الإماراتيون يتوافدون على مهرجان سباق دلما الثالث

تنظيم فعاليات فلكلورية وثقافية وترفيهية ورياضية على غرار مسباقات دلما للمحامل الشراعية وكرة القدم الشاطئية والدومنه في تظاهرة شاملة ومتكاملة تجسد الاعتزاز بالتراث وتسعى إلى المحافظة على العادات والتقاليد.
سلامة علي تنال المركز الأول في مسابقة الطبخ بقرية التراث
جناح المكشات يساهم في التعريف بطقوس اعداد الطعام التقليدي
الدومنه تتحول من لعبة لها شعبية كبيرة الى مسابقة منظمة
مسابقة كرة القدم الشاطئية تحتكم الى عوامل المناخ

  أبوظبي - انطلقت فعاليات مهرجان سباق دلما الثالث 2019 بجزيرة دلما وتتواصل فعالياته من 17 حتى 23 أكتوبر/تشرين الاول بحضور الشيخ أحمد بن حمدان بن محمد آل نهيان رئيس اتحاد الكايت سيرف ولجنة الإمارات للتجديف والتزحلق على الماء.
وغرس الشيخ أحمد بن حمدان شجرة الغاف، أيقونة التسامح في عام التسامح، بحضور عبدالله بطي القبيسي مدير إدارة الاتصال بلجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وعدد من كبار المسؤولين في جزيرة دلما ومنطقة الظفرة وجمهور غفير من الزوار والمقيمين في الجزيرة.
وقال عيسى سيف المزروعي نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي أن تنظيم المهرجان يجسد الاعتزاز بالتراث ويسعى إلى تكثيف جهود صونه ودعم الثقافة والمحافظة على العادات والتقاليد الأصيلة وتعزيز وترسيخ ثقافة الفعاليات والمهرجانات التراثية.
وذكر المزروعي أن المهرجان، يقام بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي ونادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت، ويستهدف المحافظة على التراث البحري المحلي، والحفاظ على الهوية الوطنية، وتعريف الجمهور من المواطنين والمقيمين والسياح بأهمية تراث الجزر الإماراتية، وتشجيع المجتمع المحلي ودعم الأسر المنتجة وانعاش السوق المحلي للجزيرة، مضيفاً أن فعالياته تحتوي على العديد من المسابقات والفنون الشعبية والتراثية إضافة إلى فعاليات المسرح الرئيسي الترفيهية الموجهة لمختلف فئات الزوار، فضلاً عن العديد من المسابقات التراثية في السوق الشعبي والمسابقات المرتبطة بالبحر.
وثمّنَ عيسى سيف المزروعي جهود كافة الجهات المشاركة والداعمة للمهرجان ووسائل الإعلام، منوهاً بدورهم الفعال في الترويج لهذه التظاهرة التراثية في جزيرة دلما.
اشتمل المهرجان لهذ العام على عدد كبير من الفعاليات الفلكلورية والثقافية والترفيهية والرياضية أبرزها سباق دلما للمحامل الشراعية الذي تبلغ قيمة جوائزه 25 مليون درهم والقرية التراثية، فيما يساهم مجلس أبوظبي الرياضي بتنظيم عدد من المسابقات الرياضية ضمن فعاليات المهرجان هي سباق الدراجات الهوائية، والألعاب الشاطئية التي تتضمن مسابقتي كرة الطائرة الشاطئية وكرة القدم الشاطئية، بجانب مسابقة الكايت سيرف، إضافة للمسابقات التراثية مثل بطولة الكيرم وبطولة الدومنه.
فيما تشتمل فعاليات القرية التراثية على عدد من المسابقات اليومية كالطبخ للرجال والنساء والصيد كاستنغ، ومسابقة للحرف اليدوية (التلي والخوص والسدو وخياطة الثوب)، وعرض أزياء للبنات والنساء وقرية الطفل. 
انطلقت فعاليات اليوم الأول من مهرجان سباق دلما الثالث 2019، واستقطب المسرح الرئيسي منذ اللحظات الأولى جماهير غفيرة تفاعلت مع الأسئلة والمسابقات التي تمحورت حول المعلومات العامة والتراثية، وتقمصت الطفلة علياء دور المذيعة، كما حاول الجمهور مساعدة المتسابقين ولكن بعض المحاولات لم تثمر، فيما أثمر البعض.
