الأندية الانكليزية في مرمى الخسائر المالية بسبب كورونا

أندية الدوري الإنكليزي تواجه خسائر من ايرادات البث التلفزيوني لاضطرارها إعادة جزء من الأموال الى القنوات الناقلة، ومخاوف اللاعبين تتزايد.

لندن - تواجه أندية الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم خطر خسارة مبالغ ضخمة من ايرادات حقوق البث التلفزيوني جراء اضطرارها إعادة جزء من الأموال الى القنوات الناقلة، حتى في حال استئناف الموسم المعلق منذ آذار/مارس الفائت بسبب فيروس كورونا المستجد خلف أبواب موصدة.

سيتم تعويض مبالغ للقنوات عن المباريات التي لم تُقم في موعدها المحدد، كما ويعتبر عدم تواجد جماهير في الملاعب عاملا مهما في هذه المعضلة.

وأشارت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" إلى أن الأندية التي واصلت مشاوراتها بشأن "مشروع الاستئناف" الاثنين، تواجه خسائر بقيمة 340 مليون جنيه استرليني (420 مليون دولار).

وقال ريتشارد ماسترز الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري "تمكنا الاثنين من إطلاع أنديتنا بشأن وضعنا مع القنوات الناقلة، وهو طبعا أمر سري...مهما يحصل، ستكون هناك خسائر كبيرة في ايرادات الأندية، هذا أمر حتمي".

وتابع "استطعنا الاثنين وضع تصوّر لما يمكن أن يحدث وفقا لعدة سيناريوهات، في حال استكمال الموسم أو عدمه، للسماح لها (الأندية) برسم صورة ونحن الآن في بداية أيار/مايو".

وقد تصل قيمة المبالغ التي ستتم إعادة تسديدها الى القنوات الناقلة ما يقارب 760 مليون جنيه استرليني في حال تعذّر استكمال الموسم. فيما سبق وحذّر ماسترز من أن هذه القيمة قد تصل الى مليار جنيه إذا أضيفت إليها الخسائر من بيع تذاكر المباريات.

وللدلالة على الشك الذي لا يزال قائما بخصوص استئناف الموسم، ناقشت الأندية الـ20 الاثنين وللمرة الأولى عواقب إنهاء الموسم بشكل نهائي والنماذج الممكنة لتحديد شكل الترتيب النهائي.

وسمحت الحكومة البريطانية باستئناف المسابقات الرياضية بدون جمهور انطلاقا من الأول من حزيران/يونيو المقبل شريطة أن يظل وباء "كوفيد-19" تحت السيطرة.

مخاوف اللاعبين

مع ذلك، انضم الدوليان الانكليزيان رحيم ستيرلنغ وداني روز الى اللاعبين الذين أعربوا عن مخاوفهم من استئناف المنافسات في رياضة يحتم فيها الاحتكاك بين الاشخاص، في ظل إرشادات الحكومة لأفراد المجتمع بالتزام مبدأ التباعد الاجتماعي والمسافة الآمنة.

وقال سترلينغ في حديث مع قناة يوتيوب الخاصة بناديه مانشستر سيتي بطل الموسمين الماضيين "فور العودة لا يجب أن تكون تلك اللحظة متعلقة فقط بكرة القدم، يجب أن تكون آمنة ليس فقط لنا نحن اللاعبون بل لكل أعضاء الطواقم الطبية والحكام".

وتابع "لستُ خائفا، بل متحفظ وأفكر في أسوأ نتيجة ممكنة".

وأردف ستيرلينغ (25 عاما) "لدي أصدقاء فقدوا جداتهم، كما وخسرتُ أفرادا من أسرتي، لذا عليك أن تكون حكيما وأن تعتني بنفسك وبمَن حواليك".

وقال رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون الاثنين إنه يعتقد أن عودة الرياضة عبر شاشات التلفزيون "ستعطي دفعة للروح المعنوية القومية نحن بحاجة إليها بشدة".

إلا أن استفتاءا للرأي أجراه موقع "يوغوف" على 2000 شخص أظهر أن 73 بالمئة منهم لا يعتبرون أن عودة منافسات الدوري الممتاز سترفع من معنوياتهم.

وتعتبر بريطانيا من أكثر الدول تضررا من فيروس "كوفيد-19" الذي أسفر حتى الآن عن أكثر من 32 ألف حالة وفاة معلنة في المملكة.

وقال روز المعار من توتنهام الى نيوكاسل في حديث مباشر عبر حسابه على انستاغرام إن "حياة الناس في خطر...لا يجب التحدث عن عودة كرة القدم إلا لحين تراجع الأرقام بشكل كبير".

ومن المقرر أن تجتمع رابطة الدوري مع رابطة اللاعبين والمدربين في وقت لاحق هذا الأسبوع لمناقشة بروتوكول العودة الى التمارين الجماعية.

وتعارض غالبية الأندية خوض المباريات الـ92 المتبقية في عدد محدود من الملاعب، مثلما ترغب رابطة الدوري للحد من السفر والاستفادة من الأماكن الأكثر ملائمة للتباعد الاجتماعي.

وسبق أن ذكر قائد الشرط الوطنية لكرة القدم ونائب رئيس الشرطة مارك روبرتس أن إقامة المباريات على مبدأ بيتية وخارج الديار "ستشكل تحديات" لخدمات الطوارئ.

الا أنه أعلن الثلاثاء أن الشرطة والحكومة والسلطات الكروية تعمل سويا على خطة من شأنها "أن تقلل من أي مخاطر على السلامة العامة والضغوط غير الضرورية على الخدمات العامة، لكنها تسهّل استئنافا معقولا للموسم".

وعارض رئيس بلدية لندن صديق خان فكرة إقامة مباريات في المدينة في هذه المرحلة، حيث تعتبر العاصمة الانكليزية، التي تضم خمسة أندية في الدوري الممتاز، من أكثر المدن تضررا من الوباء.

وقال متحدث باسم خان لصحيفة "ايفنينغ ستاندارد" إنه "في ظل مساعي البلاد للسيطرة على الأزمة، ووفاة مئات الأشخاص يوميا، يعتقد (خان) أنه من المبكر جدا التحدث عن عودة الدوري الممتاز والرياضات الاحترافية في العاصمة".