الأمم المتحدة تتهم إسرائيل بارتكاب جريمة حرب في غزة

المفوض السامي لحقوق الإنسان يوجه انتقادات حادة لإسرائيل معتبرا أن قتلها للمتظاهرين الفلسطينيين وجرحهم بشكل متعمد يشكل جريمة حرب.
الرد الإسرائيلي على تظاهرات الفلسطينيين في غزة "لم يكن متكافئا إطلاقا"
القتل الناجم عن الاستخدام غير الشرعي للقوة من قبل قوة محتلة قد يشكل أعمال قتل متعمد

جنيف - اعتبر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد رعد الحسين الجمعة أن الرد الإسرائيلي على تظاهرات الفلسطينيين في غزة "لم يكن متكافئا إطلاقا" معربا عن دعمه للدعوات لفتح تحقيق دولي.

وفي افتتاح جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد تتمخض عن تشكيل لجنة تحقيق في أحداث العنف الأخيرة وجه الأمير زيد انتقادات حادة لإسرائيل وقال إن قواتها الأمنية قتلت 60 فلسطينيا يوم الاثنين الماضي وحده.

وقال رعد الحسين إن "قتل إسرائيل للمتظاهرين الفلسطينيين وجرحهم بشكل متعمد يشكل جريمة حرب وفقاً لنظام روما الأساسي".

وحذر المفوض السامي من أن "القتل الناجم عن الاستخدام غير الشرعي للقوة من قبل قوة محتلة قد يشكل كذلك أعمال قتل متعمد، ما يعد انتهاكا خطيرا لاتفاقية جنيف الرابعة".

قتيل فلسطيني بغزة
عدد كبير من القتلى في يوم واحد

ويشكل عادة خرق اتفاقيات جنيف التي تم تبنيها عام 1949 بعد الحرب العالمية الثانية "جرائم الحرب"، لكن زيد لم يستخدم هذا المصطلح بشكل واضح.

وأشار إلى أنه فيما قتل 60 فلسطينيا وأصيب الآلاف في يوم واحد من الاحتجاجات الاثنين، "على الجانب الإسرائيلي، تحدثت تقارير عن إصابة جندي واحد بجروح طفيفة بسبب حجرة".

وقال للمجلس إن "التباين الكبير في عدد الضحايا من الجانبين يشير إلى أن الرد (الإسرائيلي) لم يكن متكافئا إطلاقا".

وأفاد المفوض السامي أن العديد من الفلسطينيين الذين أصيبوا وقتلوا "كانوا عزلا تماما وأطلقت النار عليهم من الخلف في الصدر والرأس والأطراف باستخدام الذخيرة الحية"، مشيرا إلى أن هناك "أدلة قليلة على وجود أي محاولة (إسرائيلية) للتقليل من أعداد الضحايا".

قتيل فلسطيني بغزة
استهداف متعمد للمتظاهرين قصد القتل

وأضاف "رغم أن بعض المتظاهرين ألقوا قنابل مولوتوف واستخدموا المقاليع لرشق الحجارة وأطلقوا طائرات ورقية مشتعلة إلى إسرائيل وحاولوا استخدام أدوات لقطع أسلاك جدارين حدوديين بين غزة وإسرائيل، لا يبدو أن هذه الأفعال وحدها تشكل تهديدا وشيكا للحياة أو قد تتسبب بإصابة مميتة وهو ما كان من الممكن أن يبرر استخدام القوة القاتلة".

وتأتي الجلسة الأممية الخاصة بعد ستة أسابيع من انطلاق تظاهرات حاشدة واشتباكات عند الحدود بين غزة وإسرائيل.

وبررت إسرائيل ردها بالإشارة إلى أنه كان من الضروري منع تسلل الفلسطينيين من القطاع المحاصر الذي تديره حركة حماس الإسلامية.

وسينظر المجلس في مشروع قرار يدعو لإرسال "لجنة تحقيق دولية مستقلة"، أي أعلى مستويات التحقيق في الأمم المتحدة.

وأكد زيد أنه يؤيد الدعوة "لتحقيق دولي مستقل وغير منحاز على أمل أن يؤدي كشف الحقيقة في هذه الأمور إلى العدالة".