الإمارات تتيح الفرصة لإيران لتثبت جديتها في التفاوض

قرقاش يدعو إيران للجلوس إلى مائدة التفاوض مع القوى العالمية ودول الخليج للتوصل لاتفاق جديد يخفض من التوتر المتصاعد في المنطقة.

أبوظبي - أعرب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، اليوم الأحد، عن تفاؤله بتحقيق تقدم كبير خلال العام المقبل لحل النزاعات والتحديات الكبرى التي تشهدها المنطقة، في ظل التوتر المتصاعد بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها.

وقال قرقاش خلال ملتقى أبوظبي الاستراتيجي السادس الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات  "لقد وصلنا إلى مراحل حاسمة في النزاعات والتحديات الكبرى التي تعصف بمنطقتنا"، مشددا على أن التصعيد لن يخدم أي طرف.

وأكد قرقاش على أن الحلول الدبلوماسية (...) هي ما تحتاجه المنطقة الآن أكثر من أي وقت مضى من أجل خلق "نظام إقليمي جديد أكثر استقرارا تستطيع فيه جميع الدول الازدهار".

ودعا قرقاش إيران إلى "الجلوس إلى مائدة التفاوض مع القوى العالمية ودول الخليج للتوصل لاتفاق جديد يخفض من التوتر المتصاعد في المنطقة وينعش اقتصادها".

وتصاعد التوتر في منطقة الخليج منذ وقوع هجمات على ناقلات نفط في الممر المائي الحيوي لحركة الشحن العالمية هذا الصيف بينها هجمات قبالة الساحل الإماراتي وهجوم استهدف منشأتي نفط سعوديتين.

وألقت واشنطن بمسؤولية تلك الهجمات على إيران التي تنفي ضلوعها في أي منها.

وكانت الخارجية الإيرانية أعلنت مطلع تشرين ثان/نوفمبر الجاري أن الرئيس حسن روحاني بعث برسائل لدول الخليج والعراق حول مبادرته المتعلقة بتأمين الملاحة البحرين في المنطقة.

مع تواتر الحوادث التخريبية على ناقلات النفط في الأشهر الأخيرة، انتهجت الإمارات الأسلوب الدبلوماسي الهادي في التعامل مع الأزمة ودعت إلى ضبط النفس حتى انتهاء التحقيق الدولي الذي شاركت فيه على إثر تعرض سفن تجارية لهجمات سواء في مضيق هرمز أو على سواحلها، وذلك رغم الاتهامات التي وجهت لإيران ووكلائها في المنطقة.

ودعمت الإمارات، التي تعتبر إيران قوة تزعزع الاستقرار في المنطقة، حملة الضغوط القصوى التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع طهران لكنها دعت لخفض التصعيد بعد الهجمات.

وقال قرقاش إنه يعتقد أن هناك سبيلا ممكنا للتوصل لاتفاق مع إيران قد تكون كل الأطراف مستعدة للسير فيه لكنه أشار إلى أن الطريق سيكون طويلا بما يتطلب صبرا وشجاعة.

وأضاف أن من المهم أن يكون المجتمع الدولي متفقا على موقف واحد خاصة الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ودول المنطقة.

وتقول واشنطن إن العقوبات التي تهدف إلى وقف كل صادرات إيران النفطية ستجبرها على التفاوض للتوصل لاتفاق أوسع نطاقا.

لكن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي حظر على المسؤولين الإيرانيين عقد أي محادثات إلا إذا عادت الولايات المتحدة للاتفاق النووي ورفعت كل العقوبات المفروضة على طهران.

لكن إيران واصلت ابتزاز الدول الأوروبية حتى تتمكن من مساعدتها على رفع العقوبات التي أنهكت اقتصادها، وأعلنت استئنافها الأنشطة النووية التي تهدد المنطقة، حيث بدأت الخميس عمليات تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو في تقليص جديد لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي الموقع في 2015 مع قوى عالمية، بعد أن انسحبت الولايات المتحدة منه.

وتعقيبا على ذلك حذر قرقاش من الخيار "الزائف" بين الحرب واتفاق نووي معيب.

وقال قرقاش إن إجراء محادثات جديدة مع إيران لا يجب أن يتطرق إلى الملف النووي فحسب بل يجب أن يعالج المخاوف المتعلقة ببرنامج الصواريخ الباليستية والتدخل الإقليمي عبر جماعات تعمل لصالح إيران بالوكالة.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على إيران ثم شددتها منذ انسحابها من الاتفاق في إطار حملة من "الضغوط القصوى" على طهران لإجبارها على إعادة التفاوض حول اتفاق جديد يضمن عدم تهديدها لأمن المنطقة واستقرارها.