الإرهاب يصنع من قاسم سليماني نجما في إيران

قائد فيلق القدس ومهندس عمليات إيران الخارجية والمشرف على الميليشيات الشيعية المسلحة في العراق وسوريا أصبح محور الحديث في الشارع الإيراني مع بروز دوره التخريبي في دول المنطقة.
قاسم سليماني يد إيران التخريبية في المنطقة
سليماني يشكل حكومة العراق المقبلة
الشيعة يرون في سليماني مزيجا من جيمس بوند وواروين رومل
سليماني يعتبر العراق ساحته المفضلة للتحرك
قاسم سليماني مرشح محتمل لخلافة خامنئي
قائد فيلق القدس نقل حروب إيران إلى الخارج
قاسم سليماني أصبح رقما صعبا في معادلة السلطة بإيران

 

طهران - ينظر إلى الجنرال الايراني قاسم سليماني أنه صاحب نفوذ كبير في الشرق الأوسط والخصم اللدود للولايات المتحدة وحلفائها، أما في ايران فيذهب البعض إلى حد اعتباره الشخص الأكثر شعبية في الجمهورية الاسلامية.

ويقود الجنرال سليماني فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني المكلف بالعمليات الخارجية، وهو يلعب اليوم دورا أساسيا في المفاوضات السياسية لتشكيل حكومة في العراق حيث تسعى إيران للحفاظ على نفوذها الكبير في هذا البلد.

ويبلغ سليماني الحادية والستين من العمر وتحول خلال السنوات القليلة الماضية إلى نجم في إيران، ولديه أكبر عدد من متابعي حسابه على انستغرام.

وبقي الجنرال الإيراني لسنوات طويلة بعيدا عن الأضواء وبدأت وسائل الاعلام تركز عليه مع اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، حيث ألقت إيران بكل ثقلها لدعم نظام الرئيس بشار الأسد.

وسرعان ما انتشرت صوره بلباس الميدان عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأعدت الافلام الوثائقية عنه وبات الرقم الصعب داخل النظام الإيراني.

ومع غرق إيران في أزمات اقتصادية خانقة نتيجة الحصار المفروض عليها خاصة من الولايات المتحدة ومع اندلاع الأزمة الحالية بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، بدأ الايرانيون ينظرون إليه على أنه قد يكون المنقذ لإخراج إيران من كل هذه الأزمات.

وسواء لدى مؤيديه أو بخصومه، يعتبر سليماني رمزا للنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، فقد عزز نفوذ بلاده في العراق وسوريا بشكل خاص خصوصا عبر التدخل عسكريا بشكل مباشر.

ويقول المحلل السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي اي ايه) كينيث بولاك في مقالة له عن سيرة سليماني نشرها في مجلة تايم الأميركية في اطار نشر سير الشخصيات المئة الأكثر تأثيرا في العالم "بالنسبة إلى شيعة الشرق الأوسط فهو مزيج من جيمس بوند واروين رومل والليدي غاغا".

وتابع "أما بالنسبة إلى الغرب فهو الذي صدّر الثورة الاسلامية ودعم الارهابيين ونقل حروب إيران إلى الخارج.".

ويعتبر سليماني العراق ساحته المفضلة للتحرك. ومع كل تطور سياسي أو عسكري في هذا البلد ينتقل إلى بغداد ويتحرك في الكواليس خاصة.

وفي الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية كان حاضرا بقوة ولدى اجراء الاستفتاء في كردستان العراق كثف نشاطاته، وها هو اليوم يتدخل في المساعي لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، فالتقى ممثلي مختلف الأحزاب وحدد المسارات العامة الواجب اتباعها، كما نقلت عدة مصادر شاركت في هذه الاجتماعات التي عقدت بسرية تامة.

ويقود سليماني فيلق القدس منذ العام 2001.

وقال السفير الأميركي السابق في أفغانستان والعراق راين كروكر عام 2013 في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) "ان المحاورين الإيرانيين الذين تواصلت معهم كانوا واضحين لجهة التأكيد بأن القرار في النهاية يعود الى الجنرال سليماني مع اعلام وزارة الخارجية بالتطورات".

شعبية كبيرة في إيران

ووصف مسؤول عراقي كبير الجنرال سليماني في حديث إلى "نيويوركر" بأنه هادئ وقليل الكلام، مضيفا "يجلس عادة خلف الطاولة ويبدو شديد الهدوء، نادرا ما يتكلم أو يعلق، إنه يكتفي بالاستماع".

وفي الخارج ينظر إليه القادة الغربيون على أنه الحلقة المركزية في علاقات طهران مع مجموعات مسلحة مثل حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية.

وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الثلاثاء في تصريح صحافي إن أي مشروع أميركي لإسقاط نظام الجمهورية الاسلامية في إيران سيكون خطأ لأنه سيؤدي إلى أن "يكون الجنرال سليماني في موقع ممتاز لخلافة اية الله خامنئي" على رأس الدولة.

وجاء في دراسة جرت بالتعاون بين "ايران بول" وجامعة ميريلاند أن 83 بالمئة من الإيرانيين الذي شملهم استطلاع، ينظرون بإيجابية إلى سليماني الذي حل قبل الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف.

إلا أن الجنرال سليماني حرص على تكذيب الشائعات حول امكانية ترشحه لرئاسة الجمهورية عام 2021.

وقال عضو محافظ في مجلس الشوري في مارس/اذار "في حال انتخاب رئيس عسكري من المؤكد أنه سينجح في حل مشاكل الناس" في إشارة إلى الجنرال سليماني.