الإمارات تراجع علاقاتها مع دول ترفض استقبال رعاياها

خطوة وزارة الموارد البشرية والتوطين الإماراتية بفرض قيود على مجال التعاون مع البلدان المرسلة لعمالها لدى الإمارات جاءت بعد عدم تجاوب عدد من الدول في فتح منافذها لمواطنيها المتقدمين بطلبات العودة في ظل الظروف الراهنة.

أبوظبي - أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة الأحد أنها ستراجع علاقاتها المتعلقة بالعمالة مع الدول التي ترفض قبول عودة مواطنيها الذين انتهت عقود عملهم وتحصلوا على إجازات مبكرة.

وقالت وزارة الموارد البشرية والتوطين الإماراتية، إن "الوزارة تدرس خيارات عدة تعيد بموجبها شكل التعاون والعلاقة في مجال العمل مع الدول المرسلة للعمالة التي ترفض استقبال رعاياها العاملين في القطاع الخاص في الدولة والذين يرغبون بالعودة إلى بلدانهم سواء بانتهاء علاقة العمل أو الخروج في إجازة مبكرة".

وأوضح مصدر في الوزارة أن خطوة الوزارة جاءت بعد عدم تجاوب عدد من الدول في استقبال رعاياها العاملين في الدولة الذين تقدموا بطلبات للعودة إلى بلدانهم في ظل الظروف الراهنة.

ونقلت وكالة أنباء الإمارات (وام) عن المصدر قوله، إن "من بين الخيارات التي تتم دراستها حاليا إيقاف العمل بمذكرات التفاهم المبرمة بين وزارة الموارد البشرية والتوطين والجهات المعنية في الدول غير المتجاوبة"، فضلا عن "وضع قيود مستقبلية صارمة على استقدام العمالة من هذه الدول من بينها تطبيق نظام (الكوتا) في عمليات الاستقدام".

وأكد المصدر ضرورة أن تتحمل الدول المرسلة للعمالة مسؤولياتها حيال رعاياها العاملين في دولة الإمارات والذين يرغبون بالعودة إلى بلدانهم وذلك من خلال المبادرة الإنسانية التي أطلقتها الإمارات، بهدف تمكين من يرغب من المقيمين العاملين في القطاع الخاص من العودة إلى بلدانهم خلال فترة الإجراءات الاحترازية المتخذة على مستوى الدولة للوقاية والحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.

وفي سياق متصل قال سفير الهند لدى الإمارات السبت لصحيفة 'جلف نيوز' اليومية، إن بلاده لا يمكنها إعادة أعداد كبيرة من رعاياها في وقت تحاول فيه كسر دائرة العدوى في البلاد.

ونقلت الصحيفة عن السفير بافان كابور قوله "ما إن ترفع الهند القيود سنساعدهم بكل تأكيد في العودة إلى مدنهم وأسرهم".

بدوره قال السفير الباكستاني لدى الإمارات إن "السفارة تنتظر الإذن من إسلام آباد لتسيير رحلات إعادة رعاياها وتأمل أن تتلقى أنباء إيجابية قريبا".

وأضاف السفير غلام داستجير "نحن في غاية الحرص على إعادة الباكستانيين لكننا نحتاج لاستكمال منشآت العلاج والحجر الصحي".

الإمارات قدمت نموذجا يحتذى به في التصدي لفيروس كورونا
الإمارات قدمت نموذجا يحتذى به في التصدي لفيروس كورونا

ويأتي رفض الدول لاستقبال رعاياها، وسط حالة من الفزع العالمي من تفشي فيروس كورونا وصعوبة السيطرة عليه، حيث تجاوز عدد مصابي كورونا حول العالم حتى الأحد مليونا و794 ألفا وتوفي منهم نحو 110 آلاف، فيما تعافى أكثر من 410 آلاف.

واتخذت الإمارات خطوات رشيدة في مكافحة الفيروس عبر حظر الجولان بشكل تام وإيقاف جميع الأنشطة، وتكفلت بإيصال المتطلبات الضرورية اليومية لجميع السكان من الإماراتيين وغير الإماراتيين المقيمين على أراضيها، وخصصت ميزانيات لتعويض المتضررين من توقف النشاط من شركات وعمال.

وأطلقت السلطات الإماراتية مشروع التطهير الوطني الذكي الذي لاقى استحسان الإماراتيين ونجح في الحد من انتشار الفيروس الذي لم يشهد تفشيا مثل بقية الدول خصوصا التي تمتلك نظاما اقتصاديا وصحيا متطورا.

والتزم المواطنون والوافدون بالتعليمات التي أطلقتها السلطات الإماراتية بالبقاء في المنازل لمواجهة الوباء، بينما تكفلت الإمارات بتوفير حاجياتهم اليومية وإيصالها إلى منازلهم.

ولم تكتف الإمارات بدعم مواطنيها  والمقيمين على أراضيها وحمايتهم، بل هبت لتقديم يد العون للدول التي لاقت صعوبات في مكافحة انتشار كوفيد-19.

وامتدت مساعدات الإمارات لعدة دول منها إيران وصربيا وكرواتيا وأفغانستان والصين وغيرها، معززة الجهود العالمية للحد من انتشار الفيروس ومقدمة نموذجا متميزا في التكاتف الإنساني.