وفي فترات الاستراحة قدمت فرقة الفنون الشعبية التابعة للجنة المهرجانات في أبوظبي فنون العيالة البحرية، الهبان والليوا التي تجاوب معها الجمهور.
وضمن فعاليات اليوم الأول بدأت مسابقة الطبخ في قرية التراث، ونالت سلامة علي المركز الأول عن إعدادها لطبق المالح التراثي بعد منافسة شديدة مع المتسابقات، فيما احتلت المركز الثاني فاطمة ابراهيم، ونالت ليلى خميس المركز الثالث تليها عائشة علي وحسنة ناصر.
وأثناء فعاليات المهرجان ساهم عدد من مؤثري ونجوم مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج للمهرجان عبر منصاتهم وفي مقدمتهم خالد الخالدي ومحمد شمبية القبيسي وراشد القبيسي.
فيما أثنى الزوار والضيوف على حسن الضيافة، ووصفوا السوق الشعبي المقام في مهرجان سباق دلما الثالث بـ"اللوحة التراثية"، كونه يجسد واقعاً قديماً، من خلال استخدام سعف النخيل في بناء بيت النوخذة أو صناعة المنتوجات والمعروضات، أو من خلال تقديم وجبات شعبية وصناعات تقليدية اشتهرت في الماضي، إلى جانب عديد المحال التي تشبه ما كانت عليه المحال في السابق، وكانت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية قد حققت خطوة ناجحة في وضع منطقة الظفرة على الخريطة السياحية من خلال تنفيذ العديد من الفعاليات والمهرجانات الناجحة، في إطار خطتها الاستراتيجية لدعم المنطقة وتحويلها إلى منطقة جذب سياحي من خلال المحافظة على التراث والقيم الأصيلة.
شاركت في دعم ورعاية هذا المهرجان عدد من الجهات والدوائر الحكومية، ضمت ديوان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، ومؤسسة الامارات للطاقة النووية، وموانئ أبوظبي، ومجلس أبو ظبي الرياضي، ونادي أبوظبي للرياضات البحرية، وشرطة أبوظبي، ودائرة النقل بأبوظبي، وبلدية منطقة الظفرة، وشركة نواة للطاقة، ومحطة براكة للطاقة النووية، وشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، وعدد من الشركات الخاصة ضمت مجموعة الربيع، والمسعود للسيارات، والطاير تيم، وقناة بينونة، إضافة إلى الناقل الرسمي ياس.
قال عبدالله بطي القبيسي مدير إدارة الفعاليات والاتصال في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي: برعاية الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، تم انطلاق مهرجان سباق دلما الثالث في جزيرة دلما، جزيرة اللؤلؤ، التي تحظى بمكانة تاريخية في قلوب الإماراتيين، وتتلقى اهتمام القيادة لما لها من تاريخ مشترك مع إمارة أبوظبي، ودولة الإمارات.
ولفت مدير إدارة الفعاليات والاتصال إلى أن مهرجان سباق دلما، أصبح بمثابة عيد لأهل التراث البحري، والكل أضحى ينتظره من عام لأخر لكي يسعد به وبكل ما يتضمنه من أحداث وفعاليات في البر داخل القرية والتراثية، وفي البحر من خلال التنافسية في أطول وأكبر سباق بحري على الإطلاق.
وأشار القبيسي إلى أن الإقبال شديد من المشاركين والمهتمين بالمسابقات البحرية، متوقعاً أن تكون الإثارة حاضرة خلال منافسات النسخة الثالثة من السباق في ظل استعداد الجميع للمنافسة على اللقب ونيل شرف حصد اللقب الثالث بعد نجاح تحقق في النسختين الأولى والثانية.
