الأوبرا المصرية تحتفل بثلاثين عاما على افتتاحها

الأوبرا بنيت بمنحة يابانية، وحسني مبارك وضع حجر أساسها وافتتحها في 10 أكتوبر 1988.
تم الاتفاق على بناء الأوبرا الجديدة أثناء زيارة مبارك لليابان عام 1983
على هامش الافتتاح أقيم معرض ضم 30 عملا للفنان الإيطالي أومبيرتو ماستروياني

تحتفل دار الاوبرا المصرية يومي الأربعاء والخميس 10 و11 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بمرور 30 عاما على افتتاحها في احتفالية فنية كبري تحمل عنوان "ثلاثون عاما من الفن والإبداع" مهداه إلى روح المايسترو الراحل الدو مانياتو الذي يعد الأب الروحى لفنانى الأوبرا ويشارك فيها أكثر من ثلاثمائة فنان ما بين عازف ومغني وراقص من جميع الفرق الفنية. 
والأوبرا المصرية الجديدة - والتي تضم الآن 14 فرقة فنية و7 مسارح بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور - افتتحت بعد ما يزيد على 17 عاما على احتراق الأوبرا المصرية  القديمة أو "دار الأوبرا الخديوية" في 28 أكتوبر/تشرين الأول 1971. 
يرجع الفضل في الحصول على منحة بناء الأوبرا وتجهيزها من اليابان للرئيس السابق حسني مبارك، والذي ما أن وضع المهندسون اليابانيون الماكيتات الخاص بها حتى جمع فناني ومثقفي مصر ليضع حجر أساسها وافتتاحها افتتاحا مشهودا يليق بصرح ثقافي وفني عظيم. حيث شهدت القاهرة ليلة العاشر من أكتوبر/تشرين الأول 1988 احتفالا رسميا وثقافيا وفنيا عربيا وعالميا جليلا، فقد انتشرت مجموعات من عازفي الإيقاع وفرق الخيالة الذين حملوا الأعلام الملونة في تشكيلات بدءا من أول كوبري قصر النيل من ناحية ميدان التحرير وحتى نهايته، كما أحاط طلبة الشرطة بقاعة تمثال سعد زغلول المطل على الأوبرا وأضيئت الشموع والشمعدانات داخل الساحة الداخلية للأوبرا. 
ووسط هذه المواكب تقدم مبارك لقص الشريط وإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية وقد التف حوله كبار الموسيقيين والفنانين والمثقفين والمبدعين المصريين والعالميين جنبا إلى جنب ضيوف الاحتفال من وزراء وأمراء وسفراء وشخصيات سياسية، من بينهم الملك سلمان بن عبدالعزيز وكان وقتئذ أميرا لمدينة الرياض. 

