الإخوان والحصري والطوخي والشعراوي.. شهادة تليمة!

لهجة التهييج الإعلامي وخط التشدد سادا في مجلات الصحوة الدينية الإخوانية كالدعوة والاعتصام إذ نراها تصب جام غضبها عند تناولها للرموز الدينيـة عندمـا تبرز أي نقطة ضعف فــي حياة أحدهم فالاعتصام أمطرت الشيخ  محمود خليل الحصري  شيخ المقارئ المصرية بوابل من الهجوم بسبب اتجاه ابنته للغناء وجل غنائها كان غناء وطنياً وإسلامياً مما أباحه عدد كبير من الفقهاء.

بقلم:  محمود سلطان

أحدث مقالي "لماذا يكره الإخوان المسلمون الشيخ الشعراوي"، ردود أفعال غاضبة بين الإخوان ومؤيديهم، خاصة الجيل الحالي، الذي لم يعاصر هياج الجماعة و"إرهابها" للجميع، أيام سنوات "التدليع" و"الدلال" في سبعينيات السادات رحمه الله تعالى.

لا يعرف الجيل الحالي من الجماعة، كيف وظف الإخوان إعلامهم في تلك الفترة في تتبع عورات كبار القراء والمشايخ والمنشدين والعلماء، وإيذائهم والخوض في أعراضهم وأعراض نسائهم وبناتهم! وكان من بينهم الحصري والطوخي والشعراوي وغيرهم يضيق المقال لذكرهم.

سمعت بنفسي، من أحد كبار أدبائهم، وهو يتهكم ساخرا من إمام سابق للأزهر ـ رحمه الله ـ ويلمح إلى "شذوذه" بقوله وهو يضحك: إنه "يحب أكل الموز"! وأتحفظ على اسمهما، لأنهما "الأديب الإخواني" وشيخ الأزهر السابق، رحلا عن دنيانا، وهما الآن، بين يدي من لا يغفل ولا ينام.

قد يعتقد البعض أنني أبالغ في كلامي، أو أني أكتب تحت ضغوط "اللدد في الخصومة"، أو متأثر  بشتائم وبذاءات المنحطين من "الجماعة الربانية".. وهذا والله ليس صحيحًا، ولعله من الأهمية في هذا السياق، أن أنقل شهادة داعية إخواني شاب ويتمتع بحضور "كاريزمي" وبعقلية نقدية مستقلة، يثق فيه شباب الجماعة ونشطاؤها وهو الشيخ عصام تليمة.

كتب "تليمة" على موقعه الرسمي مقالاً يوم 3/5/2014، بعنوان "البنا وفن الغناء والإنشاد" ويبدو أنه كان مقدمة لبحث أكبر في هذا الإطار.. يقول فيه تليمة بالنص: "كما سادت لهجة التهييج الإعلامي وخط التشدد في مجلات الصحوة، (كمجلة الدعوة) و(مجلـة الاعتصام)، إذ نراها تصب جام غضبها عند تناولها للرموز الدينيـة عندمـا تبرز أي نقطة ضعف فــي حياة أحدهم، فنرى (مجلة الاعتصام) تمطر الشيخ  محمود خليل الحصري  رحمه الله شيخ المقارئ المصرية بوابل من الهجوم، والسـبب في ذلك: هو اتجاه ابنته (إفراج الحصري) ياسمين الخيام للغناء، رغم أن الرجل لا ذنب له في ذلك، كما أنها لم تكن تغني غناءً فاحشًا، بل جل غنائها ـ إن لم يكن كله ـ غناء وطني وإسلامي، ما أباحه عدد كبير من العلماء.

كذلك رأينا مسارعة الشيخ محمد الطوخي ـ المنشد الديني المعروف ـ في نفي علاقته بالممثلة إيمان الطوخي وأنها ليست ابنته، مخافة أن يلحقه أذى من بعض الأقلام التي تتصيد ذلك، وقد شاع بين الناس ـ بسبب تشابه الاسم ـ أنها ابنته، فاضطر إلى نشر تكذيب أنها ابنته في (مجلة الاعتصام).

خرجت (مجلة الدعوة) رغم اعتدال ولين جانب الأستاذ عمر التلمساني -رحمه الله- وهو المشرف عليها، إلا أنها نحت هذا المنحى في بعض أعدادها، فقد ذهب الأستاذ محمد عبد القدوس للشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله، لإجراء مقابلة معه، فرفض الشيخ لقاءه بوصفه مندوبًا من قبل (مجلة الدعوة)، فخرج عدد المجلة وعلى الغلاف عنوان عريض: لقاء عاصف مع الشيخ الشعراوي، وفي داخل العدد لم يحل للمجلة أن تنشر صورة للشيخ الشعراوي إلا صورته وفي يده سيجارة يدخنها!" انتهى الاقتباس من شهادة الشيخ عصام تليمة.