الإمارات تثابر من أجل بناء قطاع ثقافي قوي


الإمارات تضع سياسة متكاملة وخارطة طريق واضحة لدعم الشباب على في عالم الفن والمسرح، والموسيقى، والسينما والأدب والتكنولوجيا، وتراهن على مجالس الفنون والتراث والصناعات الثقافية والإبداعية.
الاستثمار في الثقافة لتنمية وتنوير العقول
تعزيز مكانة الإمارات على الخارطة الثقافية العالمية
الثقافة أولوية في الامارات

أبوظبي - قدمت نورة بنت محمدالكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة في الإمارات محاضرة في مجلس محمد خلف في منطقة الكرامة بأبوظبي تحت عنوان "كيف يمكننا بناء قطاع ثقافي قوي"، وأدارت الحوار الإعلامية أميرة محمد.
وقالت نورة الكعبي خلال المحاضرة إن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قد وضع قواعد وأسس الدولة العصرية الحديثة، حيث كانت الثقافة دائماً حاضرة في ذهنه ولا تفارق تفكيره أبداً، وكانت وزارة الثقافة من أوائل الوزارات التي تأسست بعد قيام الاتحاد.
وأضافت أن الشيخ زايد كان دائماً يهدف إلى تعريف العالم واطلاعه على ثقافة الإمارات وحضارتها وفنونها وتراثها مثل القهوة والأكلات الشعبية.
 واشارت إلى أنه حرص على الاستثمار في الثقافة باعتبارها الأنجح لتنمية وتنوير العقول، وعلى سبيل المثال أسس المسرح الوطني في أبوظبي، ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب عام 1981.
وأفادت أن أول خطوة لبناء قطاع ثقافي قوي تتمثل في بناء قدرات وطنية قادرة على صناعة منتج ثقافي متميز، ولأن الشباب هم الأساس وعماد الثقافة، فلقد أطلقت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة سياسة متكاملة وخارطة طريق لدعم الموهوبين وتنمية قدراتهم وصقل مهاراتهم، مؤكدةً أن الموهوبين ثروة الوطن المستدامة التي لا تنتهي ما دام هناك إبداع في العقول، وأن اكتشافهم مهمة وطنية، حيث أن دولة الإمارات لديها مخزون هائل من المواهب، ويقع على عاتق المسؤول إطلاق العنان لهذه الطاقات الشبابية من خلال توفير عوامل النجاح لهم.
وأوضحت أن وزارة الثقافة وتنمية المعرفة تسعى إلى تحفيز وتشجيع الشباب على الاستثمار في ريادة الأعمال الإبداعية مثل التصميم، والفن، والمسرح، والموسيقى، والسينما، والادب والطباعة ثلاثية الأبعاد والتكنولوجيا.
واضافت أن جامعة زايد تضم كلية الفنون والصناعات الإبداعية، والتي تعمل على تخريج طلبة قادرين على الدخول لعالم الفنون والتصميم كرواد ومبدعين.
 وأكدت أن قطاع الصناعات الثقافية والابداعية لديه فرص واعدة، وبفضل القيادة أصبحت دولة الإمارات من الدول السباقة في الدخول إلى هذا المجال من بين دول المنطقة، وذلك بهدف أن يكون للشباب حصة ونصيب من هذا السوق.

وتطرقت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة إلى جهود الوزارة والجهات الثقافية المختلفة في الدولة جنباً إلى جنب في تعزيز مكانة الإمارات على الخارطة الثقافية العالمية، مؤكدةً أن الوزارة حرصت على مشاركة المثقفين والمبدعين والموهوبين والاستفادة من خبراتهم ومهاراتهم في الارتقاء بالثقافة الوطنية، وقد أطلقت الوزارة في سبيل ذلك المجالس الثقافية لمجموعة من القطاعات، حيث سيكون هناك مجلس الفنون، مجلس التراث، مجلس الصناعات الثقافية والإبداعية.
وبينت أن هذه المجالس ستكون تحت مظلة وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، وهدفها دراسة التحديات التي تواجه العمل الثقافي على المستويات التشريعية والتنظيمية والإستراتيجية وتضع الحلول والمبادرات لمعالجتها بالتعاون مع الشركاء.
كما أشارت نورة الكعبي في ختام حديثها، إلى  إستراتيجية الوزارة المخصصة للقطاع الثقافي والمتمثلة بالأجندة الثقافية التي تمتد حتى عام 2031، وهي المرحلة الأولى من إستراتيجية مئوية الإمارات 2071، حيث سيتم تحديث الأجندة الثقافية بشكل دوري كل عامين وفقاً للمتغيرات الإستراتيجية والتوجهات الحكومية المستجدة.
وأضافت أن الأجندة الثقافية تهدف إلى بناء قطاع ثقافي متكامل وملهم للإمارات والعالم، وتكمن في تطوير ثقافة تتسم بالريادة والتميز، واطلاق شرارة الإبداع في الأجيال الشابة، وتعمِّق الانتماء الوطني وتعزز التفاؤل بالمستقبل الذي يليق بالوطن.