الإرهاب يطل برأسه بقوة في غرب إفريقيا

ثلاثة إرهابيين يفجرون أنفسهم في مكان تجمع فيه القرويون في ولاية بورنو النيجيرية لمشاهدة مباراة لكرة القدم ما خلف اكثر من ثلاثين قتيلا في أكبر عملية قتل جماعي ينفذها انتحاريون هذا العام.

مايدوجوري- قال مسؤولون في خدمات الطوارئ بولاية بورنو النيجيرية الاثنين إن ما لا يقل عن 30 شخصا قتلوا في هجوم انتحاري في الولاية الواقعة في شمال شرق البلاد، وذلك في أكبر عملية قتل جماعي ينفذها انتحاريون هذا العام.

ولم تعلن أي جماعة بعد مسؤوليتها عن الهجوم.

لكن كثيرا ما تنفذ جماعة بوكو حرام وتنظيم الدولة الإسلامية المنشق عنها تفجيرات انتحارية تستهدف مدنيين في ولاية بورنو. وأودت هجماتهما بحياة مئات آلاف الأشخاص وشردت الملايين.

وقال مسؤول بخدمة الطوارئ"أمس في حوالي الثامنة مساء (السابعة بتوقيت غرينتش) وردت أنباء عن وقوع انفجار ضخم للغاية في قرية كوندوجا. ولدى الوصول إلى مكان الحادث وجدنا كثيرا من الضحايا. في حقيقة الأمر تجاوز عدد القتلى 30 والمصابين 42".

وفي وقت سابق الاثنين، ذكر بولاما كالي رئيس قرية كوندوجا أن ثلاثة انتحاريين شاركوا في الهجوم مستهدفين مكانا تجمع فيه القرويون لمشاهدة مباراة لكرة القدم على شاشة كبيرة. وقال إن معظم القتلى دُفنوا بينما نقل العديد من الناجين إلى مستشفى في مايدوجوري.

وتعتبر بوكو حرام كرة القدم، التي عادة ما يتابعها النيجيريون وهم يحتسون الجعة، منافية للإسلام وتجليا للتأثير الغربي المفسد.

بوكو حرام تعتبر كرة القدم منافية للإسلام وتجليا للتأثير الغربي المفسد

وتبعد كوندوجا نحو 25 كيلومترا عن مايدوجوري عاصمة ولاية بورنو.

وكان الفرع النيجيري لتنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا أعلن الجمعة مسؤوليته عن هجوم استهدف قاعدة تابعة للجيش النيجيري في ولاية بورنو وقال إنه قتل 20 جنديا.

ونفذ تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا الذي انشق على جماعة بوكوحرام المتشددة في 2016 عددا من الهجمات في شمال شرق نيجيريا خلال الشهور القليلة الماضية استهدف بعضها قواعد عسكرية.

وتقول الحكومة إن جماعة بوكوحرام وتنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا المنافس لها يلفظان أنفاسهما الأخيرة، لكن الجهود المستمرة للقضاء على المتشددين فشلت وما زال الجيش يتكبد خسائر ثقيلة.

ويسعى الفرع النيجيري لتنظيم داعش إلى ترسيخ أقدامه في المنطقة من خلال اعتداءات دموية على القوات الحكومية، مستغلا الاضطرابات الأمنية.

وتتنافس أفرع القاعدة وداعش في إفريقيا على مناطق النفوذ حيث تلتقي هذه الجماعات في الأسلوب الدموي ذاته وتتصارع في ما بينها على المصالح والنفوذ والزعامة.

وحالة التنافس بين الجماعات الإرهابية في نيجيريا خاصة وفي غرب إفريقيا عموما تكاد تكون نفسها في أفغانستان حيث يتزاحم الفرع الأفغاني لتنظيم داعش وحركة طالبان على إيقاع اكبر قدر ممكن من القتلى في هجمات متواترة ضمن سعي كل منهما لتعزيز موقعه.  

وتناسل التطرف في إفريقيا على وقع الخلافات والانشقاقات في أفرع القاعدة ضمن خلافات على الزعامة وعلى إستراتيجية التمدد في القارة، فتحول التنظيم إلى تنظيمات والجماعة إلى جماعات لكل منها حساباتها.

وتناثر الإرهاب سريعا في المناطق التي تشهد اضطرابات وفراغات أمنية حيث تتغذى الجماعات المتطرفة من بيئة الفوضى المستشرية.

ونفذت جماعة بوكوحرام التي كانت إلى سنوات خلت موالية للقاعدة، مئات الهجمات الإرهابية على السكان وقوات الأمنية مخلفة مئات القتلى كما تقوم عادة بعمليات سبي ونهب واختطاف.

وأودى التمرد المستمر منذ عشرة أعوام بحياة أكثر من 30 ألف شخص وشرد الملايين في شمال شرق نيجيريا.