وأكد زايد ساري المرزوعي منسق البرامج في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي أن هذا العام يختلف عن العام السابق، فهناك عدد كبير من المسابقات، وذلك نتيجة للإقبال الكبير من سكان الجزيرة ومواطني الدولة، وللطلب الكبير على عدد من المسابقات التي نبدأها لأول مرة هذا العام، فهناك مسابقة الصيد (كاستنغ) وعرض للأزياء، ومسابقة الطبخ، ومسابقات حرفية (الخوص – التلي) وبطولات الكيرم والدومنه الشعبية، إضافة للبطولات الشاطئية الشبابية (كرم القدم الشاطئية – وكرة الطائرة الشاطئية) وسباق الدراجات الهوائية، وهناك اهتمام بالأطفال في قرية الطفل، إضافة للفنون الشعبية.
  رحلات برية وبحرية تعزز العلاقات في المجتمع الإماراتي
ربما لا يعرف الكثيرون المكشات التي تعني الرحلات البرية والبحرية في التراث الإماراتي التي كان لها دور كبير في الترابط بين أفراد المجتمع القديم وترسيخ قيم التعاون والتكافل والاعتماد على النفس والعمل الجماعي ضمن الفريق. 
ويستقطب جناح المكشات في السوق التراثي لمهرجان دلما، الزوار الذين يسعون للتعرف على طقوس إعداد الطعام قديماً ولمحات عن السنع الإماراتي (القيم الاجتماعي وأسلوب الحياة).
وأكد راشد القبيسي على أهمية المكشات في ترسيخ العادات والتقاليد وتعريف الأجيال الجديدة بعادات وأعراف الأجداد، مشيراً إلى أن مشاركته في المهرجان تستهدف توصيل فكرة الرحلات البرية والبحرية وممارساتها ودورها في زيادة لحمة المجتمع الاماراتي وتعزيز مفاهيم الصداقة والتعاون.
وأوضح أنه أدخل أدوات جديدة تجمع بين الماضي والحاضر ويقوم بإعداد الشوي على الصاج وكبسة اللحم والبيتزا والبرغر، منوهاً بأنه يستهدف توصيل الفكرة للبيوت والأمهات والأجيال الجديدة، لذلك يحرص على المشاركة في المهرجانات المختلفة، واستطاع خلال مسيرته أن يعلم طلاب مبتعثين في أميركا طرق إعداد الأكل التراثي لتعريف زملائهم بالعادات الإماراتية.
يتابع القبيسي على مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من 180 ألف شخص، ما أسهم في الترويج للعادات الإماراتية وحفظ التراث، كما شارك في مهرجان الظفرة لأكثر من مرة، وحصل على المركز الأول في الطهي مرتين متتاليتين، وشارك بعدها في لجان التحكيم، وأيضاً شارك القبيسي في مهرجان سويحان لمدة 15 يوماً مع فريق تراثي متكامل.
وعلى مستوى دول مجلس التعاون الخليجي ونقل الخبرات، شارك في مكشات الظفرة متنافساً مع متسابقين  من عُمان والسعودية و نقل كل منهم طبيعة بلده وتعرف على آداب وإتيكيت وطرق إعداد وتقديم القهوة.
يستعين القبيسي ببهارات الأسر المنتجة الإماراتية، دعماً لها كما يضع صورهم وأخبارهم على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للتراث وتعريف العالم بالمطبخ الإماراتي.

ويشهد المهرجان إعداد مأكولات شعبية بالطريقة التقليدية مثل مرق اللحم والقرص والعصيدة والهريس وكبسة اللحم  وشواء السمك بالطريقة القديمة.
انطلقت منافسات مسابقة الدومنه المقامة ضمن فعاليات مهرجان سباق دلما الثالث 2019من 17 وحتى 21 أكتوبر /تشرين الاول.
تتكون لعبة الدومنه من 28 قطعة من العاج أو العظم، مع خط فاصل من خشب الأبنوس أو النحاس، يقسم كل قطعة إلى نصفين وكل نصف يحتوي على عدد من النقاط السوداء مقسمة بطريقة النرد، أما الوجه الآخر للقطعة يكون فارغاً تماماً، واللعب في الدمنه تنافسي بين اثنين أو أربعة لاعبين وأقصى عدد ممكن أن يصل له عدد أفراد الفريق الواحد أربعة لاعبين.
وتعد هذه اللعبة من الألعاب المحلية الشعبية في جزيرة دلما، ومُمَارسةٌ بشكل كبير، حتى أن بعض الجلسات الشعبية تنظم بطولات بسيطة لتزيد من شعبية اللعبة وحب الأهالي بها.
