وفد المتمردين الحوثيين وصل مساء الثلاثاء إلى السويد مع مبعوث الأمم المتّحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث الذي كان في صنعاء منذ الاثنين.

ويرى خبراء أن محادثات السلام المرتقبة تشكل أفضل فرصة حتى الآن لإنهاء الحرب المتواصلة منذ 2014، مع تزايد الضغوط على الدول الكبرى للتدخّل لمنع حدوث مجاعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

مارتن غريفيث يواجه الكثير من التحديات لكسر جمود مفاوضات السلام اليمنية
مارتن غريفيث يواجه الكثير من التحديات لكسر جمود مفاوضات السلام اليمنية

ودعا المجلس النروجي للاجئين الأربعاء الطرفين إلى إنهاء المعارك. وقال إن "المتحاربين يجب أن يتفاهموا على وسائل إعادة فتح كل المرافئ وتأمين استقرار الاقتصاد الوطني الذي ينهار وفي الوقت نفسه تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية بشكل كامل وبلا عراقيل".

وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أن الأزمة الإنسانية في اليمن ستتفاقم في 2019، محذرة من أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات غذائية سيرتفع بنحو أربعة ملايين شخص.

وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة ديفيد بيزلي الثلاثاء إن إحصائية تتعلق بالأمن الغذائي سيتم نشرها في وقت لاحق هذا الأسبوع ستظهر "زيادة حادة في معدلات الجوع" في البلاد التي يقدر أنها سترتفع من ثمانية ملايين حالة إلى 12 مليونا.