الأمير محمد يقدم تقييما مفصلا لتطورات رؤية 2030

ولي العهد السعودي يتحدث في مقابلة تلفزيونية مطولة عن نقاش يجري لبيع 1 بالمئة من اسهم أرامكو لشركة أجنبية رائدة في الطاقة، نافيا وجود خطط لاستحداث ضريبة على الدخل ومشيرا إلى برامج تنويع الاقتصاد وخفض نسبة البطالة وتعزيز استثمارات الصندوق السيادي.
رؤية 2030 ضاعفت الاستثمارات الأجنبية إلى 17 مليار ريال سنويا
السعودية تستهدف خفض نسبة البطالة إلى 11 بالمئة وصولا إلى 7 إلى 4 بالمئة
توقعات بأن يخلق قطاع السياحة 3 ملايين وظيفة حتى 2030
معدل النمو الاقتصادي في القطاع غير النفطي ارتفع بـ4.5 بالمئة
جائحة كورونا وانخفاض أسعار النفط أثرا على النمو الاقتصادي

الرياض - أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع قناة الإخبارية بثت مساء الثلاثاء عن نقاش يجري مع شركة طاقة أجنبية لبيعها ما نسبته 1 بالمئة من أسهم شركة أرامكو النفطية الضخمة، من دون أن يسمي الشركة.

وقال ردا على سؤال حول إمكانية بيع أسهم "قد يكون هناك بيع لبعض المستثمرين الدوليين الرئيسيين وسوف يعلن عنه في خلال السنة أو السنتين القادمتين".

وتابع "هناك الآن نقاش حول الاستحواذ على واحد بالمئة من قبل إحدى الشركات الريادية في الطاقة في العالم وهذه ستكون صفقة مهمة جدا لتعزيز مبيعات أرامكو في الدولة الموجودة فيها (الشركة) وهي دولة ضخمة جدا".

كما تحدّث في المقابلة مع قناة "السعودية" عن نية المملكة، أكبر مصدّر للنفط في العالم، بيع حصص لشركات أخرى وطرح أسهم محليا.

وقال "هناك نقاشات أيضا مع شركات أخرى لشراء حصص مختلفة وهناك جزء من أسهم أرامكو قد يتحوّل لصندوق الاستثمارات العام، وجزء يُطرح على شكل طروحات سنوية في السوق السعودي".

وأُدرجت أرامكو في البورصة السعودية في ديسمبر/كانون الأول 2019 بعد أكبر عملية طرح عام أولي في العالم وصلت قيمته إلى 29.4 مليار دولار مقابل بيع 1.7 بالمئة من أسهمها.

وفي مارس/اذار الماضي، أعلنت أرامكو أنّها حققت في 2020 أرباحا صافية بلغت 49 مليار دولار، بتراجع نسبته 44.4 بالمئة عن أرباح العام السابق، بسبب انخفاض أسعار النفط الخام مع تراجع الطلب العالمي بسبب وباء كوفيد-19.

وتضرّرت السعودية أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم العام الماضي من انخفاض الأسعار والتراجع الحاد في الإنتاج بسبب الاغلاقات المرتبطة بالفيروس.

وارتفع العجز في الموازنة السعودية لعام 2020 من 50 مليار دولار كما كانت توقّعت المملكة قبل عام، إلى أكثر من 79 مليار دولار بنهاية السنة حسبما أعلنت الحكومة نهاية العام الماضي، وذلك على خلفية أزمة فيروس كورونا وتراجع أسعار النفط.

ومع تزايد وتيرة حملات التلقيح عالميا، قالت المجموعة السعودية العملاقة إنّها تتطلع إلى ارتفاع في الطلب على النفط خصوصا في آسيا وأجزاء أخرى من العالم.

وقال محلّلون إنّ مستويات ديون الشركة ارتفعت العام الماضي مع تقديمها عوائد أرباح سخية لمساهميها رغم تراجع أرباحها.

وفي يونيو/حزيران من العام الماضي، ذكرت وكالة بلومبرغ أنّ أرامكو ألغت مئات الوظائف في محاولة لتقليل النفقات.

ويهّدد الانخفاض في إيرادات الخام خطط ولي العهد الطموحة لتنويع اقتصاد المملكة المرتهن للنفط، لكن الأمير الشاب أكد خلال المقابلة أن خطة التنويع "رؤية 2030" ستصل إلى أهدافها.

كما أعلن أن المملكة ليس لديها أي خطط لاستحداث ضريبة على الدخل وإن قرارا اتخذ في يوليو/تموز الماضي بزيادة ضريبة القيمة المضافة ثلاثة أضعاف إلى 15 بالمئة هو قرار مؤقت.

وأضاف أن ضريبة القيمة المضافة قد يجري تخفيضها إلى ما بين خمسة إلى عشرة بالمئة في غضون عام إلى خمسة أعوام.

وأكد ولي العهد السعودي أن النفط خدم السعودية والمملكة دولة قائمة قبل النفط، وجاءت رؤية 2030 من أجل تحقيق الطموح الأكبر في اقتصاد أكثر قوة وحياة أفضل للسعوديين.

وكشف مساء اليوم الثلاثاء أن صندوق الاستثمارات العامة (الصندوق السيادي) يستهدف النمو ليصبح صندوقا ضخما وبالتالي لن يحول أرباحه إلى ميزانية الدولة وسيبقي الأموال لزيادة نمو حجم الصندوق بأكثر من 200 بالمئة في السنوات الخمس المقبلة.

وأوضح أنه في المستقبل لن تتجاوز المصروفات من هذا الصندوق نسبة 5.2 بالمئة وسيكون هو برميل نفط جديد للمملكة إلى جانب التنوع في الاقتصاد، من مختلف الصناديق والاستثمارات الأخرى للمملكة.

وشرح ولي العهد السعودي تفاصيل متصلة بالرؤية التي أطلقتها المملكة عام 2016، من بينها تطوير سياسات الإسكان وتطوير سن التشريعات وضمان رفع مساهمة القطاع الخاص في اقتصاد المملكة، مستعرضا أرقاما اقتصادية مؤثرة أبرزها تصاعد مؤشر سوق الأسهم السعودية (تداول)، من مستويات 6 و7 آلاف نقطة إلى أكثر من 10 آلاف نقطة في الوقت الحالي إلى جانب رفع نسبة تملك السعوديين للمساكن إلى نسبة 60 بالمئة، بينما كانت قبل الرؤية 47بالمئة.

وأكد أن البطالة كانت قبل الرؤية تبلغ 14 بالمئة و"نستهدف خفضها لـ11 بالمئة في العام الحالي"، متابعا أن المملكة تستهدف المعدل الطبيعي للبطالة بين 4 إلى 7 بالمئة، مضيفا أن رؤية 2030، ضاعفت الاستثمارات الأجنبية إلى 17 مليار ريال سنويا.

وذكر أن قطاع السياحة سيخلق 3 ملايين وظيفة حتى 2030. كما كشف أن معدل النمو الاقتصادي في القطاع غير النفطي ارتفع بحلول الربع الرابع من 2019 بحجم 4.5 بالمئة، مشيرا إلى أنه لولا جائحة كورونا لكان استمر إلى أكثر من 5 بالمئة.