الإخوان في أمريكا يفكون الارتباط مع تركيا

من المنسحبين أسماء قيادية بارزة في منظمات مرتبطة بالإخوان المسلمين تنسجم في خطها رؤى ومصالح الحزب التركي الحاكم إلا أن رفض الدعوة من قبل هؤلاء الناشطين سياسياً كجزء من المجتمع الأميركي يأتي بسبب تردي سمعة أردوغان في الأوساط السياسية الأميركية.

بقلم: هديل عويس  

أعلن عدد من النشطاء المسلمين الأميركيين رفضهم لدعوة منظمة تركية مقربة من حكومة أردوغان في نيويورك لعشاء سيحضره الرئيس التركي في الـ22 من سبتمبر المقبل، ليعلن عدد من المؤثرين في المجتمع المسلم الأميركي رفضهم الدعوة بعد أن نُشرت أسماؤهم كضيوف رئيسين في العشاء الذي تقيمه المنظمة المقربة من الحكومة التركية في أميركا.

وقال زعيمان من الجالية الأميركية المسلمة: إن أسماءهم قد تمّ إضافتها على الدعوة للعشاء مع أردوغان، على الرغم من رفضهم الدعوة قبل أكثر من شهر.

وكتبت الناشطة المسلمة الأميركية داليا مجاهد في حسابها بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» مرفقة الإعلان عن العشاء: «للتصحيح هذا المنشور يذكر أسماء الضيوف المدعوين وأنا من ضمنهم، ولكن أنا شخصياً والناشط الأميركي المسلم عمر سليمان طلبنا تصحيح الخطأ لأننا لن نحضر».

وتباعاً بعد منشور داليا مجاهد، بدأ المدعوون من النشطاء المسلمين الأميركيين ينسحبون من دعوة العشاء، حيث كتب الناشط عمر سليمان «لقد قررت ألا أذهب إلى العشاء قبل أكثر من شهر ولا أعرف لماذا اسمي لا يزال موجوداً على بطاقات الدعوة» ليرد على تغريدته د. ياسر القاضي وهو عالم مسلم أميركي تلقى الدعوة أيضاً بالقول «أنا أيضاً مثلك ولن أحضر».

وأعلن النشطاء المنسحبين صراحة أسباب عدم حضورهم العشاء لأسباب وصفوها بـ «الديكتاتورية، والقمعية، والاستغلال لاسم الإسلام والمسلمين لتكسّب حزبي وسياسي» من قبل أردوغان.

كما أعاد النشطاء تداول مواقف أردوغان تجاه ما يسميه «الأمة» من الحملة التركية الأخيرة لترحيل اللاجئين السوريين، إلى تصريحات أردوغان حول ما يتعرض له مسلمو الإيغور حين شكر أردوغان رئيس الصين واصفاً حياة مسلمي الإيغور بالسعيدة جداً، وعلاقة الحكومة التركية المتعمقة مع إسرائيل مع ادعاء الوقوف في مقدمة المدافعين عن شعب فلسطين وحقوقه.

وكشف الباحث لورنزو فيدينو، مدير مركز جامعة جورج واشنطن لبرنامج الأمن السيبراني والأمن الداخلي للتطرف لصحف أميركية أن الأسماء التي خرجت علناً لانتقاد أردوغان ورفض دعوة حضور العشاء معه هي من الأسماء الشابة الأبرز من الجيل الثاني من الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة ورفضهم الدعوة دليل جديد عن أزمة بين دعاة الإسلام السياسي والحزب التركي الحاكم الذي بدأ يتفتت داخلياً بعد التدهور في الشعبية إلى خطاب قومي تركي.

وأُجبرت منظمة «تاسك» الأميركية المقربة من الحكومة التركية على الاعتذار عن ذكر أسماء المنسحبين من ضمن المدعوين في موقعها الرسمي.

من المنسحبين أسماء قيادية بارزة في منظمات مرتبطة بالإخوان المسلمين تنسجم في خطها رؤى ومصالح الحزب التركي الحاكم، إلا أن رفض الدعوة من قبل هؤلاء الناشطين سياسياً كجزء من المجتمع الأميركي يأتي بسبب تردي سمعة أردوغان في الأوساط السياسية الأميركية بسبب حملات القمع داخل تركيا، ما من شأنه تدمير المستقبل السياسي لهؤلاء النشطاء الأميركيين مع استمرار الارتباط بتأييد أردوغان.

نُشر في الرياض السعودية