الإرهابيون يحرضون ضد السلام في الشرق الأوسط

داعش يهاجم اتفاقيتي السلام بين إسرائيل والإمارات والبحرين ويدعو الى تنفيذ هجمات إرهابية ضد السعودية في توافق مع إيران وميليشياتها في المنطقة.
السعوية والامارات كانتا سباقتين في مواجهة التطرف في المنطقة
السلام يثير استياء التنظيمات الارهابية مهما كانت خلفياتها الفكرية وطوائفها
هبوط أول رحلة ركاب إماراتية في إسرائيل في اطار دعم جهود السلام
الحكومة الإماراتية تصادق على اتفاق السلام مع إسرائيل

أبوظبي - تشن مجموعات الإرهابية على رأسها تنظيم داعش الإرهابي هجمات إعلامية حادة ضد الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين بسبب عقد اتفاقيتي السلام مع إسرائيل وضد المملكة العربية السعودية المتفهمة لتلك الجهود ودورها في إحلال الاستقرار في المنطقة.
وشجب تنظيم الدولة الإسلامية الأحد اتفاقيتي السلام بين إسرائيل والإمارات والبحرين، ودعا إلى شنّ هجمات في السعودية في أول تعليق له على التطورات في هذا الملف.
وشن التنظيم في تسجيل صوتي منسوب إلى المتحدث باسمه أبو حمزة القرشي، نشرته قناته على تطبيق "تلغرام"، انتقادات ضد الإمارات والبحرين مستغل الدين الإسلامي لتبرير تلك التهديدات الإرهابية ودغدغة مشاعر أنصاره.
وحثّ المتحدث باسم المنظمة الجهادية مقاتلي الجماعة والمسلمين بصفة عامة على شنّ هجمات في السعودية وذلك بسبب دورها في مكافحة التطرف والإرهاب في المنطقة.
وتهديدات تنظيم داعش ليست منفصلة عن حملة التهديد الوعيد سواء من ايران وميليشياتها في المنطقة او انتقادات تركيا والتيارات الإسلامية المرتبطة بها وبمصالحها.

وكانت كل من الإمارات وإسرائيل أعلنتا في 13 آب/أغسطس عن تطبيع العلاقات بينهما، قبل ان يتم في منتصف أيلول/سبتمبر التوقيع على الاتفاقية رسميا في البيت الأبيض بينما وقعت البحرين على اتفاق مشابه مع الدولة العبرية كذلك.
وكانت ايران وجهت تهديدا صريحا لكل من الإمارات والبحرين عقب عقد اتفاقيتي السلام وهو ما ردت عليه المنامة وابوظبي بكل قوة.
ويتضح جليا ان مصالح الإرهابيين وأهدافهم مهما كانت اختلافاتهم العقائدية والطائفية تتفق على رفض السلام ودفع المنطقة الى أتون الحروب والكراهية لان ذلك وقود صراعهم وبقائهم في المشهد.
وكانت الإمارات على يقين بان جهود السلام ستؤدي في النهاية الى اندحار الفكر المتطرف وهزيمته وإحلال فكر السلام والتسامح عوضا عنه.
وأفاد مستشار حكومة الإمارات لمكافحة الإرهاب علي النعيمي إن اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وكل من البحرين والإمارات العربية المتحدة ، تسهم في التصدي للتطرف في الشرق الأوسط.
وقال النعيمي لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية الجمعة: "نحن بحاجة إلى تجميع كل الموارد للعمل معا لمكافحة الإرهاب".
وتابع"إنهم (ارهابيون) عبر الحدود. انهم في كل مكان. من مسؤوليتنا كمسلمين استعادة ديننا وإظهاره لأطفالنا كدين سلام ".
وذكر النعيمي إنه بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية ، أرسلت الإمارات قوات إلى أفغانستان إلى جانب الولايات المتحدة ، ومنذ ذلك الحين طورت إستراتيجية شاملة لاستهداف الإرهاب في المنطقة.

