الإمارات تدعم اتفاق سلام أساسه انسحاب الحوثيين من الحديدة

مصادر غربية تعلن أن الحوثيين ألمحوا لاستعدادهم لتسليم ميناء الحديدة، إلا أنهم يستمرون في الوقت ذاته في حفر الخنادق واستقدام تعزيزات لمواجهة تقدم القوات اليمنية باسناد من التحالف.  

المبعوث الأممي لليمن يواصل جهوده لإنهاء القتال في الحديدة
الإمارات تعلن دعمها للجهود الأممية لحل الأزمة اليمنية
تحرير ميناء الحديدة يحرم الحوثيين من شريان مالي ومن إمدادات الأسلحة الإيرانية

أبوظبي/عدن - قالت الإمارات اليوم الثلاثاء إن التحالف العربي الذي يقاتل الحوثيين في اليمن يتعاون مع مبعوث الأمم المتحدة من أجل إنهاء القتال، لكن يتعين على الحوثيين الانسحاب من مدينة الحديدة الساحلية كشرط لأي اتفاق سلام.

ويزور مارتن غريفيث مبعوث الأمم المتحدة مدينة عدن الجنوبية يوم الأربعاء لإجراء محادثات مع الرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي في العاصمة المؤقتة لحكومته بعدما أجرى محادثات مماثلة مع الحوثيين في صنعاء الأسبوع الماضي.

وتسعى الأمم المتحدة إلى تحقيق انفراجة في الصراع المستعر منذ ثلاثة أعوام الذي أودى بحياة عشرة آلاف شخص وفجر أشد الأزمات الإنسانية إلحاحا في العالم في ظل مواجهة ملايين الأشخاص لخطر المجاعة والأمراض.

ويسيطر الحوثيون على العاصمة ومعظم المناطق السكنية. ويقاتل التحالف بقيادة السعودية والإمارات منذ عام 2015 دعما للشرعية وبهدف إعادة حكومة هادي للسلطة، ويصف المتمردين الشيعة بأنهم مخالب إيران.

وشن التحالف أكبر هجوم له في الحرب هذا الشهر على الحديدة، المدينة الساحلية التي تضم الميناء الرئيسي لليمن، وحرر الأسبوع الماضي مطار المدينة من قبضة المتمردين المدعومين من إيران.

ويخشى المجتمع الدولي من احتمال تدهور الموقف الإنساني بشكل حاد إذا تسبب القتال على الميناء في تعطيل دخول المساعدات، لكن التحالف العربي أعد خطة إنسانية شاملة لاستمرار تدفق المساعدات.

كما استعد لجميع السيناريوهات المحتملة بما فيها تفجير الحوثيين للميناء الاستراتيجي الذي يعتبر منفذا حيويا لإمدادات الإغاثة الإنسانية.

ولطالما شكل الميناء أيضا منفذا حيويا لإمدادات السلاح الإيرانية للحوثيين ومن شأن تحريره أن يقطع أهم شريان أسلحة للمتمردين.

 وتتجمع قوات مدعومة من الإمارات قرب المطار قبل بدء عملية حاسمة لتحرير الميناء.

وكانت مصادر غربية قد قالت إن الحوثيين المتحالفين مع إيران لمحوا إلى استعدادهم لتسليم إدارة ميناء الحديدة إلى الأمم المتحدة وإن واشنطن شجعت التحالف العربي على قبول مثل هذا الاتفاق.

غير أنه لم يتضح ما إذا كان ممكنا إقناع الحوثيين بمغادرة المدينة في الوقت الذي يستعدون فيه لمعركة في المناطق السكنية حيث من المتوقع أن تواجه قوات التحالف مقاومة أشد مما لاقته حتى الآن.

وقال سكان إن الحوثيين يحفرون خنادق ويبنون ستائر ترابية ويدعمون صفوفهم بجنود في الحديدة ومناطق أخرى محيطة بالمدينة.

