الإمارات تبدأ العمل بمنظومة التعليم عن بعد لمواجهة كورونا

وزارة التربية والتعليم الإماراتية تنفذ التدريب التخصصي عن بعد لأكثر من 25 ألف معلم وإداري في المدارس الحكومية إضافة إلى أكثر من 9200 معلم ومدير مدرسة من المدارس الخاصة.

أبوظبي - بدأت وزارة التعليم الإماراتية اليوم الأحد في تطبيق منظومة التعلم عن بعد مستهدفة جميع طلبة مدارس الدولة، ومؤسسات التعليم العالي، لتستمر لمدة أسبوعين بسبب

وأوضحت وزارة التعليم أن ذلك "يأتي تبعا للقرار السابق والمتمثل في تقديم إجازة الربيع، وتعطيل الدراسة 4 أسابيع، يخصص فيها الأسبوعان الأخيران، لمواصلة التعلم عن بعد"، بعد قرار غلق المدارس في أغلب دول العالم لحماية الطلبة والمدرسين من انتشار فيروس كورونا المستجد.

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام) إن وزارة التربية والتعليم أتمت مختلف الإجراءات الكفيلة بتحقيق نواتج معرفية إيجابية من خلال تطبيق منظومة التعلم عن بعد، بعد أن تأكدت من جاهزيتها عبر إجراء تجربة لقياس فعالية مبادرة التعلم عن بعد الأسبوع الماضي لضمان استخدام منصة التعلم الذكي لجميع الطلبة وجودة التطبيق للحلقات الدراسية الأولى والثانية والتعليم الثانوي /الحلقة الثالثة.

وأضافت أنه "تم وضع خطة من قبل الإدارات المدرسية تتضمن إعداد برنامج تفاعلي بين المعلم والطالب لجميع الصفوف الدراسية ولجميع الطلبة".

وأوضحت إن "الوزارة نفذت أيضا التدريب التخصصي عن بعد لأكثر من 25 ألف معلم وإداري في المدارس الحكومية إضافة إلى أكثر من 9200 معلم ومدير مدرسة من المدارس الخاصة و ركزت خلال أسبوع التدريب المعتمد، على تحقيق مجتمعات تعلم افتراضية تعزز من قدرات المعلم على إدارة العملية التعليمية عن بعد، وتوثيق أفضل الممارسات الكفيلة بتحقيق جودة الأداء في عملية التعلم وبكفاءة عالية".

وكإجراء احترازي علقت دول عربية وغربية الدراسة لعدة أسابيع بسبب وباء كورونا واتخذت قرارات بغلق المدارس بشكل جزئي فيها وأعلنت بعض البلدان العربية عن توجهها لوضع خطط بديلة للتعليم عن بعد منها مصر وتونس.

وتقدّر منظمة يونسكو عدد الطلاب المتضررين من قرار الإغلاق الكلي للمدارس بنحو 291 مليون طالب في العالم.

ونجحت الصين حيث انتشر الفيروس لأول مرة في تسيير التعليم عن بعد على إثر إغلاق المدارس التي تستخدم الموارد الرقمية من قبل، وهو ما ييسر عملية الحصول على المحتوى التعليمي إلكترونياً، وهي تدرس إمكانية إعادة فتح المدارس والجامعات مع انحسار تفشي الفيروس.

ونقلت "وام" عن وزير التربية والتعليم في الإمارات حسين بن إبراهيم الحمادي قوله إن الرحلة الجديدة من التعلم في الدولة ترتكز على التقنية والتعلم الذكي، وأساليب متفردة، تتشابه فيها الأدوار والمسؤوليات والمهام، وما يميزها أنها تواكب الحداثة في التعليم، وتسخر التكنولوجيا والموارد التعليمية والأكاديمية والالكترونية لخدمة طلبتنا بعيدا عن أي عوائق مكانية أو زمانية تفرضها المستجدات التي قد تحول دون مواصلة عملية التعلم الاعتيادية ضمن الصفوف المدرسية".

وأشار إلى أن "منظومة التعلم عن بعد، ثمرة ونتاج سنوات من العمل، لتحقيق قفزات نوعية في النظام التعليمي بتوجيهات القيادة الرشيدة، ترسخت فيها أسس وآليات ومعايير العملية التعليمية، وتوطدت بفضل رؤية تربوية تسعى لأن تكون المدرسة الإماراتية في الطليعة، بما تحويه من بيئات تعلم متنوعة ومميزة وفعالية، وممارسات حديثة تخدم عناصر العملية التعليمية، وتوفر لطلبتنا البيئة الخصبة لمواصلة التعلم مدى الحياة".

وقالت نورة الكعبي رئيسة جامعة زايد في رسالة وجهتها لطلاب الجامعة في اليوم الأول لتطبيق التعليم عن بعد إن "الجميع ينظر إليكم كعناصر فاعلة في رسم حاضر ومستقبل الوطن، فلنستكمل التعليم لبناء المستقبل".

خطوات استباقية لح
خطوات استباقية في الإمارات لحماية الطلاب وكافة العاملين في سلك التعليم 

وكسائر بلدان العالم اتخذت الإمارات إجراءات إضافية للحد من انتشار فيروس كورونا وأعلنت السبت "إغلاقا مؤقتا للشواطئ والحدائق والمسابح ودور السينما وصالات التدريب الرياضية".

وقالت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في الإمارات على تويتر إنّه تقرّر "إغلاق مؤقت للشواطئ والحدائق والمسابح ودور السينما وصالات التدريب الرياضية (...) لمدة أسبوعين قابلة للمراجعة والتقييم".

كما قرّرت إدارة الازمات "تقنين عمل المطاعم والمقاهي ومنافذ تقديم خدمة الأكل والشرب للفترة نفسها" على أن تكون "قابلة للمراجعة والتقييم"، ما يعني عدم اغلاقها بالكامل كما تقرّر في دول أخرى بينها الكويت المجاورة.

وأوضحت الإدارة الحكومية أن بإمكان المقاهي والمطاعم "تلبية طلبات التوصيل للمنازل واستضافة زبائنها بواقع 20 في المئة من طاقتها الاستيعابية مع مراعاة المسافات 'التباعد الاجتماعي' والتي لا تقل عن مترين شريطة تطبيق إجراءات التعقيم".

وكانت السلطات الإماراتية سجّلت في الأسابيع الماضية 153 إصابة بالفيروس، تماثل للشفاء منها 38 حالة، بينما توفي شخصان بحسب ما أعلنت وزارة الصحة مساء الجمعة.

واتّخذت السلطات إجراءات احترازية استباقية بينها وقف الرحلات إلى عشرات المدن خشية انتشار الفيروس الذي تسبّب بوفاة آلاف حول العالم. كما قرّرت تعليق إصدار تأشيرات عند الوصول ووقف دخول حاملي الإقامات، لكنّها لم تصل إلى حد اجبار السكان على البقاء في منازلهم.

وقالت إدارة الأزمات انها تحض "الجمهور على ممارسة الرياضة في الهواء الطلق".

وإلى جانب الإمارات، شدّدت دول خليجية اخرى إجراءاتها لمكافحة انتشار الفيروس الذي سجل أكثر من 1200 إصابة في دول مجلس التعاون الخليجي الست أغلبها في قطر التي سجلت فيها481 إصابة.

وفرضت الكويت "حظر تجول جزئيا في كافة أرجاء البلاد من الـ5 مساء وحتى الـ4 صباحا" ابتداء من الاحد، وتمديد التعطيل في الجهات الحكومية والخاصة لمدة اسبوعين اضافيين حتى 12 نيسان/ابريل.