الإفراط في التسوق أخطر من مجرد عادة

دراسة دولية تجد أن هوس الشراء يمكن أن يؤدي إلى اضطراب قهري غالبا ما يزداد سوءًا بمرور الوقت.
هذا الاضطراب يوصف بأنه الشراء المفرط للعناصر دون استخدامها للأغراض المقصودة
النزعة الاستهلاكية وإمكانية استخدام مواقع التسوق عبر الإنترنت تغذي اضطراب التسوق القهري
لا يوجد حتى الآن تشخيص مقبول رسميًا لهذا الاضطراب

لندن - تفيد دراسة حديثة أن الإفراط في التسوق قد يكون خطيرا إلى درجة أن يشكل اضطرابا نفسيا مهلكا.
وقال فريق دولي من علماء النفس والأطباء إن هذه الحالة التي تسمى "اضطراب الشراء والتسوق القهري"، قد تجعل الأشخاص المهووسين بالتسوق والإنفاق يكتنزون الأشياء التي يشترونها دون استخدامها وينتهي بهم الأمر في نهاية المطاف إلى الديون.
ويُعتقد أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة يستخدمون فعل الشراء كوسيلة لتحسين مزاجهم وكشكل من أشكال العلاج أو المكافأة، مثل الكثير من اضطرابات الأكل.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية يقول قائد المبادرة الدولية البروفيسور مايك كيريوس من معهد أوراما للصحة العقلية والرفاهية بجامعة فليندرزالأسترالية: "العملاء الذين يظهرون سلوكا شرائيا مفرطا يواجهون عادة صعوبات في تنظيم عواطفهم، لذلك يتم استخدام الشراء أو التسوق للشعور بالتحسن".
ويضيف أن "تحسن المشاعر السلبية يكون لفترة وجيزة، ولكنه سيؤدي قريبًا إلى شعور قوي بالخزي والذنب والإحراج".
ولا يوجد حتى الآن تشخيص مقبول رسميًا لهذا الاضطراب، على الرغم من كونه مشكلة منتشرة تساهم في الاستهلاك المفرط والديون.
وتغذي النزعة الاستهلاكية وإمكانية استخدام مواقع التسوق عبر الإنترنت هذه المشكلة المتنامية.

اضطراب الشراء القهري يحدث جنبًا إلى جنب مع اضطرابات المزاج أو القلق أو الأكل الأخرى أو تعاطي المخدرات

ويقول البروفيسور كيريوس: "منذ أكثر من 20 عامًا، منذ أن بدأت التحقيق في الإفراط في الشراء، كان هناك غياب لمعايير التشخيص المتفق عليها بشكل عام"، مضيفا أن هذا الغياب أعاق الخطورة المتصورة للمشكلة، فضلاً عن الجهود البحثية وبالتالي تطوير العلاجات القائمة على الأدلة".
وسيكون هذا ممكنًا الآن مع إطار البحث الدولي والذي يمثل بشكل أساسي اتفاقًا بين 138 من الخبراء الرائدين في العالم من 35 دولة حول معايير تشخيص الاضطراب.
ويحدد الإطار الجديد عند أي نقطة يصبح التسوق اضطرابا، وتعد السمة الرئيسية لمعايير التشخيص الجديدة هي "الشراء المفرط للعناصر دون استخدامها للأغراض المقصودة".
ويوصف الإفراط بأنه "تقلص السيطرة على الشراء أو التسوق".
وهناك سمة أخرى للاضطراب هي أن "الشراء أو التسوق يستخدم لتوليد المشاعر الإيجابية أو تخفيف الحالة المزاجية السلبية".
وقال الباحث المشارك الدكتور دان فاسناخت:"لقد حاولنا تطوير معايير تشخيصية تتميز باتفاق كبير بين الخبراء في هذا المجال، وهي معلم هام لفهم هذا السلوك ومعالجته بشكل أفضل".
ويصف البروفيسور كيريوس الدراسة بأنها "تغير قواعد اللعبة" للبحث في مجال الشراء المفرط، مما يوفر نقطة انطلاق للعلاجات وعمليات تشخيص أفضل في المستقبل.
يذكر أنه غالبًا ما يحدث اضطراب الشراء القهري جنبًا إلى جنب مع اضطرابات المزاج أو القلق أو الأكل الأخرى أو تعاطي المخدرات.
ويظهر غالبا في أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينيات، وعادة ما يزداد سوءًا بمرور الوقت.
وتشمل أعراض هذا الاضطراب: تراكم الديون وإخفاء الأشخاص المشتريات عن أحبائهم، والتوتر أو الانهيارات في العلاقات بين الأصدقاء والعائلة، والتعويض عن المشاعر السلبية بشراء الأشياء.