الإمارات تذكّر بالبلطجة الإيرانية وتنتظر نتائج التحقيق

أبوظبي لن توجه اتهامات مسبقة لأحد بسبب 'صعوبة الموقف' في المنطقة بعد استهداف السفن قبالة الفجيرة لكنها ترفض ظهور ايران بموقف معتدل غير مقنع بالنظر الى نواياها.

دبي - قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش الأربعاء إن بلاده سوف تنتظر نتائج التحقيق بعد الهجمات التي تعرضت لها ناقلات نفط قبالة سواحلها وإنها ملتزمة بعدم التصعيد، مذكّرا بـ"البلطجة الإيرانية" في المنطقة.
واشار قرقاش في لقاء مع صحافيين في دبي، الى إنه لن يتكهن بالجهة المسؤولة عن عمليات التخريب التي وقعت يوم الأحد ضد أربع سفن بالقرب من إمارة الفجيرة، إذ أن التحقيق لا يزال جاريا ومن المقرر الانتهاء منه خلال أيام.
واضاف "نحتاج أن نؤكد على الحيطة والحكم الصائب. فمن السهل توجيه الاتهامات ولكن الموقف صعب وهناك قضايا مهمة ومنها السلوك الإيراني" مشيرا إلى القلق بشأن صواريخ إيران وسياساتها بالمنطقة.
وتابع "سنتداول بالفعل مع شركائنا بشأن ردنا وما سنفعل بشأن ذلك وكيفية التعامل مع الأمر" مضيفا أن الولايات المتحدة وفرنسا تساعدان في التحقيق. ولفرنسا قاعدة بحرية في أبوظبي.
وقال مسؤول إماراتي لوكالة رويترز للأنباء إن السعودية والنرويج تشاركان أيضا. وكانت ناقلة منتجات نفطية مسجلة في النرويج ضمن السفن التي تعرضت لعمليات تخريب إلى جانب سفينة وقود إماراتية.
ونأت إيران بنفسها عن الهجوم قبالة الفجيرة، أحد أكبر مراكز تزويد السفن بالوقود في العالم والواقعة أمام مضيق هرمز مباشرة. وقال مسؤول أميركي إن وكالات الأمن القومي الأميركية تعتقد أن جهات متعاطفة مع إيران أو تعمل لحسابها ربما كانت وراء الهجوم.

قرقاش: لا بد من الحيطة والحكم الصائب
قرقاش: لا بد من الحيطة والحكم الصائب

وقال قرقاش إن الهجوم وقع في المياه الإقليمية للإمارات لكنه رفض التعليق على ما إذا كانت الإمارات ستكثف تدابيرها الأمنية بعد الحادث.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في تصريحات عقب محادثات مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن مصر تعتبر أمن الخليج جزءا من أمنها.
وذكر بيان صادر عن مكتب السيسي ان المباحثات تناولت "استعراض آخر تطورات الأوضاع الإقليمية، في ضوء الأحداث التي تشهدها منطقة الخليج، وتعرض 4 سفن قرب سواحل الإمارات إلى أعمال تخريبية، والهجوم على محطتي ضخ بترول في السعودية". 
واضاف البيان "أعرب الرئيس عن التضامن الكامل من قبل مصر مع دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية للتصدي لكافة محاولات النيل من أمن واستقرار البلدين الشقيقين"."
وقال قرقاش إن السعودية تشارك الإمارات القلق أيضا من أن إيران تعمل منذ وقت طويل على تقويض الاستقرار في المنطقة مشيرا إلى أن التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها في المنطقة "قوي جدا".
وأضاف "العقوبات الأميركية على إيران تؤتي ثمارها بشكل فعال للغاية".

العقوبات الأميركية على إيران تؤتي ثمارها بشكل فعال للغاية

وجاءت الهجمات وسط حالة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في أعقاب قرار واشنطن هذا الشهر محاولة خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر وتعزيز وجودها العسكري في الخليج ردا على ما قالت إنها تهديدات إيرانية.
وتؤيد والسعودية والإمارات العقوبات على إيران. وبعد أن ألغت الولايات المتحدة إعفاءات أتاحت لبعض الدول مواصلة استيراد الخام الإيراني قالت واشنطن إن الرياض وأبوظبي ستساهمان في تعويض أي نقص في إمدادات النفط.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن "عناصر متطرفة" في الحكومة الأميركية تتبع سياسات خطيرة وإن طهران لا تسعى للدخول في مواجهة.
وقال قرقاش "بالنسبة لإيران فإنه ليس من المفيد حقا سماع وزير الخارجية ظريف يحاول التحدث بصوت معتدل بالنظر إلى نوايا إيران. تعرضنا للبلطجة من جانب إيران ورأينا أفعالا عدوانية من قبل إيران في المنطقة. لذا فإن كلماته جوفاء للغاية في هذا الأمر".