opra
مبارك يضع حجر الأساس

وكان الاتفاق على بناء الأوبرا الجديدة قد تم أثناء زيارة مبارك لليابان في أبريل/نيسان من العام 1983 ونص الاتفاق على أن يتحمل الجانب الياباني تكلفة إنشاء مبنى الأوبرا وتأثيثه وتجهيزه فنيا بمنحة قدرها 50 مليون دولار بخلاف منحة أخرى للآلات الموسيقية قدرها 362 ألف جنيه مصري بحيث تكون مجمعا للثقافة والفنون في مصر وليس مجرد مسرح للأوبرا، خاصة وأن إلى جوارها متحف الفن الحديث والمتحف القومي للفنون التشكيلية، وقد قام وزير الثقافة عبدالحميد رضوان بمتابعة الاتفاقية على مدار أكثر من عام حتى دخلت حيز التنفيذ والشروع في البناء وتحديدا بين عامي "1983 ـ 1984"، وكانت أول مديرة له د. ماجدة صالح، لتتولى د. رتيبة الحفني بعدها بالتزامن مع الافتتاح.
وقد وضع مبارك حجر أساس الأوبرا في مارس/آذار عام 1985 فوق أرض المعارض بالجزيرة يصحبه كبار الفنانين والمثقفين، ليعطي إشارة البدء لبنائها وتجهيزها، الذي استغرق 34 شهرا جاء مكونا من 7 طوابق مساحتهاه 6375 مترا مربعا وتضم ثلاث قاعات؛ الرئيسية 1300 مقعد والصغرى 500 مقعد متحرك، وقاعة مكشوفة تضم 600 مقعد بالاضافة إلى صالة عرض لللفنون التشكيلية ومتحفا ومكتبة موسيقية.
بدأ برنامج حفل الافتتاح الذي أخرجه الفنان كرم مطاوع بلحن "فانفار" تأليف شريف محي الدين تلاه عزف السلام الجمهوري ودون فاصل بقيادة المايسترو طه ناجي، لتبدأ بعد ذلك فقرات الحفل باستعراض فني لفرقة الكابوكي التي قدمت مسرحية غنائية راقصة بعنوان "شونكان" وهي من قصص التراث الياباني وتدور أحداثها في جزيرة الشيطان حيث نفي فيها ثلاثة من المعتقلين وعندما قرر الإمبراطور العفو عنهم يعود منهم اثنان ويبقى شونكان وحيدا. 
أعقب ذلك البرنامج المصري الذي قدم فيه موسيقى من التراث الموسيقى لفرقة أم كلثوم بقيادة حسين جنيد قدم خلالها موشح "غنت لطلعته" للشيخ محمود صبيح، و"عذارى الهوى" من "أوبريت هدى" للشيخ سيد درويش، ليعزف بعدها منفردا على البيانو العازف رمزي يس، ثم عزفت أوركسترا الكونسيرفتوار بقيادة المايسترو أحمد الصعيدي الحركة الأولى من الكونشيرتو الثلاثي لبتهوفن، ثم "نشيد الجهاد" للموسيقار محمد عبدالوهاب بعد أن قام بتوزيعه المايسترو مصطفى ناجي وغنى كل من نيفين علوبة وصبحي بدير، وأخيرا قدم كورال أوبرا القاهرة بقيادة المايسترو يوسف السيسي الحركة الرابعة من السيمفونية التاسعة لبتهوفن.
وعلى هامش الافتتاح افتتح معرض ضم 30 عملا من أعمال الفنان الإيطالي "أومبيرتو ماستروياني" وذلك تقديرا للدور الإيطالي في بناء الأوبرا القديمة حيث قام الإيطاليان المعماريان بيترو أفوسكاني وروتسيي بتصميم مبناها، كما تم افتتاحها بمعزوفة "ريغوليتو" لجوزيبي فيردي في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 1869. أيضا ضم المعرض 29 ملصقا فنيا موقعة من فنانين إيطاليين عالميين تمثل ثلاثين عاما من التعاون بين الأوبرا المصرية والأوبرا الإيطالية. 
عروض وتكريمات

