الأمن العراقي يلاحق العشرات من جماعة دينية متشددة
بغداد – أصدرت السلطات الأمنية العراقية مذكرات قبض بحق عدد من المتهمين بالانتماء إلى جماعة "القربان" المتطرفة دينياً في محافظة المثنى جنوبي البلاد، في حملة واسعة للحيلولة دون تحولها لجماعات مسلحة تضر بالاستقرار الأمني في البلاد.
وتأتي العملية الأمنية وسط تخوف أمني وقلق مجتمعي يسود البلاد بعد انتشار جماعة "القربانيون" أو ما تعرف بـ"العلي اللهيّة" في محافظات الوسط والجنوب في الآونة الاخيرة، وتدعو إلى اتباع سلوكيات متطرفة ومنحرفة، مما تسببت بانتحار مجموعة من الشباب جنوبي البلاد.
وقال مصدر في الشرطة العراقية، إن قوة أمنية القت القبض على أحد الشباب المنتمين الى الجماعة ضمن منطقة النجمي في المثنى، وفق وكالة شفق نيوز.
وأضاف المصدر ذاته أن هذه ثاني حالة اعتقال من نوعها في المحافظة المذكورة خلال 24 ساعة إذ تمكنت قوة من اعتقال فتى يبلغ من العمر 17 عاماً في ناحية الكرامة في المثنى استنادا الى اعترافات مجموعة من المعتقلين بتهمة الانتماء الى تلك الجماعة.
وأشار إلى وجود أكثر من 25 مذكرة قبض بحق شباب اخرين تتم متابعتهم للقبض عليهم وتقديمهم الى العدالة.
وكان جهاز الأمن الوطني العراقي في شهر يونيو/حزيران الماضي أكد اختراقه لجماعة "القربان" في محافظة ذي قار. واعتقلت القوات الأمنية في أواخر شهر يوليو/تموز39 عضوا من المجموعة خلال حملة أمنية شملت 4 محافظات في وسط وجنوب البلاد.
وفي 17 يونيو/حزيران الماضي، أعلنت مديرية الاستخبارات في محافظة الديوانية في بيان أن "مفارز مديرية الاستخبارات ألقت القبض على مسؤول حركة "العلي لاهية" في محافظة ذي قار لحظة وجوده في قضاء الحمزة الشرقي متوجها إلى محافظة كربلاء"، الذي اعترف بعد التحقيق معه قيامه بقتل شخصين حسب اعتقاده المنحرف قربانا لله تعالى ينتميان للحركة نفسها.
وخلال الأشهر الماضية، سجلت مدن جنوب العراق نحو 12 حالة انتحار من أعضاء هذه الجماعة التي يدعي أتباعها انهم يقدمون أنفسهم قربانا للامام علي بن أبي طالب الذي ينزلونه منزلة اله. وأظهرت منشورات لهم على تطبيق "تيك توك" بعض قادتهم بأسماء وألقاب غريبة، مثل "خادم علي" و"قربان ابن الحسن" و"أبوليو" و"أبوقمبر".
وكان مصدر محلي في ذي قار، قد كشف في 15مايو/آيار من عام 2023، أن جماعة تطلق على نفسها "القربان" في قضاء سوق الشيوخ، جنوبي محافظة ذي قار، أثارت الرعب بين صفوف المجتمع المحلي بعدما أقدم أحد أفرادها على الانتحار شنقاً مؤخراً بواسطة حبل داخل أحد المواكب الحسينية في القضاء المذكور، وفق ما نقلته وكالة شفق نيوز.
وأوضح أن "هذه الجماعة يقول أفرادها إنهم يعبدون الإمام علي، وإنهم بين الحين والآخر يجرون قرعة فيما بينهم، ومن يظهر اسمه يذهب قرباناً للإمام"، مؤكدا أن "لغاية الآن تم تسجيل 3 حالات انتحار في ذات المكان، والموكب الحسيني يقع جنوبي الناصرية".
ويحيط الغموض بـ"القربانيون"، وهو ما شكل عائقا أمام الأجهزة الأمنية المكلفة بملاحقتهم، إذ لا تمتلك الجماعة قائدا معروفا أو مرجعا دينيا يتبعونه ولا حتى مصادر تمويل واضحة. فيما تشير تقارير غير رسمية أن جميع أفرادها هم من الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم 20 عاما، وعادة ما ينتشرون في القرى والأرياف والمناطق النائية التي ينتشر فيها الفقر والجهل والبطالة.
وتعتبر هذه الحركة، محظورة في الدستور العراقي، والتي فكرها يقوم على أساس القربان أو التضحية بالنفس، وبموجب ذلك تُجْرى قرعة لاختيار الشخص الذي سيضحي بنفسه.
وتصل عقوبة تأسيس مثل هذه الحركات أو الانتماء لها إلى المؤبد أو الإعدام وفقا لأحكام المادة رقم 372 من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل.
وتنص المادة السابعة من الدستور العراقي على حظر كل كيان أو نهج يتبنى "العنصرية" أو "الإرهاب" أو "التكفير" أو "التطهير الطائفي" أو يحرّض أو يمهّد أو يمجد أو يروج أو يبرر له.