يشارك في هذه المسابقة 20 فريق، ومكون كل فريق من لاعبين، وعلى مدار خمس أيام ستلعب الفرق مقابل بعضها، وأوضح أحمد محمد رئيس لجنة مسابقة الدومنه والكيرم أن نسبة الفرق ازدادت نحو الـ 40 في المائة عن العام الماضي، مشيراً إلى أن الفرق ستلعب على مدار خمس أيام، وبمعدل ست فرق يومياً، موضحاً أن هناك ثلاث فائزين يومياً، ولا يشاركون في مسابقات اليوم التالي، وذلك ليتيحوا الفرصة لمن لم يفز قبل ذلك.
ولفت رئيس لجنة مسابقة الدومنه والكيرم، إلى أن الهدف الأول من هذه المسابقة هو المشاركة واللعب الجماعي، وتمضية الوقت المشترك فيما بيننا، فالدومنه، وفقاً لمحمد، هي من الألعاب المحلية الشعبية التي يمارسها السكان في الجزيرة بشكل يومي وبكافة الأوقات، وسيكرم الفائزون في اليوم الأخير من المهرجان، وبقيمة تصل حتى 5000 درهم للفائز الواحد، فيما يوم الجمعة استثنائياً ستكون قيمة الجائزة 10000 درهم.

مهرجان سباق دلما أصبح بمثابة عيد لأهل التراث البحري 

وقال رئيس لجنة مسابقة الدومنه والكيرم: تخضع المسابقة للعديد من الشروط والمعايير التي ترمي إلى ضمان دقة النتائج، فالدومنه معروفة أنها لعبة محلية، لكن لها قواعد عالمية، ولها شعبية على المستوى العالمي، ومن المفترض أن تتقيد بها الفرق المشاركة، ومن يخالف هذه القواعد يحرم من اللعب والمنافسة.
 انطلقت منافسات مسابقة كرة القدم الشاطئية المقامة ضمن فعاليات مهرجان سباق دلما الثالث 2019 من 17 وحتى 21 أكتوبر/تشرين الاول.
وتتكون كرة القدم الشاطئية من خمس لاعبين للفريق الواحد، عدا عن المدرب واللاعبين الاحتياط، ولها عدد من القواعد والمعايير التي يمارس من خلالها اللاعبين منافساتهم، وتتقابل الفرق على مدار خمس أيام، في تصفيات متتابعة، لتصل الفرق الفائزة إلى المباراة النهائية.
تقام هذه المنافسة لأول مرة في مهرجان سباق دلما الثالث، ويشارك فيها ثماني فرق محلية، ومكون كل فريق من خمس لاعبين، وأوضح محمد الحمادي مسؤول لجنة الكرة الشاطئية أن هذه المسابقة بدأت بثماني فرق، وفي اليوم الواحد ستلعب ثلاث فرق، لتصل للنهائي.
وأضاف أن مدة المباراة الواحد لا تتجاوز الـ20 دقيقة، وهناك يومياً ثلاث مباريات بمدة تصل الساعة والنصف ساعة، مشيراً إلى أن اليوم الأخير سيشهد تتوج ثلاث فرق فقط.
ولفت الحمادي إلى أن وقت المباريات محكوم بعوامل الطقس، فالمبارايات لا تبدأ إلا قبل الغروب بساعتين لتصبح حرارة الطقس مناسبة، موضحاً أن ممارسي هذه اللعبة من الشباب المتحمس لها، وتلقى إقبالاً شديد منهم عليها.
وقال مسؤول لجنة الكرة الشاطئية إلى أن هذا التنظيم الأول لهذا النوع من السباقات في مهرجان سباق دلما، وتفاجئنا بالمنافسة الشديدة من الفرق المحلية، ونأمل أن تكون العام القادم على مستوى دولة الإمارات. 
ويقام مهرجان سباق دلما التراثي تحت رعاية الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة ويأتي استكمالاً لمسيرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في صون الموروث الثقافي والتراثي لدولة الإمارات، وتنفيذاُ لتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وبدعم من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة لشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة.