الإمارات تدعم مبادرة مصر لإحلال السلام في ليبيا

أبوظبي تثمن جهود إنهاء الصراع بين الفرقاء الليبيين، معلنة وقوفها إلى جانب المساعي الدولية لوقف نهائي للاقتتال في ليبيا.
الإمارات تؤيد الدعوات الدولية لإخراج المرتزقة من ليبيا
الوفاق تقف معزولة في التمسك بالحل العسكري في ليبيا
روسيا تلتحق بالدول المؤيدة للمبادرة المصرية للسلام في ليبيا

أبوظبي - أكّدت دولة الإمارات العربية المتحدة الاثنين دعمها للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في ليبيا والعودة إلى المسار السياسي وإرساء السلام.

وثمنت الإمارات الجهود المصرية الحثيثة لإنهاء الصراع بين الأطراف الليبية، مؤكدة وقوفها إلى جانب المساعي الدولية لوقف نهائي للاقتتال في ليبيا.

وفي هذا الإطار قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تغريدة الاثنين، إنّ المبادرة المصرية تسهم في تعزيز "الزخم العربي والدولي لوقف النار الفوري وانسحاب القوات الأجنبية والعودة إلى المسار السياسي".

وأضاف "لا يمكن إعادة عقارب الزمن إلى قرنٍ خلا عبر التدخل العسكري المفتوح وتجاهل الإرادة الدولية الداعمة للحل السياسي".

وتدعو المبادرة إلى "احترام كافة الجهود والمبادرات من خلال وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة السادسة صباح 8 يونيو/حزيران 2020، وإلزام الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من كافة الأراضي الليبية".

في المقابل أعلنت قوات حكومة الوفاق تزامنا مع مبادة القاهرة إطلاق عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على مدينة سرت على بعد 450 كلم شرق طرابلس، في خطوة تشق الجهود العربية والدولية لإرساء السلام في ليبيا.

وشددت الإمارات على ضرورة العودة إلى المسار السياسي بقيادة الأمم المتحدة ضمانا لسيادة ليبيا بعيدا عن التدخلات الخارجية.

وتواصل تركيا تغذية الصراع بين الفرقاء في ليبيا وأرسلت آلاف العناصر المتشددة المسلحة من سوريا إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد وقع أواخر العام الماضي مع رئيس حكومة الوفاق في طرابلس فايز السراج، اتفاقا عسكريا يقضي بإمداد الأخير بالعدة والسلاح.

وأرسلت تركيا منذ توقيع الاتفاق ما يزيد عن 11 ألف مرتزق بين سوريين وعناصر متشددة بعضها ينتمي لتنظيم داعش الإرهابي، بالإضافة إلى الطائرات المسيرة وضباط من الجيش التركي لقيادة عمليات عسكرية تكتيكية في معارك طرابلس ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وفيما تعالت الأصوات الدولية لدفع جهود السلام في ليبيا تزامنا مع المبادرة المصرية، دعت دولة الإمارات الجهات الليبية وعلى رأسها حكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي إلى التجاوب الفوري مع هذه المبادرة حقنا للدماء، وتمهيدا لبناء دولة المؤسسات وتفاديا لاستمرار الاقتتال بكل ما يحمله من أخطار تمدّ في عمر الصراع الليبي.

وشددت الإمارات على أن المسار السياسي هو الخيار الوحيد المقبول للوصول إلى الأمن والاستقرار في ليبيا، داعية الأطراف الليبية المتصارعة إلى تغليب المصلحة الوطنية المشتركة، والتجاوب مع دعوات وقف النار.

ويقود الجيش الوطني الليبي منذ أبريل/نيسان 2019 بقيادة حفتر عملية عسكرية تهدف إلى تحرير العاصمة طرابلس من الميليشيات المتشددة الموالية لحكومة الوفاق، لكن التدخل العسكري التركي حال دون سيطرة الجيش الليبي على العاصمة ونزع السلاح من أيدي المتطرفين.

إجماع دولي على ضرورة طرد المرتزقة من ليبيا
إجماع دولي على ضرورة طرد المرتزقة من ليبيا

وأيّد حفتر السبت مبادرة القاهرة لحل الأزمة التي أعلنها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في أعقاب محادثات في القاهرة، تتضمن وقفاً لإطلاق النار اعتباراً من صباح الاثنين.

وتخضع طرابلس لسلطة حكومة الوفاق الوطني ومن حولها الميليشيات المسلحة التي تواصل عملياتها العسكرية في عدة مناطق من ليبيا رغم دعوات السلام الواسعة، ومن المفترض أن تدخل الهدنة التي اقترحتها القاهرة ولاقت ترحيبا دوليا واسعا حيز التنفيذ اعتبارا من اليوم الاثنين.

ويترقب العالم اليوم التزام الأطراف الليبية المتصارعة بوقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات، رغم استمرار حكومة الوفاق في تنفيذ عمليات عسكرية على مدينة سرت شرق طرابلس.

وتعزز الزخم العربي والدولي مع تأييد مجلس الأمن القومي الأميركي لمبادرة القاهرة لوقف فوري للنار في ليبيا وانسحاب القوات الأجنبية عملا بمقررات مؤتمر برلين الذي عقد في يناير/كانون الثاني الماضي.

وفي سياق متصل أيدت روسيا الاثنين مبادرة السيسي لإرساء السلام في ليبيا، حيث قالت وزارة الخارجية الروسية إن "مبادرة السلام المصرية الجديدة في ليبيا يجب أن تكون المنتدى الرئيسي لتقرير مستقبل البلاد".

ووصفت موسكو المقترحات التي طرحتها القاهرة بأنها شاملة وذكرت أنها يمكن أن تكون بمثابة أساس لمفاوضات طال انتظارها بين الطرفين المتناحرين في ليبيا.

وتقف حكومة الوفاق وحليفتها تركيا معزولة في ظل إجماع دولي على أهمية وقف إطلاق النار في استئناف المفاوضات من أجل إيجاد حل دائم للأزمة الليبية، فيما يتمسك السراج بالحل العسكري، معلنا استمرار عملياته العسكرية مباشرة بعد المبادرة المصرية، في قرار يعكس التعنت وتجاهل المناشدات الدولية لوقف الاقتتال وحقن دماء الليبيين.