الإطار التنسيقي يوجه أولى انتقاداته للسوداني

نائبة عن الإطار تتهم رئيس الحكومة العراقية بتعطيل الدور النيابي على خلفية سحب عدد من القوانين من البرلمان على غرار قانون التجنيد الإلزامي.
مراقبون يعتبرون الانتقادات مجرد تبادل ادوار بين السوداني وحليفه الرئيسي الاطار التنسيقي
السوداني يسعى لاتخاذ خطوات لطمانة بعض القوى المعارضة على غرار التيار الصدري

بغداد - وجه الإطار التنسيقي أولى انتقاداته لرئيس حكومة الوحدة الوطنية محمد شياع السوداني وذلك على خلفية سحب عدد من مشاريع القوانين على غرار قانون التجنيد الإلزامي او ما يعرف بخدمة العلم.
وتأتي الانتقادات من القوة السياسية الشيعية الداعمة للسوداني ما يطرح عدة تساؤلات حول إمكانية دخول رئيس الحكومة في خلافات مع الإطار تنتهي ربما بسحب الثقة منه فيما يرى مراقبون ان الأمر مجرد مناورة وتبادل ادوار لإظهار الحكومة بعيدة عن ضغوط حلفاء إيران.
ووصفت النائبة عن الإطار والقيادية في تحالف الفتح ابتسام هلالي لوكالة "شفق نيوز" العراقية الكردية اليوم الأربعاء ان قرار مجلس الوزراء بسحب عدد من مشاريع القوانين من مجلس النواب " تعطيلا للدور النيابي".
وأضافت "قرار الحكومة سحب مشاريع قوانين من ضمنها قانون معالجات التجاوزات السكنية، والخدمة المدنية الاتحادي، وخدمة الإلزامية أفرغ المجلس من محتواه".
وقالت النائبة ان البرلمان لا يمتلك مشاريع قوانين كافية للنظر فيها داعية الحكومة ورئيسها الى "تشكيل لجنة مشتركة مع مجلس النواب لإجراء تعديل جوهري سريع على القوانين التي تم سحبها".
والثلاثاء أعلن السوداني سحب قانون خدمة العلم "التجنيد الإلزامي" من البرلمان بعد انتقادات طالته من العديد من الكتل السياسية على غرار الحزب الديمقراطي الكردستاني حيث اعتبر مراقبون الخطوة مبشرة في مواجهة محاولات لعسكرة المجتمع العراقي.
وكان البرلمان العراقي قرر في جلسة الأسبوع الماضي تأجيل القراءة الأولى لمشروع قانون إعادة الخدمة العسكرية الإلزامية التي توقف العمل بها منذ 20 عاما.
ويرغم القانون كلّ عراقي شاب يتراوح عمره بين 18 و35 عاما، على أن يلتحق بالتجنيد الإلزامي لمدّة أقصاها 18 شهرا وأدناها 3 أشهر، بحسب التحصيل العلمي للشخص المعنيّ وذلك وفق ما صرح به النائب في لجنة الأمن والدفاع ياسر اسكندر وتوت.
ودافعت القوى المرتبطة بطهران عن القانون حيث برر عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية حسين العامري القانون قائلا "بأنه سيخفف من حدة البطالة بين الشباب ويكون بديلا عن التطوع".
بدوره رأى النائب سكفان سندي العضو في لجنة الدفاع النيابية في حديث لوكالة الأنباء العراقية أن "تشريع قانون الخدمة الإلزامية ضروري لوجود مخاطر تتعلق بالإرهاب في البلاد".
;في المقابل اعتبرت قوى وطنية ان المشروع غير مجدي وله تبعات اقتصادية وهدر للمال العام في حين ان الشباب العراقي يحتاج لدعمه ماديا في مواجهة استشراء البطالة.
لكن الخطوة بسحب مشروع القانون اعتبرها كثيرون مناورة من قبل السوداني المتهم من قبل العديد من القوى السياسية على غرار التيار الصدري بانه مجرد لعبة في يد حلفاء ايران وان القرار الأخير وان كان مهما ولكن لا يعتبر مصيريا في سبيل إنهاء سطوة الميليشيات واستعادة السيادة الوطنية للعراقيين في مواجهة تصاعد النفوذ الإيراني.
ويعلم رئيس الحكومة العراقية ان مصيره وبقاؤه في منصبه رهين بثقة الإطار التنسيقي والقوى السياسية الحليفة لإيران وبالتالي فانه لن يقوم بخطوات كبيرة وحاسمة لمواجهة التدخلات الإيرانية.
وتعهد السوداني بمكافحة الفساد كخطوة من اجل طمأنة القوى المعارضة له خاصة الصدريين الذين شددوا على ضرورة إخراج البلاد من سيطرة وسطوة الفاسدين والقوى السياسية التي تحميهم.
وتعتبر تقارير غربية ان بعض الخطوات التي يقوم بها السوداني على غرار منع مسؤولين في الدولة من لقاء وفود أجنبية في داخل العراق او خارجه دون العودة إلى الحكومة مشجعة لحماية العراق من التدخلات الخارجية.