ليلة افتتاح الأوبرا المصرية
فنانون حول مبارك

الاحتفال الذي سيشهده يوم العاشر من أكتوبر/تشرين الأول القادم ووفقا لتصرح د. مجدي صابر رئيس دار الاوبرا المصرية ينطلق بفعاليات في ساحات الأوبرا الخارجية في حضرة رموز الفن والموسيقي من مصر والعالم التي تتزين الساحات بمجسماتهم حيث يقام مسرح بجوار كل تمثال يعرض عليه أعماله منهم كوكب الشرق أم كلثوم، العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، موسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب والموسيقار العالمي تشايكوفسكي، يلي ذلك عروض لمركز تنمية المواهب تحت إشراف الفنان عبدالوهاب السيد  في بهو المسرح الكبير حيث يقدم فصل الكلاكيت مجموعة متنوعة من الرقصات بعدها يقدم كورال الاطفال والشباب فقرة غنائية ثم تنتقل الفعاليات إلى داخل المسرح الكبير، وتبدأ بتكريم وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم لخمسة شخصيات من المبدعيين ممن أثروا الحياة الفنية في مصر ودار الأوبرا منذ افتتاحها وحتي الآن، وهم مغني الأوبرا الفنان حسن كامي، المايسترو أحمد الصعيدي قائد أوركسترا القاهرة السيمفوني، ورائد موسيقي الجاز الموسيقار يحيى خليل، المايسترو صلاح غباشي، والمدير الفني لفرقة بالية أوبرا القاهرة إرمينيا كامل.  
وهذه التكريمات تتواصل على مدار الموسم الفني للأوبرا هذا العام اعترافا بفضل كل من ساهم في وضع لبنه بدار الأوبرا وتقديرا لما قدموه على مدار 30 عاما.
فيلم تسجيلي
يعقبها عرض فيلم تسجيلي يستعرض أهم الأحداث والعروض والفرق الفنية المحلية والعالمية على مدار 30 عاما مونتاج وإعداد سامر ماضي، وأوضح أن نجوم فرقة أوبرا القاهرة والبالية يقدمان مشاهد من أشهر الأوبرات والباليهات العالمية بمشاركة أوركسترا أوبرا القاهرة بقيادة المايستروالإيطالي ديفيد كرشينزي ومنها آريات من أوبرات منها: "مصارع الثيران" من أوبرا كارمن، "السلام يا إلهي" من أوبرا "قوة القدر"، "رقصة الساعات" من أوبرا الجيوكاندا، "كم من الحب لديك اكسير الحب وباركالور" من أوبرا حكايات هوفمان، أداء نجوم فرقة أوبرا القاهرة إيمان مصطفى – رضا الوكيل – رشا طلعت – جولي فيظي – منى رفله – مصطفى محمد.
بالاضافة إلى رقصات لفرقة بالية أوبرا القاهرة تحت اشراف وتدريب ارمينيا كامل من باليهات "كارمن وتانجو وساعات الرقص"، بعدها تقدم فرقة الموسيقي العربية بقيادة المايسترو مصطفي حلمي منها موسيقي الزيني بركات لعمار الشريعي، وأوبريت الأرض الطيبة من كلمات حسين السيد والحان محمد عبدالوهاب، أداء نجوم الغناء بفرق الموسيقي العربية رحاب مطاوع – محمد حسن – صابرين النجيلي – مصطفي النجدي – حنان عصام – وليد حيدر.

ويختتم الاحتفال بفاصل للدراما الموسيقية المصرية والعالمية لاوركسترا القاهرة السيمفوني بقيادة المايسترو أحمد عاطف يتضمن موسيقى حياتي – سر طاقية الاخفاء – الأيدي الناعمة – أخطر رجل في العالم – عائلة زيزي – امبراطورية ميم – تايتنك، غناء السوبرانو ايمان مصطفى مع كورال أكابيلا.. تصميم الديكور محمد الغرباوي والإضاءة ياسر شعلان وصوت محمود عبداللطيف والاخراج حازم طايل.
وأكد مجدي صابر أن الاوبرا المصرية عبر تاريخها كان لها دور مؤثر وإيجابي في المجتمع ونجحت في صناعة حضارة فنية من خلال احتفاظها بالتراث المصري والعربي، وأيضا تبني مواهب الشباب والمبدعين بجانب تقديم الفنون والفرق العالمية فأصبحت أحد النوافذ المهمة التى يتطلع منها الجمهور على ثقافات الآخر وباتت أحد المقاصد الهامة لحوار الثقافات بين مصر والعالم. 
المعروف ان دار الأوبرا المصرية الجديدة افتتحت فى العاشر من أكتوبر/تشرين الأول عام ١٩٨٨ وتعد الاولى في الوطن العربى والشرق الأوسط وقارة أفريقيا وتبقي مصر رائدة في مجال فنون الاوبرا منذ عام 1869 عند افتتاح دار الاوبرا الخديوية القديمة التى احترقت عام 1971 وانشأت الأوبرا الجديدة بمنحة من الحكومة اليابانية.