الأولمبياد المؤجل فرصة كبيرة لتحفيز الاقتصاد الياباني

اقامة دورة الألعاب الأولمبية في صيف العام القادم قد يشكل دفعة قوية للاقتصاد الياباني في ظل توقعات بأضرار اقتصادية كارثية.

طوكيو - رأى مسؤول بارز في اللجنة الأولمبية الدولية الخميس ان أولمبياد طوكيو الذي سيقام في صيف العام 2021 بعد تأجيله من صيف العام الحالي بسبب فيروس كورونا المستجد، سيشكل دفعة قوية للاقتصاد الياباني المتأثر حاليا كغيره من اقتصادات العالم، بتبعات "كوفيد-19".

وأعلنت اللجنة الدولية واليابان الشهر الماضي إرجاء دورة الألعاب لعام واحد، وحددتا موعدا جديدا لها هو 23 تموز/يوليو-الثامن من آب/أغسطس 2021، في ظل المخاوف من تفشي فيروس كورونا المستجد الذي تسبب بوفاة أكثر من 137 ألف شخص حول العالم حتى الخميس.

وأدت جائحة "كوفيد-19" والقيود التي فرضت على حركة التنقل والسفر حول العالم للحد من تفشي الفيروس، الى أضرار اقتصادية كارثية، حيث يتوقع الخبراء سيناريو مماثلا لـ "الكساد الكبير" (عام 1929)، مع خسائر بتريليونات الدولارات وفقدان ملايين الوظائف في قطاعات مختلفة.

ولا تستثني الأزمة الراهنة اليابان، ثالث أكبر قوة اقتصادية في العالم.

لكن مسؤول لجنة التنسيق في اللجنة الدولية الأسترالي جون كوتس رأى في حديث للصحافيين، ان إقامة الألعاب في صيف العام المقبل قد تكون "فرصة إيجابية جدا من أجل نهضة اقتصادية" من شأنها أن "تشكل بداية جديدة للاقتصاد".

وتابع كوتس "أعتقد أن هناك العديد من البلدان والمدن حول العالم التي تتمنى فرصة مماثلة" مرجحًا ان هذا ما فكّر به رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي عندما اقترح تأجيل الحدث العالمي لمدة عام.

وقال "رئيس الوزراء رجل ذكي جدا. أقدر أنه فكّر بالركود الذي ستعاني منه البلاد حينها وأن ذلك (الأولمبياد) قد يشكل فرصة من أجل تحفيز اقتصادي كبير".

وقدّر خبراء في شركة "أس أم بي سي نيكو سيكوريتيز" أن إرجاء الاولمبياد سيقلص الناتج المحلي الإجمالي في اليابان بنحو ستة مليارات دولار سيتم استردادها او تعويضها العام المقبل في حال أقيم الاولمبياد.

أما فيما يتعلق بالميزانية أقر المنظمون أنه ستكون هناك تكاليف "باهظة" تضاف الى مبلغ 12.6 مليار دولار التي رصدتها البلاد للألعاب تتقاسمها الحكومة اليابانية مع اللجنة المنظمة ومدينة طوكيو المضيفة.

https://www.instagram.com/p/B9440cMljc8/

واعتبر كوتس أن المنظمين سيعولون على التأجيل من أجل إيجاد سبل للتخفيض من التكاليف الإضافية وأنهم سيتطلعون "لما هو ضروري والزامي، وما هو ثانوي".

وتشكل إعادة جدولة أضخم حدث رياضي في العالم الذي يجمع قرابة 11 ألف رياضي، تحديا كبيرا للمنظمين على مختلف الأصعدة أكان لناحية الإقامة الفنادق المنشآت الرياضية التذاكر والمتطوعين. وشدد المنظمون على انهم بدأوا من الآن الاستعدادات لحفل الافتتاح المقرر في 23 تموز/يوليو 2021، على رغم ان الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة توشيرو موتو أقر بأن أحدا لا يمكنه التنبؤ بما سيكون عليه تأثير الصراع الراهن مع الفيروس عالميا.

وقال المتحدث باسم اللجنة المنظمة ماسا تاكايا خلال حديث مع الصحافيين عبر الانترنت الثلاثاء أنه "ما من خطة بديلة".

ورأى كوتس انه من خلال تأجيل الأولمبياد لعام كامل، بدلا من إقامته في ربيع 2021 كما اقترح بعض المعنيين بعالم الرياضة في الفترة الماضية، منح المنظمون أنفسهم "أكبر قدر ممكن من الوقت"، مكررا التأكيد أن سلامة الرياضيين وصحتهم ستكون الأولوية الكبرى.