الأمير محمد: لا أهتم إذا كان بايدن يسيء الفهم ولا ننظر لإسرائيل كعدو

ولي العهد السعودي يتحدث في مقابلة مطولة عن التطبيع مع إسرائيل والمحادثات مع إيران والعلاقات مع الولايات المتحدة وإمكانية تقليص الاستثمارات السعودية في أميركا.
ولي العهد السعودي يقول إن على بايدن التفكير في مصالح أميركا
على إسرائيل أن تحل أولا مشاكلها مع الفلسطينيين قبل الحديث عن التطبيع
الأمير محمد يرفض تدخل واشنطن في شؤون السعودية
800 مليار دولار حجم الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة

الرياض - تحدث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مطولة مع مجلة اتلانتيك الشهرية نشرت اليوم الخميس عرض فيها لملفات إقليمية ودولية والعلاقة السعودية الأميركية والتطبيع مع إسرائيل والمحادثات مع إيران، مشيرا إلى أنه لا يهتم إن كان الرئيس الأميركي جو بايدن يسيء فهمه وأن المملكة لا تنظر لإسرائيل كعدو بل كحليف محتمل في المستقبل لكن عليها أولا حل مشاكلها مع الفلسطينيين، مؤكدا أيضا أن المحادثات الاستكشافية مع طهران متواصلة، معبرا عن أمله في التوصل في نهاية المطاف لاتفاق معها.

وردا على سؤال ما إذا كان بايدن يسيء فهم أمور تخصه، أعلن الأمير محمد أنه "ببساطة لا يهتم"، مضيفا أن الأمر يرجع لبايدن "في التفكير في مصالح أميركا" وأنه ينبغي للبلدين ألا يتدخلا في الشؤون الداخلية لبعضهما. وقال "ليس لنا الحق في أن نعطيكم محاضرات في أميركا... ونفس الشيء بالنسبة لكم".

وأشار ولي العهد السعودي في تصريحات منفصلة نقلتها وكالة الأنباء الرسمية في السعودية إلى أن بلاده قد تختار تقليص استثماراتها في الولايات المتحدة.

ومنذ تولي الديمقراطي جو بايدن السلطة في يناير/كانون الثاني 2021، تعرضت العلاقة الإستراتيجية القائمة منذ فترة طويلة بين السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم وواشنطن لضغوط خاصة في ما يتعلق بالحرب في اليمن ومقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018 في قنصلية بلاده في اسطنبول.

ونشرت إدارة بايدن تقريرا للمخابرات الأميركية يفيد بتورط ولي العهد في قتل خاشقجي وهو ما ينفيه الأمير محمد. كما تضغط واشنطن على الرياض من أجل الإفراج عن سجناء تقول إنهم سياسيون.

وكانت مصادر محلية وغربية قد= شككت في تقرير الاستخبارات الأميركية حول علاقة ولي العهد السعودي في مقتل خاشقجي، موضحة أنها استندت في تقريرها لاستنتاجات بلا أدلة.

وقال الأمير محمد للمجلة إنه شعر بأن حقوقه هو انتهكت باتهامه في ما يتعلق بالقتل الوحشي وتقطيع جثة خاشقجي الذي قتل داخل قنصلية السعودية في إسطنبول.

وتابع "أشعر أن قانون حقوق الإنسان لم يطبق معي... البند 11 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ينص على أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته".

وتسبب مقتل خاشقجي في تشويه الصورة الإصلاحية التي كان ولي العهد يحاول يرسمها لنفسه في الغرب. وكان قد سعى لإعادة التركيز على الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي ينفذها ليحقق انفتاح بلاده وتنويع مصادر اقتصادها وعدم الاعتماد على النفط فقط في الخطة الطموحة المعروفة باسم 'رؤية السعودية 2030'.

ولدى سؤاله عما إذا كان الحكم في السعودية قد يتحول إلى ملكية دستورية رد ولي العهد بالرفض وقال "السعودية مؤسسة على الملكية المحضة"، مضيفا أن هدف الرياض هو الحفاظ على علاقتها "القوية والتاريخية" مع أميركا وتقويتها، موضحا أن الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة تصل إلى 800 مليار دولار، مضيفا في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية "كما لدينا فرصة لتعزيز مصالحنا لدينا فرصة لخفضها".

وعلى الرغم من أن الأمير محمد كانت تربط علاقة وثيقة مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فقد اتخذ خلفه بايدن موقفا أكثر تشددا مع السعودية واختار حتى الآن التحدث مع الملك سلمان وليس مع ولي العهد.

كما أعطت إدارة بايدن أولوية لإنهاء الحرب في اليمن التي تدخل فيها تحالف بقيادة السعودية لقتال الحوثيين الموالين لإيران منذ سبع سنوات.

التطبيع مع إسرائيل

وردا على سؤال ما إذا كانت المملكة ستحذو حذو الإمارات والبحرين في إقامة علاقات مع إسرائيل، قال ولي العهد السعودي، إن بلاده "لا تنظر إلى إسرائيل كعدو بل كحليف محتمل في العديد من المصالح التي يمكن أن نسعى لتحقيقها معا، لكن يجب أن تحل بعض القضايا قبل الوصول إلى ذلك (لم يحددها)".

وأضاف "كل دولة لها الحرية الكاملة في القيام بأي شيء ترغب القيام به حسب ما ترى. إنهم (الإماراتيون) يملكون الحق كاملا في القيام بأي شيء يرونه مناسبا للإمارات. أما بالنسبة لنا فإننا نأمل أن تُحل المشكلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، من دون أن يقدم المزيد من التفاصيل.

وكانت إسرائيل توصلت إلى اتفاقيات تطبيع في عام 2020 مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان. ومن أصل 22 دولة عربية ترتبط تلك الدول الأربع ومصر والأردن بعلاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، بينما ترفض السلطة والفصائل الفلسطينية التطبيع العربي مع إسرائيل.

وكانت المملكة في عهد العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد طرحت مبادرة عربية في 2002 تنص على الأرض مقابل السلام واقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو/حزيران، لكن إسرائيل لم تلتزم بتلك المبادرة.

وبالنسبة للمحادثات مع إيران قال الأمير محمد بن سلمان، إن المملكة ستستمر في "تفاصيل المناقشات مع إيران وآمل أن نصل إلى موقف يكون جيدا لكلا البلدين ويشكل مستقبلا مشرقا للسعودية وإيران"، موضحا أن "السعودية وإيران جارتان لا يمكن لأحدهما أن تتخلص من الأخرى".

وفي الشأن الاقتصادي توقع أم يحقق الاقتصاد السعودي نسبة نمو بـ7 بالمئة في العام 2023، مشيرا إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للسعودية نما بنسبة 5.6 بالمئة في عام 2021، دون الإشارة إلى هدف للنمو للعام الحالي.