الإمارات تدعو لضم دول المنطقة للاتفاق النووي مع إيران

وزير الخارجية الإماراتي ونظيره الروسي يؤكدان على ضرورة الحفاظ على استقرار المنطقة واعتماد المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بدل التصعيد.

موسكو - دعا وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد اليوم الأربعاء، إلى مشاركة دول المنطقة في الاتفاق النووي مع إيران "لضمان نجاحه".

وقال بن زايد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، إن "أي اتفاق مستقر وناجح في أي منطقة لابد أن يحرص على أن يضم دول المنطقة وقضاياها".

وواصلت إيران سياسة التصعيد وتحدي المجتمع الدولي اليوم الأربعاء، معلنة أنها ستعمل على زيادة وتيرة تخصيب اليورانيوم اعتبارا من غد الخميس، وهو الموعد الذي سبق أن أشارت إلى أنه قد يشهد تجاوز مخزونها من اليورانيوم المخصب للحد المفروض عليها بمقتضى الاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية.

وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قد قال الثلاثاء إن بلاده ستتخذ خطوات جديدة في السابع من يوليو/تموز لتقليص التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي.

وأكد وزير الخارجية الإماراتي أن بلاده بحثت مع واشنطن مشاركة دول المنطقة في التصدي للتهديدات التي تتعرض لها المنطقة وخاصة ممرات النفط في بحر الخليج وذلك خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الاثنين إلى الإمارات.

وأضاف أن "الهجمات الأخيرة على ناقلات النفط في بحر عمان عمليات تخريبية، مشددا على الحاجة لإيجاد "دليل واضح ومقنع فيما يتعلق بهجمات الناقلات في الخليج".

وقال بن زايد "نحن في منطقة مضطربة ومهمة للعالم، ولا نريد مزيدا من الاضطرابات ولا نريد مزيدا من القلق، نريد مزيدا من الاستقرار"، مؤكدا أن هناك مناقشات أولية لتشكيل تحالف دولي بشأن الأمن البحري في الخليج.

والأحد، دعت الإمارات إلى الحوار والتفاوض لخفض التصعيد بين إيران والولايات المتحدة في منطقة الخليج، بعد أن أوشك الرئيس الأميركي دونالد ترامب على شن هجوم ضد طهران على إثر إسقاطها طائرة أميركية من دون طيار.

وحث وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش اليوم الأحد، على التفاوض لخفض التصعيد معتبرا أن "التوترات في الخليج لا يمكن التعامل معها إلا عبر السياسة".

وقدمت الإمارات نتائج تحقيق بشأن تفجيرات استهدفت أربع سفن قبالة سواحلها الشهر الماضي، من بينها ناقلتا نفط سعوديتان، إلى الأمم المتحدة.

الإمارات ناقشت مع الولايات المتحدة شكيل تحالف دولي لحماية النقل البحري في الخليج
الإمارات ناقشت مع الولايات المتحدة تشكيل تحالف دولي لحماية النقل البحري في الخليج

وتظهر النتائج أن دولة ما تقف وراء العملية لكنها لا تذكر أي دولة بالاسم. وحمّلت الولايات المتحدة والسعودية إيران المسؤولية عن الهجمات، وهو ما تنفيه طهران.

من جانبه قال لافروف إن موسكو ستحاول إقناع الولايات المتحدة وإيران ببدء حوار "مُتحضر".

وأضاف "هذا بافتراض إنهاء سياسة التحذيرات والعقوبات والابتزاز بالطبع".

ودعا سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي واشنطن يوم الجمعة الماضي، لتقييم العواقب المحتملة للنزاع مع إيران.

وقال إن تقريرا نشرته صحيفة نيويورك تايمز يكشف أن الوضع شديد الخطورة.

وفي مايو/أيار 2018، انسحبت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني الموقع مع الدول الغربية في 2015، وفرضت على طهران عقوبات مشددة لإجبارها على إعادة التفاوض بشأن برنامجها النووي، إضافة إلى برنامجها الصاروخي.

وتنتهج إدارة ترامب سياسة التصعيد تجاه إيران مع إبقاء الضغوط على أشدها لكبح أنشطة طهران المزعزعة لأمن واستقرار المنطقة.

وأبقى ترامب الباب مواربا للتفاوض مع إيران لإجبارها على العودة لإبرام اتفاق جديد حول برنامجها النووي يكون حسب الشروط الأميركية.

وتعتقد الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن إيران كان لديها برنامج لتصنيع سلاح نووي قبل أن تتخلى عنه. وتنفي طهران أنها سعت في أي وقت لامتلاك السلاح النووي.

وكانت واشنطن فرضت الاثنين، عقوبات تستهدف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي وكبار المسؤولين العسكريين. وأعلنت أنها ستُدرج وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي كان واجهة الانفراج في السياسة الإيرانية حيال الدول الغربية ومهندس الاتفاق النووي، على قائمتها السوداء في وقت لاحق هذا الأسبوع.

وصعدت واشنطن في الآونة الأخيرة من لهجتها مع طهران وتجاوزت العقوبات الاقتصادية للتصعيد العسكري، حيث أرسلت حاملة الطائرات أبراهام لنكولن وقاذفات بي 52 ومنظومة باتريوت الصاروخية إلى الشرق الأوسط لوجود معلومات استخباراتية حول استعدادات إيرانية محتملة لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأميركية.