الأكراد خارج منبح عقب الصفقة التركية الأميركية

وحدات حماية الشعب الكردية تعلن سحب آخر قواتها من مدينة منبج السورية عقب الاتفاق أنقرة واشنطن على خارطة طريق.
أنقرة تعلن أنه سيتم نزع سلاح الأكراد أثناء انسحابهم
غياب تفاصيل خريطة الطريق التركية الأميركية

بيروت - أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية الثلاثاء سحب آخر قواتها من مدينة منبج السورية التي هددت تركيا مراراً بشن عملية عسكرية ضدها قبل أن تتفق لاحقاً مع الولايات المتحدة على "خريطة طريق" بشأنها.

ويأتي البيان غداة محادثات بين وزيري خارجية الولايات المتحدة وتركيا أكدا خلالها "دعمهما لخريطة طريق" حول تعاونهما بشأن المدينة الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي والتي تبعد نحو 30 كيلومتراً عن الحدود التركية.

 وقالت الوحدات الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمة "إرهابية" وتخشى أن تؤسس حكماً ذاتياً كردياً على حدودها، في بيان إنها بعدما أبقت لأكثر من عامين على مدربين عسكريين في مدينة منبج بعد طرد تنظيم الدولية الاسلامية منها لتدريب مقاتلين محليين، "قررت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب سحب مستشاريها العسكريين من منبج".

وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إنه سيتم نزع سلاح وحدات حماية الشعب الكردية أثناء انسحابها من مدينة منبج، شمالي سوريا، في تعليقه على خارطة الطريق بشأن إخراج الاكراد من المدينة، والتي تم التوصل إليها بالاتفاق مع الجانب الأميركي.

وطردت قوات سوريا الديموقراطية، وهي فصائل كردية وعربية تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، في آب/أغسطس 2016 تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة منبج بعد معارك عنيفة وبغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

سحب المستشارين العسكريين
سحب المستشارين العسكريين

وأوردت الوحدات الكردية في بيانها إن المجلس العسكري في منبج المؤلف من مقاتلين محليين "تسلم زمام الأمور" بعد طرد تنظيم الدولة الاسلامية منها، "وقامت قواتنا بالانسحاب من المدينة"، لكنها أبقت بطلب من مجلس منبح العسكري المنضوي أيضا في قوات سوريا الديموقراطية، على "مجموعة من المدربين العسكريين  بصفة مستشارين عسكريين لتقديم العون للمجلس العسكري في مجال التدريب، وذلك بالتنسيق والتشاور مع التحالف الدولي".

وقررت الوحدات سحب مستشاريها حالياً بعد "وصول مجلس منبج العسكري إلى الاكتفاء الذاتي". ولم يتطرق البيان إلى "خريطة الطريق" التركية الأميركية التي لم تُنشر تفاصيلها.

وطالما هددت تركيا بشن عملية عسكرية ضد الأكراد في منبج بعد سيطرة قواتها بالتعاون مع فصائل سورية موالية لها على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية العام الحالي.

وأثارت تهديدات تركيا توتراً بينها وبين حليفتها واشنطن. وتندد أنقرة دائماً بالدعم الأميركي للوحدات الكردية، وهي تعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمرداً ضدها منذ عقود.

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو استبق الاجتماع بالتأكيد على أن "التوصل إلى اتفاق بين أنقرة وواشنطن بشأن وضع مدينة منبج سيكون بمثابة نقطة تحول في علاقات البلدين"، وشدد على أن تقديم واشنطن الدعم لتنظيم للمسلحين الأكراد في سورية هو من أهم نقاط الخلاف بين بلاده والولايات المتحدة.

وتجدر الإشارة إلى أن تركيا تعتبر المسلحين الأكراد في سورية فرعا لمنظمة "حزب العمال الكردستاني" التي تنشط في مناطق بجنوب شرق تركيا وشمال العراق، وتصنفها أنقرة وواشنطن أيضا على أنها منظمة إرهابية.