الإمارات تدعم اتفاقا شاملا يكبح أنشطة إيران الباليستية والنووية

وزير الخارجية الألماني يقوم بزيارة لطهران محملا على الأرجح برسالة أميركية للمسؤولين الإيرانيين في غمرة التوتر بين طهران وواشنطن.

ألمانيا تقود جهودا أوروبية لنزع فتيل التوتر بين واشنطن وطهران
لقاء مرتقب في طهران بين روحاني ووزير الخارجية الألماني
زيارة ماس لطهران تأتي بعد تهديد إيران بالتخلي عن التزاماتها في الاتفاق النووي

أبوظبي - أعلنت الإمارات اليوم الأحد ترحيبها بجهود التهدئة في المنطقة، مشددة في الوقت ذاته على أن "أي اتفاق مستقبلي مع إيران يجب أن يشمل دول المنطقة بحيث تكون طرفا فيه".

وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي أن دولة الإمارات ترحب بأية جهود لتهدئة التوتر في المنطقة وتتطلع لأن ترى منطقتي الشرق الأوسط والخليج العربي هادئتين ومستقرتين وتحققان الكثير من التقدم والنمو في المستقبل.

وأوضح في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني هايكو ماس الذي يقوم بزيارة لأبوظبي أن المباحثات بين الجانبين شملت ملفات إقليمية ودولية من ضمنها اليمن والسودان وإيران.

وقال "من المفيد أن نتواصل مع أصدقائنا في جمهورية ألمانيا الاتحادية حول مختلف قضايا المنطقة إن كانت إيران والسودان وليبيا واليمن وفلسطين فكل هذه كانت قضايا تم بحثها اليوم".

وأضاف أن "الاعتداء الذي طال أربع ناقلات نفط قبالة ميناء الفجيرة داخل المياه الإقليمية للدولة لا شك أنه اعتداء ليس فقط على الإمارات ولكن على الدول التي كانت تلك السفن تحمل أعلامها وهي الإمارات والسعودية والنرويج وأيضا على سلامة الملاحة البحرية".

تخريب ناقلات نفط قبالة ميناء الفجيرة تصعيد خطير يهدد الملاحة البحرية
الشيخ عبدالله بن زايد: الاعتداء على أربع ناقلات نفط قبالة الفجيرة يشكل الكثير من القلق ويرفع معه منسوب التوتر

ولفت إلى خطورة التصعيد الإيراني في المنطقة موضحا أنه "عندما وقع الحادث على السفن الأربع كانت هناك أكثر من 184 سفينة مقابل سواحل دولة الإمارات أمام إمارة الفجيرة حيث تعد هذه المنطقة المقابلة للإمارة ثاني أكبر منطقة لانتظار السفن في العالم بعد سنغافورة فهي المنطقة الأساسية التي يتم تزويد السفن وانتظارها قبل دخولها إلى مضيق هرمز".

وقال "هذا الاعتداء يشكل الكثير من القلق ويرفع معه أيضا التوتر في المنطقة ونحن في الإمارات نرحب بأي دور يقوم به زملاؤنا الألمان وغيرهم في تهدئة هذا التوتر ونتوقع أن تستمر دولة الإمارات والنرويج والسعودية مع بقية الشركاء الآخرين من دول أخرى في التعاون في التحقيقات وتزويد مجلس الأمن بالتفاصيل في المستقبل".

وأكد وزير الخارجية الإماراتي كذلك على أهمية التعامل المنطقي والحرفي في إدارة الأزمة قائلا "بسبب التزامنا مع مجلس الأمن في الوقت الحالي هناك اتفاق بأن تبقى مشاوراتنا خلف الأبواب المغلقة إلى أن يبدأ مجلس الأمن في النظر في هذا الموضوع بشكل مفتوح ونرغب في أن نكون مهنيين ومحترفين في إدارة هذه العملية ونترك القرار للمجتمع الدولي".

وتابع "لنجاح أي اتفاقية نعتقد أنه أولا لابد أن تكون دول المنطقة طرفا في هذا الاتفاق وثانيا أن تكون القضايا الأوسع عن الملف النووي مشمولة في هذا الاتفاق إن كانت متعلقة بالصواريخ البالستية أو دعم الإرهاب والتطرف أو التدخل في شؤون الدول الأخرى ".

وأضاف "نحن بالطبع لسنا طرفا في الاتفاقية ولكن هناك رزمة من القضايا التي تهم دول المنطقة لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار فيها قبل أن نتحدث عن ما هي النقاط التي لابد أن نبحثها".

وأشار الشيخ عبدالله بن زايد إلى ما عانته المنطقة من صراعات وحروب، مشددا على ضرورة إتاحة الفرصة للدبلوماسية.

وقال "إن المنطقة عانت الكثير من الصراعات والحروب ونحتاج أن تكون هناك فرصة أكبر للدبلوماسية والحوار وفرصة أكبر للأمل خاصة للشباب ونحتاج جهود كبيرة من أصدقائنا وحلفائنا وألمانيا من الأعضاء الخمسة الدائمين لمجلس الأمن من أجل القيام بدور أكبر لنجاح هذه المساعي وأن نرى منطقتي الشرق الأوسط والخليج العربي هادئتين ومستقرتين وفيها الكثير من التقدم والنمو".

وأكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس على أهمية الدور الإماراتي المحوري في العديد من القضايا بالمنطقة، مشيدا بردة فعل الإمارات الهادئ على الهجمات التي طالت أربع ناقلات نفط قبالة ميناء الفجيرة داخل المياه الإقليمية للدولة.

وقال إن زيارته إلى دولة الإمارات جاءت بهدف تبادل الآراء مع الأطراف الفاعلة في المنطقة مؤكدا الحرص على تخفيف حدة التوترات الراهنة في المنطقة حيث يجب على جميع الأطراف أن تتحمل مسؤولياتها من أجل تجنب دوامة التصعيد بكل الطرق الممكنة.

أنشطة إيران التخريبية أججت التوتر في المنطقة
واشنطن تبقي ضغوطها الاقتصادية والعسكرية على إيران لكبح أنشطتها التخريبية

وتحدث الوزير الألماني عن الجهود الإماراتية لدعم استقرار اليمن قائلا إن أبوظبي ساهمت كثيرا في إحراز علامة فارقة في العميلة السياسية اليمنية مع إبرام اتفاقية استكهولم، مضيفا "نرى ضرورة حدوث تقدم في تطبيق اتفاقية استكهولم بالسويد وحاليا هناك حالة جمود" .

وحول الملف الإيراني قال إن الاتحاد الأوروبي دائما ما ينظر بعين الانتقاد إلى الدور الإيراني في سوريا وكذلك اليمن وأيضا برنامج الصواريخ الباليستية كما نؤمن كذلك بأهمية الحوار معها.

وقال مصدر دبلوماسي ألماني إن ماس سيلتقي بالرئيس الإيراني حسن روحاني في طهران غدا الاثنين في إطار جهود أوروبية مكثفة للحفاظ على الاتفاق النووي الموقع في العام 2015 مع القوى العالمية ونزع فتيل التوترات بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية.

ومن المرجح أن ينقل ماس للمسؤولين الإيرانيين رسالة أوروبية وربما أيضا أميركية ، لكن طهران استبعدت أن تكون زيارته في إطار وساطة بينها وبين واشنطن.

ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تعتقد أن الاتفاق النووي ما زال أفضل سبيل للحد من تخصيب إيران لليورانيوم وهو طريق محتمل لتطوير أسلحة نووية والسعي للتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن القضايا الأمنية الأخرى في المستقبل

وحدث تحسن مشوب بالحذر في العلاقات بين طهران وواشنطن عندما أبرمت إيران اتفاقا في عام 2015 مع ست دول كبرى يفرض قيودا على أنشطتها النووية، لكن العداء عاد مجددا منذ أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو/ايار انسحاب بلاده من الاتفاق وأعاد فرض عقوبات شاملة على إيران.

ويريد الموقعون على الاتفاق من غرب أوروبا بما في ذلك ألمانيا، محاولة الحفاظ على الاتفاق النووي رغم أنهم يشاطرون إدارة ترامب القلق بشأن برنامج إيران للصواريخ الباليستية ودورها في الصراعات الدائرة في الشرق الأوسط.

وتقول ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إن الاتفاق النووي ما زال أفضل سبيل للحد من تخصيب إيران لليورانيوم وهو طريق محتمل لتطوير أسلحة نووية والسعي للتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن القضايا الأمنية الأخرى في المستقبل.

وقال المصدر الدبلوماسي "بإمكاني تأكيد أن وزير الخارجية (الألماني) سيجتمع مع الرئيس روحاني يوم الاثنين" وسيجتمع ماس مع نظيره الإيراني محمد جواد مع ظريف أيضا في طهران.

وحذر ماس في مطلع الأسبوع خلال زيارة قصيرة للعراق وهو في طريقه إلى طهران من مخاطر أي صراع مع إيران بالنسبة للشرق الأوسط بأسره.

وقال "نحن الأوروبيون مقتنعون بأن الأمر يستحق المحاولة للحفاظ على اتفاق فيينا النووي مع إيران"، مضيفا أنه يريد الحوار حتى وإن بدا أنه لا يمكن التغلب على الخلاف.

وأرسلت واشنطن قوات إضافية إلى الشرق الأوسط شملت حاملة طائرات وقاذفات بي-52 وصواريخ باتريوت في استعراض للقوة ضد ما وصفه المسؤولون الأميركيون بالتهديدات الإيرانية للقوات والمصالح الأميركية في المنطقة.

وأوقفت إيران الشهر الماضي بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي وحذرت من أنها ستستأنف تخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى من المسموح بها في الاتفاق خلال 60 يوما إذا لم يوفر لها الأوروبيون الحماية من العقوبات الأميركية.

وتقول إيران دائما إن أنشطتها النووية سلمية وترفض التفاوض بشأن صواريخها وقدراتها العسكرية كما تطلب إدارة ترامب.

ونقلت وكالة فارس للأنباء اليوم الأحد عن وزير الخارجية الإيراني قوله إن زيارة ماس إلى طهران تثبت أن ألمانيا تحاول "الحفاظ على الاتفاق النووي".

لكن في إشارة إلى أن طهران لا تعتبر ماس وسيطا بين طهران وواشنطن، قال جواد "من غير المرجح أن وزير خارجية ألمانيا سيزور طهران لنقل رسالة خاصة".

وخلال جولته بالشرق الأوسط زار ماس أيضا الأردن وأبوظبي وقد نسق الجولة مع فرنسا وبريطانيا وناقشها أيضا مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.