الأنظار على السعفة الذهبية في ختام كان

الجائزة العريقة تمنحها لجنة مهرجان كان للفيلم الأفضل في المسابقة الرسمية، والترقب يسود لمعرفة العمل الذي سيخلف 'باراسايت' للكوري الجنوبي بونغ جون-هو الفائز بالجائزة المرموقة عام 2019 قبل تفشي كورونا.

كان (فرنسا) - تشكل السعفة الذهبية التي تمنح مساء السبت في ختام الدورة الرابعة والسبعين لمهرجان كان السينمائي، جائزة يطمح لها سينمائيون كثر حول العالم وهي تتمتع بسمات فريدة تجعل منها جوهرة لافتة ذات قيمة فنية ومادية كبيرة.

ويسود ترقب لمعرفة العمل الذي سيخلف "باراسايت" للكوري الجنوبي بونغ جون-هو الفائز بالجائزة المرموقة عام 2019 قبل تفشي فيروس كورونا. ولم يظهر هذه السنة أي عمل يُنظر إليه بوضوح على أنه الأوفر حظا للفوز، في نهاية المسابقة الرسمية التي تنافس فيها 24 فيلما.

الإجابة على هذا التساؤل بيد لجنة التحكيم التي يترأسها المخرج سبايك لي، أول فنان أميركي أسود يشغل هذا المنصب، وتضم في عدادها شخصيات متنوعة بينها السينمائي البرازيلي كليبر ميندونسا فيليو والمغنية ميلين فارمر. وسيعقد أعضاء اللجنة اجتماعات مغلقة في إحدى فيلات مدينة كان الساحلية جنوب شرق فرنسا لحسم النتائج.

وأوضح سبايك لي في الأيام الأولى للمهرجان "لكل شخص رأي مختلف" داخل اللجنة. وقال "لقد وعدت أعضاء اللجنة بأنني لن أكون ديكتاتورا بل سأكون ديموقراطيا... لكن ذلك سيبقى ضمن حدود معينة، فإذا ما انقسمت اللجنة عموديا أربعة ضد أربعة، فأنا من يقرر! سيكون ذلك مسليا".

من بين الأفلام التي تميزت في المهرجان، "درايف ماي كار" للمخرج الياباني ريوسوكي هاماغوشي، وهو العمل المفضل لدى الصحافة العالمية. ويدور هذا الفيلم ذو المعايير الجمالية العالية والمقتبس من قصة قصيرة لهاروكي موراكامي، حول شخصين تسكنهما هواجس الماضي.

ومن الأعمال الأخرى، تميّز أيضا فيلم "أنيت"، وهو من نوع أوبرا-روك للمخرج ليوس كاراكس، إذ أثار ضجة كبيرة منذ عرضه في افتتاح المهرجان، فيما توقف كثر عند فيلم "ذي وورست بيرسون إن ذي وورلد" ذي النبرة النسوية للنروجي يواكيم ترير.

كما قد تنتهز لجنة التحكيم الفرصة لمكافأة امرأة، للمرة الثانية في تاريخ المهرجان بعد 28 عاما من فوز فيلم "ذي بيانو" لجين كامبيون، ومنح السعفة الذهبية لأصغر المشاركات في المنافسة جوليا دوكورنو صاحبة الفيلم الأكثر سوداوية لهذا العام، "تيتان" الذي لم ينل استحسانا كبيرا من النقاد لكنه ترك أثرا لدى جميع من شاهده.

كما قد يبعث منح السعفة الذهبية للروسي كيريل سيريبرينكوف المناوئ لموسكو والممنوع من مغادرة بلاده بعد إدانة قضائية في حقه، أو للمخرج الإسرائيلي ناداف لابيد المعروف بانتقاداته لسياسات بلاده، رسالة سياسية قوية.

مخاض عسير

وتكرس هذه الجائزة العريقة التي تمنحها لجنة مهرجان كان، الفيلم الأفضل في المسابقة الرسمية.

وتفيد الرواية بأن اختيار السعفة الذهبية التي تصنع في مشغل للحلى الراقية منذ 1955 فرض نفسه بسبب شجر النخيل الذي يحيط بالواجهة البحرية في كان وشعار المدينة.

وكافأت أول سعفة ذهبية فيلم "مارتي" للمخرج الاميركي ديلبيرت مان. وكانت لجنة التحكيم يومها برئاسة مارسيل بانيول.

وحتى العام 1954 كان أفضل فيلم يكافأ بجائزة المهرجان السينمائي الدولي. كما كان أفضل مخرج ينال شهادة وعملا فنيا موقعا من فنان معاصر.

ووضعت مصممة المجوهرات لوسيان لازون الرسم الأول لهذه السعفة.

وانشأ روبير لوفافر لو بريت المندوب العام للمهرجان بعدها جائزة كأس مهرجان كان مرادف الأسد الذهبي في مهرجان البندقية المنافس الأكبر لمهرجان كان.

لكن الكأس لم تحظ بالاجماع وتم التخلي عنها بعد مهرجان العام 1963. وعاد مجلس إدارة المهرجان الى اعتماد الدبلوم قبل أن يتخلى عنه مجددا في 1975 ليعيد الاعتبار نهائيا الى السعفة الذهبية.

السعفة الجوهرة

وفي 1998 صممت كارولين غروسي شوفيلي رئيسة مجموعة "شوبار" للمجوهرات السعفة الذهبية بشكلها الجديد. وفي إطار شراكة مع المهرجان تقدم دار المجوهرات السويسرية العريقة هذه سنويا السعفة التي تقرب كلفتها من عشرين الف يورو.

والسعفة المقوسة قليلا تحمل 19 ورقة منحوتة باليد بزنة 118 غراما من الذهب عيار 18 قيراطا وتأخذ عند قاعدتها شكل قلب هو شعار "شوبار".

وتوضع الجائزة يدويا في قالب من الشمع ثم تثبت على قطعة بلور جندلي محفورة على شكل ماسة.

ويستغرق صنع السعفة الذهبية أربعين ساعة عمل من جانب خمسة صاغة.

سعفة "أخلاقية"

ومنذ 2014، تحمل السعفة تصنيف "فير مايندد" الدولي الذي يضمن أن الذهب الأصفر المستخدم في صنعها مستخرج بطريقة تراعي البيئة والحقوق الاجتماعية للمنقبين عن الذهب.

وهذه السعفة تقدم على وسادة من البلور الصخري بزنة كيلوغرام واحد مصقول على شكل ماسة وبطريقة فريدة اذ ان الطبيعة لا تعطي بلورتين مماثلتين.

وعلى الدوام ثمة سعفة ذهبية ثانية غير مؤرخة في الاحتياط في حال وقوع أي حادث أو منح الجائزة إلى فيلمين.

ومنذ العام 2000 تمنح سعفتان صغيرتان هما نسختان عن السعفة الرئيسية إلى الفائزين بجائزة أفضل ممثلة وممثل قبل بضع ساعات من الحفلة الختامية.

نادي الفائزين بسعفتين

نادي الذي حازوا السعفة مرتين ضيق جدا ولا يضم سوى تسعة مخرجين هم ألف سيوبرغ (الحائز مرتين "الجائزة الكبرى" وهي التسمية القديمة للسعفة الذهبية عامي 1946 و1951) وفرانسيس فورد كوبولا (في 1974 و1979) وشوي ايمامورا (1983 و1997) وبيلي اوغست (1988 و1992) وأمير كوستوريتسا (1985 و1995) والشقيقان جان بيار ولوك داردين (1999 و2005) والنمسوي مايكل هانيكه (2009 و2012) وكن لوتش (2006 و2016).

ومنحت جائزة السعفة الذهبية مرة واحدة الى امرأة هي المخرجة النيوزيلندية جاين كامبيون عن فيلم "ذي بيانو" في 1993.