الحوثيون يواجهون ضغطا عسكريا شديدا
الحوثيون يناورون بالاستعداد للسلام ويحشدون لمواصلة الحرب

وكان عبدالملك الحوثي زعيم المتمردين قد أعلن أنه أبلغ المبعوث الأممي مارتن غريفيث باستعداد جماعته لدور رقابي وفني للأمم المتحدة على إيرادات ميناء الحديدة، لكنه استدرك قائلا "إنهم يضللون ويكذبون" في إشارة إلى المنظمة الدولية التي أوفدت غريفيث في الفترة الأخيرة لإقناع المتمردين بتسليم ميناء الحديدة.

وكان غريفيث قد التقى مسؤولين من جماعة الحوثي خلال زيارته الأخيرة لصنعاء وغادرها دون تحقيق تقدم يذكر يتيح وقف العملية العسكرية للقوات اليمنية المدعومة من التحالف العربي.

ونجح غريفيث في الحفاظ على قنوات الاتصال مفتوحة مع الحوثيين على عكس سلفه الذي واجه اتهامات بالتخلي عن الحياد، لكن المبعوث الأممي الجديد اصطدم بتعنت المتمردين ما وضع أفشل على الأقل في الوقت الراهن جهوده لوقف الحرب.

وواصلت طائرات التحالف قصف المناطق الخاضعة للحوثيين خاصة البلدات المحيطة بالحديدة.

وتؤيد البلدان الغربية ضمنيا الدول العربية دبلوماسيا وسمحت ببيع أسلحة لتلك الدول، لكن احتمالات تسبب هجوم كبير في كارثة إنسانية دفع الدول الغربية لحث التحالف على التزام الحذر.

وجرى تخفيض مستوى مؤتمر في باريس بشأن اليمن غدا الأربعاء برئاسة فرنسا والسعودية من الوزراء إلى مستوى الخبراء. وسيغيب عن اللقاء الحوثيون ومنظمات الإغاثة.

ميناء الحديدة منفذ حيوي لامدادات السلاح  من إيران
تحرير ميناء الحديدة يرسم بداية نهاية الأزمة اليمنية

وقال مسؤولون فرنسيون إنهم لا يزالون يأملون من الدول العربية إحراز بعض التقدم لتخفيف الموقف الإنساني.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن الرياض ألمحت إلى أنها ربما تكون مستعدة لتقديم بعض التنازلات ومنها السماح بالمزيد من الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء الخاضع للحوثيين والمزيد من التأشيرات لموظفي الإغاثة وإقامة نظام تفتيش واحد في ميناء الحديدة.

وقال المصدر "المناقشات السابقة تجعلنا نظن أن بإمكانهم المضي أكثر في هذا الصدد".

ويقول التحالف إنه يتعين عليه السيطرة على الميناء لحرمان الحوثيين من المصدر الرئيسي للدخل ولمنعهم من جلب أسلحة مهربة.

وتعهد التحالف بعملية عسكرية سريعة للسيطرة على المطار والميناء دون دخول وسط المدينة لتقليل سقوط ضحايا من المدنيين وضمان استمرار حركة البضائع.

وقال سكان إن القتال هدأ على الأرض في اليومين الماضيين رغم إطلاق الحوثيين صواريخ على العاصمة السعودية الرياض يوم الأحد، مهددين بشن المزيد من الهجمات ردا على هجوم الحديدة.

وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش قد أكد في تغريدات على تويتر بالانكليزية أن الإمارات تواصل دعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة في الحديدة واليمن، مضيفا أن عملية سياسية بقيادة الأمم المتحدة سوف تتسارع إذا قرر الحوثي الانسحاب من الحديدة وتجنب المواجهة.

وتابع أن تأمين الحديدة هو خطوة أساسية نحو خاتمة سياسية وأنه بخلاف ذلك ستظل عقلية الحلول صفر وفائدة الاستغلال من اقتصاد الحرب هي السائدة.

وأكد أن التحالف يتصرف بمسؤولية وعقلانية في محاولة لتأمين الحديدة بسلام وتجنب المواجهة، لكنه شدد على أن تحقيق التحالف للأهداف التي سطرها أمر ضروري لإنهاء الحرب في اليمن.

وكان قرقاش يشير إلى ضرورة إجبار الحوثيين على الامتثال لقرارات الشرعية الدولية وإنهاء سيطرتهم على مدن يمنية وتسليم أسلحتهم.