الإسرائيليون يصوتون في انتخابات تشريعية للخروج من الأزمة السياسية

ملايين الإسرائيليين سيتوجهون إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في محاولة لإنهاء حالة التشرذم السياسي ووضع حد لأطول فترة جمود تشهدها الدولة العبرية، وتحديد مصير نتانياهو. الذي يطمح إلى ولاية جديدة.
استطلاعات الرأي تشير إلى أنّ نتانياهو وحزب الليكود سيحصلان على أكبر عدد من المقاعد
احتمال حصول الأحزاب اليمينية على ثمانين مقعداً

القدس - فتحت صباح الثلاثاء مراكز الاقتراع أبوابها في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية المبكرة والرابعة خلال أقل من عامين.
ويحق لنحو 6,5 ملايين إسرائيلي التوجه إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في محاولة لإنهاء حالة التشرذم السياسي ووضع حد لأطول فترة جمود تشهدها الدولة العبرية، وتحديد مصير رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. الذي يطمح إلى ولاية جديدة.

وعبر نتانياهو الثلاثاء عقب الإدلاء بصوته في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية الرابعة خلال أقل من عامين عن أمله في أن تكون جولة الاقتراع هذه "الأخيرة" .

وقال نتانياهو الذي وصل برفقة عقيلته سارة إلى إحدى مراكز الاقتراع في حي رحافيا في القدس "آمل أن تكون هذه الانتخابات الأخيرة" وتضع حدا للمأزق السياسي. ويطمح نتانياهو المستمر في السلطة منذ العام 2009 من دون انقطاع إلى البقاء في المنصب على الرغم من فشله في تشكيل حكومة غالبية مستقرة ومواجهته ثلاث تهم تتعلق بالفساد.

وعند وصوله إلى أحد مراكز الاقتراع في مدينة تل أبيب الساحلية، صرح زعيم المعارضة ورئيس الحزب الوسطي العلماني يائير لابيد أن الانتخابات الإسرائيلية قد تفرز "حكومة ظلام". وقال لابيد للصحافيين "هذه لحظة الحقيقة بالنسبة لإسرائيل نحن أمام خيارين إما (هناك مستقبل) قوي أو حكومة ظلام، عنصرية وكراهية للمثليين"، داعيا المواطنين للتصويت لحزبه وعدم التصويت لحزب الليكود اليميني بزعامة نتانياهو المنتهية ولايته.
وشدد زعيم حزب "أمل جديد" جدعون ساعر اليميني المحافظ على أن "اليوم لدينا فرصة للخروج من طريق مسدود استمر عامين وأربع انتخابات كانت الدولة خلالها معطلة، ولإحداث تغيير".
أما زعيم حزب "يمينا" المتشدد نفتالي بينيت الذي وصل إلى مركز الاقتراع في مدينة رعنانا (وسط) وسط تصفيق مؤيديه، فقال "أطلب من جميع مواطني إسرائيل الخروج والتصويت من أجل التغيير في إسرائيل".
وتختلف مواجهة نتانياهو هذه المرة إذ إنّها تأتي بعد قيادته جهوداً حثيثة للتطعيم ضد فيروس كورونا في حملة تلقيح حقّقت نجاحاً كبيرا وتعتبر الأسرع في العالم على مستوى الأفراد بعد تطعيم أكثر من نصف سكان إسرائيل الذين يزيد تعدادهم عن تسعة ملايين نسمة، بجرعة أولى ونحو 49 في المئة بالجرعة الثانية من لقاح فايزر/بايونتيك.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أنّ نتانياهو (71 عاماً) وحزب الليكود الذي يتزعمه سيحصلان على أكبر عدد من المقاعد داخل البرلمان، لكن سيبقى رئيس الوزراء بحاجة إلى التحالف مع أحزاب أخرى لضمان الغالبية في الكنيست المؤلف من 120 مقعداً.
وعليه، فإنّ إسرائيل أمام ثلاث نتائج محتملة: إما ائتلاف جديد بقيادة نتانياهو أو حكومة منقسمة توحّدها المعارضة، أو انتخابات مبكرة خامسة.
وصباح الثلاثاء، منح طالب الدكتوراة عاميت فيشر (35 عاما) صوته لمنافس رئيس الوزراء الرئيسي، المذيع التلفزيوني السابق يائير لابيد وحزبه "هناك مستقبل".
وقال "ليس لدي كثير من الأمل، أظن أنه سيكون هناك انتخابات خامسة  ثمة الكثير من الأحزاب الصغيرة والكثير من الغرور، لن يتفقوا على أي شيء".
وفي ضاحية حولون قرب تل أبيب نصب موظفو لجنة الانتخابات خيما بيضاء في إحدى الساحات حيث يمكن للناخبين الإدلاء بأصواتهم إما مشيا على الأقدام أو وهم جالسون في سياراتهم.
يقول أحد المتطوعين ويدعى إفرايم اشترازيد (65 عاما) وهو يرتدي معطفا بلاستيكيا أزرق ويغطي رأسه بقناع للوجه "هذا عار، كارثة نحن نحرق المال ولا شيء يتغير".