داعش لا يزال يمثل خطرا في المنطقة رغم القضاء على ابرز قياداته
داعش لا يزال يمثل خطرا في المنطقة رغم القضاء على ابرز قياداته

واستطرد "الإرهاب ليس له دين .الإرهابيون يشكلون تهديدًا لنا جميعا ، وللعالم ، ولن تكون أي دولة بمفردها قادرة على مكافحة الإرهاب".
وأشار النعيمي إلى أن الإمارات شنت حربا على التطرف في الداخل والخارج من خلال "القوة الناعمة" مثل المساعدات الخارجية والتعليم ، مضيفا أن مثل هذا النهج ضروري لمنع التطرف.
وأوضح أنه حان الوقت للاعتراف أخيرًا بالمكانة المركزية لليهود والمسيحيين في تاريخ المنطقة.
وقال إن التعايش هو وجه أساسي لمستقبل أكثر استقرارا ، مضيفا: "جذور اليهود والمسيحية في هذه المنطقة ، وليس في أميركا الشمالية أو أوروبا.إنهم ينتمون إلى هنا. هم جزء منا ".
وقال النعيمي: "أولئك الذين يساعدون المسيحيين أو اليهود على الخروج من (دول مثل) العراق والمغرب وسوريا ومصر يفعلون شيئًا يمثل تهديدًا لنا جميعًا"، متابعا "أولئك الذين هم جزء من تاريخنا يجب أن يكونوا جزءًا من مستقبلنا".
ويبدو ان رسالة النعيمي موجهة الى الأطراف غير الراغبة في السلام سواء من ايران وحلفائها او انصار تيارات الإسلام السياسي والتي وجهت تهديدات صريحة للإمارات عقب توقيع اتفاقية السلام وكذلك الى التنظيمات الارهابية مثل داعش وتنظيم الإخوان المسلمين.
وعقب سيطرته على أراض شاسعة في العراق وسوريا، خسر تنظيم الدولة الإسلامية آخر معاقله في سوريا عام 2019 بعد أن تم دحره من معاقله في العراق. وقتل زعيم التنظيم المعروف باسم أبو بكر البغدادي في تشرين الأول/أكتوبر 2019.
ورغم انهيار "الخلافة" المعلنة عام 2014، لا يزال ينتشر عدد مهم من مقاتلي التنظيم في منطقة صحراوية شاسعة قرب الحدود العراقية السورية، يجهزون منها ويطلقون هجمات دورية.

ورغم تهديدات المجموعات الارهابية فان ترجمة اتفاقيتي السلام على الارض تجري على قدم وساق حيث ذكرت حكومة الإمارات في حسابها على تويتر أن مجلس الوزراء وافق اليوم الاثنين على اتفاق لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل جرى توقيعه في واشنطن الشهر الماضي.

وقالت الحكومة "مجلس الوزراء برئاسة محمد بن راشد يعتمد قرارا بالمصادقة على الاتفاق الإبراهيمي للسلام، معاهدة السلام والعلاقات الدبلوماسية الكاملة بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة إسرائيل، ويوجه بالبدء في الإجراءات الدستورية لاستصدار مرسوم اتحادي بالتصديق على الاتفاق".

وبالتزامن مع ذلك هبطت الإثنين في مطار بن غوريون قرب تل أبيب أول رحلة ركاب إماراتية حيث قالت متحدثة باسم هيئة المطارات الإسرائيلية إن رحلة الاتحاد للطيران رقم "إي واي 9607" القادمة من أبوظبي، هبطت في مطار بن غوريون في ساعة مبكرة من الصباح وعلى متنها أفراد الطاقم فقط.

وبحسب المتحدثة، أقلت الطائرة متخصصين إسرائيليين في مجال السياحة في رحلة إلى الإمارات تستمر ليومين، ومن تنظيم مجموعة (مامان) للخدمات اللوجستية.

وقالت مجموعة الاتحاد للطيران الإماراتية إنها صنعت "التاريخ" حيث جاء في تغريدة للمجموعة عبر حسابها على موقع تويتر "أصبحت الاتحاد أول شركة طيران خليجية تشغل رحلة ركاب إلى إسرائيل. هذه ليست سوى البداية".

وقال مسؤول في وزارة النقل الإسرائيلية، إنه من المقرر أن توقع الإمارات وإسرائيل الثلاثاء اتفاقا يقضي بتسيير 28 رحلة تجارية أسبوعية بين البلدين.

والأحد، دشّنت البحرين وإسرائيل رسميّاً في المنامة الأحد علاقاتهما الدبلوماسيّة الكاملة فيما صادق الكنيست الإسرائيلي (البرلمان)، الأسبوع الماضي على اتفاقية السلام مع الإمارات.