الإسلاميون يحملون القرآن في يد والمطاوي في اليد الأخرى

كيف يحمل الإسلاميون القرآن في يد، والجنازير والسيوف والمطاوي في اليد الأخرى، اللحى متدلية إلى الصدور والزبيبة المثلثة تغطي الجباه، وفي ذات الوقت العيون تتبع عورات المخالفين والألسنة تخوض في الأعراض، والشتائم والرخص والوضاعة أسوأ من أولاد الشوارع، والحقد والغباء يجريان في عروقهم مجرى الدم.

بقلم:  محمود سلطان

أثار مقالي السابق "30 يونيو، ثورة رغم أنف الإخوان"، غضبًا إخوانيًا و"إسلامويًا" بلغ حد الهوس والهياج المنفلت وتهديدي بأسرتي وأولادي، لمجرد أني اعتبرت يوم 30 يونيو ثورة شعبية حقيقية على الفاشية الدينية على اتساعها وتنوعها.

كان بإمكاني استخدام خاصية الحظر بسهولة بمجرد وضع الإصبع عليها، ولكني تعمدت تركها،  لأنها كانت شهادات حية على الفاشية الإسلاموية، كفتني مشقة الإثبات من جديد، الكل قرأ وشاهد، كيف يحمل الإسلاميون القرآن في يد، والجنازير والسيوف والمطاوي في اليد الأخرى، اللحى متدلية إلى الصدور والزبيبة المثلثة تغطي الجباه، وفي ذات الوقت العيون تتبع عورات المخالفين والألسنة تخوض في الأعراض، والشتائم والرخص والوضاعة أسوأ من أولاد الشوارع، والحقد والغباء يجريان في عروقهم مجرى الدم.

الإخوان باعوا الجميع وغدروا بالجميع، وتغابوا مع الجميع، والنتيجة أنهم ضيعونا وضيعوا البلد، والمدهش أنهم يعيشون الآن دور "الضحية"!

الجماعة نقيض للدولة، ولا يجتمع النقيضان إما الجماعة وإما الدولة، ولا يمكن لوطني أن يدافع أو أن ينحاز أو يتعاطف مع هذا "التنظيم ـ الجماعة" الأخطبوطية الخطيرة، المعادية للدولة الوطنية وللإنسان وللحضارة.

أعرف أن مصر مهددة، ولكن التهديد الأخطر هو في وجود الإخوان، كقوة موازية للدولة وكتيار استعلائي يحتقر شعبه ومجتمعه، ويعتقد بأنه ـ أي الشعب ـ لم يكن يستحق الرئيس "الفاشل" محمد مرسي!

أحدهم كتب يوم أمس، بأن الإخوان ما تزال الأقوى والأوفر حظًا من السلطة الحالية، وأنهم عائدون يومًا ما بالانتخابات أو بالعافية، وشتم أحد أبرز دعاتهم على "تويتر" الشعب المصري، وقال إنه لا يستحق مرسي، ورد عليه نجل الشيخ يوسف القرضاوي الشاعر عبد الرحمن يوسف وقال: كل ما تتزنق اشتم الشعب! وعندما أحست الأقلية العاقلة فيهم بعار ما كتب هذا الداعية (مؤسس سلفية القاهرة)، دافعوا عنه وادعوا أنه ليس له حساب على تويتر! وانتقد أحدهم مرسي، لأنه لم يؤسس فور وصوله للسلطة ميليشيات مسلحة مثل "الحرس الثوري" الذي استولى على إيران و"الحشد الشعبي" الذي استولى على العراق بعد سقوط  صدام! وامتد نفوذهما العسكري والأمني إلى سوريا ولبنان واليمن.

هذه الفاشية التي ما زالت "تعافر" وتعاند وتجاهر بغباوة بكل هذه الحماقات،  رغم قسوة القمع، حملت القوى المدنية، عشية الاحتفال بـ30 يونيو، إلى عدم الانقياد وراء الدعوات المسيئة للسيسي، وقالت إنه لا يزال البديل الآمن، ضد الفاشية الدينية المتوثبة والتي تنتظر لحظة الثأر من الجميع والاستيلاء على البلد مجددًا.