الإمارات تحذّر من حملة تستهدف تقويض استقرار السعودية

وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية يدعو إلى وجوب التمييز بين مسألة البحث عن الحقيقة في اختفاء الصحفي جمال خاشقجي وبين محاولات تستهدف تقويض استقرار المملكة وتحجيم دورها في المنطقة.  

الإمارات تقف بكل صلابة ضد محاولات تسييس اختفاء خاشقجي
أمن الشرق الأوسط يعتمد على استقرار السعودية
تسييس وأحكام مسبقة في اختفاء خاشقجي تؤجج حملة شرسة على السعودية
إمام الحرم المكي يحذّر من حملة افتراءات تستهدف السعودية

أبوظبي - حذّرت الإمارات اليوم الجمعة من محاولة "تقويض استقرار السعودية وتحجيم دورها" على خلفية قضية اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، معتبرة أن أمن منطقة الشرق الأوسط يعتمد على المملكة.

وكتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش على حسابه على موقع تويتر "في هذا الذي يجري، نقف بصلابة ضد التسييس والأحكام المسبقة ومحاولات تقويض استقرار السعودية وتحجيم دورها، لا خيار دون ذلك".

وتابع "يعتمد أمن المنطقة واستقرارها ودورها في المحيط الدولي على السعودية بكل ما تحمله من ثقل سياسي واقتصادي وديني"، معتبرا أنه "لا بد من التمييز بين مسألة البحث عن الحقيقة بكل ما يحمله ذلك من أهمية وبين استهداف الرياض ودورها".

وكان قرقاش قد حذّر منذ البداية من التوظيف السياسي لقضية اختفاء خاشقجي ومن حملة تستهدف استقرار المملكة.

وقال قرقاش في تغريدة سابقة في 11 أكتوبر/تشرين الأول "الحملة الشرسة على الرياض متوقعة وكذلك التنسيق بين أطرافها المحرِّضة وكما أن هناك ضرورة لبيان حقيقة البعد الإنساني للمشهد فإن تداعيات الاستهداف السياسي للسعودية ستكون وخيمة على من يؤججها. ويبقى أن نجاح السعودية هو الخيار الأول للمنطقة وأبنائها".

وتتعرض الرياض لحملة شرسة حيث استغلت أطراف خارجية معادية للملكة قضية اختفاء خاشقجي لتوظفها سياسيا وتدفعها نحو تشديد الضغوط على السعودية لارباك استقرارها واقتصادها.

وأبدت السعودية منذ بداية القضية تعاونها مع الجهات التركية لتفكيك ملابسات اختفاء مواطنها في اسطنبول في الوقت الذي تجنّدت فيه جهات مجهولة وأخرى معلومة موالية لقطر ولجماعة الإخوان لترويج رواية تصفية خاشقجي من قبل أجهزة سعودية.

وكان لافتا في خضم هذه القضية الإنسانية توجيهها واستثمارها سياسيا حيث ادعت وسائل إعلام تركية قيام 15 سعوديا بقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول وأذاعت مقاطع فيديو لمن قالت إنهم مسؤولون أمنيون سعوديون يغادرون مطار اسطنبول.

وتثبت التسريبات والشائعات الاستثمار السياسي للقضية الإنسانية وتوجيهها لتأجيج الضغوط الدولية على السعودية في عدة ملفات من ضمنها دفع الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية للتوقف عن بيع الأسلحة للمملكة وتقويض صفقات اقتصادية ضخمة.

وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش
قرقاش يرى في محاولات تسييس قضية اختفاء خاشقجي استهدافا للسعودية واستقرارها

ويقول مسؤولون في الأجهزة الأمنية التركية إن خاشقجي قتل داخل القنصلية على أيدي فريق سعودي جاء خصيصا إلى تركيا لاغتياله، بينما نفت الرياض التقارير أن تكون أعطت أوامر بقتله، مؤكّدة أنه غادر القنصلية بعد وقت قصير من زيارتها.

وأقرّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمرّة الأولى الخميس بأنّ الصحافي مات على الأرجح، متوعدا برد "قاس جدا" على الرياض إذا ثبُتت مسؤوليتها في مقتله.

وقد اعتبر خطيب المسجد الحرام في مكّة المكرمة خلال صلاة الجمعة أن السعودية تواجه حملة "افتراءات" وشائعات، داعيا سكان المملكة إلى "التلاحم" لمواجهتها.

وتعتبر صلاة الجمعة في مدينة مكّة والخطبة التي ترافقها الأهم أسبوعيا في السعودية التي تستضيف ملايين الحجاج سنويا وتعكس عادة سياسة المملكة في التعامل مع الأحداث.

وتتعرض الرياض لضغوط دولية في قضية اختفاء خاشقجي إثر زيارته قنصلية بلاده في اسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الثاني.

وقال الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس في خطبة الجمعة في مكّة "ترديد الاتهامات والادعاءات والحملات الإعلامية المغرضة لن يثنيها (السعودية) عن التمسك بمبادئها وثوابتها".

وتابع أن المملكة "تعتمد في ذلك على الله وحده ثم على حكمة قادتها وتلاحم أبنائها، فهي الكفيلة بمواجهة المزاعم الباطلة والمحاولات الفاشلة"، داعيا إلى "الاعتماد على الحقائق ونبذ القفز إلى التكهنات وبناء المواقف على الافتراءات".

كما رأى أن الحملة ضد المملكة "تستفزّ مشاعر أكثر من مليار مسلم" حول العالم.