المتشددون سيكون لهم صوت مرتفع في الانتخابات
المتشددون سيكون لهم صوت مرتفع في الانتخابات

أحزاب صغيرة
ويُحاكم نتانياهو حالياً بتهم تتعلّق بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة وهي تهم ينفيها جميعاً إلا أنها ساعدت في تأجيج تظاهرات أسبوعية تنظم ضدّه أمام مقرّ إقامته في القدس.
وكرّر نتانياهو أنه لن يسعى إلى عرقلة محاكمته وأنه يتطلع إلى تبرئته وهو أمر يشكّك فيه منتقدوه الذين يعتقدون أنّه وفي حال حصل على الغالبية فإنه سيعمل على اتخاذ إجراء برلماني لتأجيل محاكمته أو إغلاق الملف.
ولكي يتمكّن من تشكيل الحكومة، يتعيّن على نتانياهو التحالف مع الأحزاب الصغيرة التي تسيطر على عدد قليل من المقاعد، وقد يشكل تحالفاً جديداً أكثر يمينية مع حزب "الصهيونية الدينية".
وفي حال تجاوز حزب "الصهيونية الدينية" نسبة الحسم البالغة 3,25 في المئة على ما توقّعت له استطلاعات الرأي، فسوف يصل إلى الكنيست إيتمار بن غفير الذي رحّب بقتل 29 مصلياً فلسطينياً في الخليل في العام 1994 على يد المتشدد باروخ غولدشتاين.
ويلقى احتمالي دخول بن غفير الكنيست معارضة أعضاء بارزين في البرلمان.
جنوح نحو اليمين
وأدّت اتفاقية أوسلو التي وقّعت بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في 1993 ولاحقا الانتفاضة الفلسطينية الثانية، إلى جنوح الناخبين الإسرائيليين نحو اليمين.
وتشير محلّلة استطلاعات الرأي داليا شيندلين إلى احتمال حصول الأحزاب اليمينية على ثمانين مقعداً.
وهذا السيناريو سيتطلب من يائير لابيد، التحالف مع خصوم نتانياهو من اليمين، بمن فيهم ساعر الذي قد يحصد عشرة مقاعد وسط استبعاد التحالف مع رئيس الوزراء.
ويمكن أن يتحالف لابيد أيضاً مع بينيت. وينظر إلى حزب يمينا وزعيمه على أنّهما صانعا ملوك محتملين.
وقال لابيد إنّه لن يتمسّك بالوصول إلى رئاسة الوزراء في ائتلاف مناهض لنتانياهو في حال ساعد ذلك على الإطاحة بزعيم الليكود.
انتخابات خامسة؟
وتجري هذه الانتخابات المبكرة للمرة الرابعة خلال نحو عامين بعدما تسبّب نتانياهو في انهيار حكومة الوحدة الوطنية التي شكّلها مع منافسه بيني غانتس في أعقاب الانتخابات السابقة التي لم تكن نتائجها حاسمة.
وقال وزير الدفاع إنه قَبِل التحالف مع نتانياهو رغبة منه في إحلال الاستقرار في الدولة العبرية خصوصا بعد تفشّي وباء كورونا وفرض الإغلاق الشامل.
ونصّ الاتفاق الذي كان يفترض أن يمتدّ لثلاث سنوات على تقاسم الرجلين للسلطة، بواقع 18 شهراً لكلّ منهما، لكنّ المراقبين توقّعوا ألا يلتزم نتانياهو بالاتفاق.
وبعد الانتخابات وفي حال لم يتمكن نتانياهو من الحصول على غالبية المقاعد اللازمة أو لم يتمكن خصومه من إيجاد أرضية مشتركة فمن المرجح أن يتم إجراء انتخابات جديدة، ستكون الخامسة في غضون ثلاث سنوات.

نتانياهو يمكن أن يذهب بسهولة إلى انتخابات خامسة أو سادسة أو سابعة

وبعد الانتخابات وفي حال لم يتمكن نتانياهو من الحصول على غالبية المقاعد اللازمة أو لم يتمكن خصومه من إيجاد أرضية مشتركة فمن المرجح أن يتم إجراء انتخابات جديدة، ستكون الخامسة في غضون ثلاث سنوات.

ويرجّح المحلّل السياسي جدعون راهط هذا الاحتمال الذي قد يناسب رئيس الوزراء خصوصا وأنّه يركّز على هدف أساسي يتمثّل في البقاء في السلطة حتى وإن بصفة رئيس وزراء موقت.
ويقول راهط إنّ نتانياهو "يمكن أن يذهب بسهولة إلى انتخابات خامسة أو سادسة أو سابعة".