الأمين العام للأمم المتحدة يشيد بدور المغرب الفعال في أفريقيا

الأمم المتحدة تدرك أهمية المغرب كلاعب مؤثر في الحفاظ على استقرار شمال أفريقيا وأمن أوروبا من دوره في كبح الهجرة والحرب على الإرهاب وهو دور يعترف به الشركاء الأوروبيون.

الرباط - بحث العاهل المغربي الملك محمد السادس مع الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش في اجتماع نادر في الرباط الأربعاء ملف الصحراء المغربية الشائك، بحسب ما أعلن الديوان الملكي والأمم المتّحدة.

وأشاد غوتيريش بالمساهمة الفعالة للمغرب في حفظ السلام في أفريقيا، في موقف قال مراقبون إنه يأتي في وقت مهم بالنسبة إلى المغرب الذي يكسب يوما بعد يوم مواقف جديدة داعمة لدوره المهم إقليميا على جميع المستويات.

ويرى مراقبون أن موقف غوتيريش يؤكد صورة المغرب الحقيقية كما تراها الأطراف المؤثرة دوليا، بما في ذلك الأمم المتحدة؛ ذلك أن حضور المغرب في أفريقيا لا يتعلق بموضوع الصحراء فقط، بل توسع هذا الحضور بشكل جعل الرباط محورا اقتصاديا لتطوير غرب أفريقيا وربطها بأوروبا.

ويلعب المغرب أيضا دورا مؤثرا في الحفاظ على استقرار شمال أفريقيا، وهو شريك مساهم في أمن أوروبا من خلال الدور الذي يلعبه في ملف الهجرة، والحرب على الإرهاب، وهو ما تؤكده شهادات أوروبية وتقارير مختلفة.

وقال الديوان الملكي في بيان إنّ غوتيريش الذي زار المملكة للمشاركة في "المنتدى التاسع لتحالف الحضارات" في مدينة فاس (شمال شرق) التقى الملك محمد السادس في قصره بالرباط. وأضاف أنّه خلال الاجتماع جدّد العاهل المغربي "التأكيد على الموقف الثابت للمغرب لتسوية هذا النزاع الإقليمي على أساس مبادرة الحكم الذاتي في إطار السيادة والوحدة الترابية للمملكة".

وأشاد غوتيريش بـ"المساهمة البنّاءة والمستمرة لمملكة شمال أفريقيا في الحفاظ على السلام وتوطيده وتعزيز الاستقرار ودعم التنمية، لاسيما في جميع أنحاء أفريقيا."

وإن لم يشر غوتيريش في كلامه، الذي نقله عنه بيان للديوان الملكي، إلى موضوع الصحراء، فإن حديثه عن دور المغرب في تحقيق السلام والاستقرار وتعزيز التنمية في المنطقة يتضمّن إشارات مفادها أن المغرب لم يقف عند المقاربة الأولى لموضوع الصحراء، أي الرهان على الخيار العسكري، وأنه بدلا من ذلك اهتم بالتنمية كأرضية ضرورية لمقاربة الحكم الذاتي الذي يضمن الاستقرار على المدى البعيد.

وأعرب غوتيريش خلال لقائه بالملك محمد السادس "عن امتنانه على نجاح المنتدى التاسع لتحالف الحضارات، الذي عقد في فاس، ورحب باعتماد إعلان قوي وجذاب وهو أمر ضروري أكثر من أي وقت مضى في سياق دولي مضطرب".

وأشاد غوتيريش بالالتزام الدائم للعاهل المغربي بتعزيز قيم الانفتاح والتسامح والحوار واحترام الاختلافات.

وقالت الأمم المتّحدة في بيان إنّ "الأمين العام وجلالة الملك ناقشا الوضع في المنطقة، وخاصة في الصحراء الغربية". ولم تدلِ المنظّمة الدولية في بيانها بأيّ تفاصيل إضافية.

أمّا البيان المغربي فقال إنّ النقاش "تطرّق إلى قضية الصحراء المغربية على ضوء القرار 2654 الذي صادق عليه مجلس الأمن التابع للأمم المتّحدة في 27 تشرين الأول/أكتوبر" الفائت.

ومدّد القرار 2654 عمل بعثة الأمم المتّحدة في الصحراء الغربية عاماً إضافياً، ودعا إلى "استئناف المفاوضات" حول هذا النزاع للتوصّل إلى حلّ "دائم ومقبول للطرفين" في إطار "تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية".

وكان مجلس الأمن وجّه الدعوة نفسها قبل عام عندما تولّى المبعوث الأممي الجديد الإيطالي ستيفان دي ميستورا منصبه، وقد سافر الأخير مذّاك إلى المنطقة مرات عدّة للقاء مختلف الجهات الفاعلة.

كما دعا القرار 2654 إلى "التعاون الكامل" مع بعثة الأمم المتحدة (مينورسو) التي تم تجديد تفويضها لعام واحد حتى 31 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وفي بيانه قال الديوان الملكي إنّ العاهل المغربي جدّد "دعم المملكة لجهود الأمين العام ومبعوثه الشخصي السيد ستيفان دي ميستورا من أجل قيادة المسلسل السياسي، وكذا لبعثة المينورسو لمراقبة وقف إطلاق النار".

ويدور نزاع منذ عقود حول مصير الإقليم الصحراوي بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر المجاورة.

وتقع الصحراء المغربية على ساحل المحيط الأطلسي، وتبلغ مساحتها 266 ألف كلم مربع وهي غنية بالفوسفات وساحلها الممتد على طول ألف كلم غني بالأسماك.

وتعتبر الأمم المتحدة المستعمرة الإسبانية السابقة "منطقة غير متمتعة بالحكم الذاتي" في غياب تسوية نهائية.

وفي حين تقترح الرباط التي تسيطر على ما يقرب من 80 في المئة من هذه المنطقة منحها حكماً ذاتياً تحت سيادتها، تطالب جبهة بوليساريو بإجراء استفتاء لتقرير المصير برعاية الأمم المتحدة نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار عام 1991 لكنه لم يتحقق.