الإمارات ترد على افتراءات صحيفة أميركية زعمت تدخلها في نزاع السودان

وزارة الخارجية الإماراتية تنفي نفيا قاطعا صحة معلومات أوردتها صحيفة وول ستريت جورنال زعمت فيها أن أبوظبي نقلت أسلحة وذخيرة لأحد طرفي النزاع في السودان.
أنور قرقاش: وقف إطلاق النار في السودان هو أولوية للإمارات
محاولات خارجية عبثية للتشويش على جهود الإمارات في دعم الاستقرار الإقليمي
الإمارات تعتمد مقاربة شاملة تقوم على الحوار مبدأ لحل النزاعات
أبوظبي دعت منذ بداية النزاع السوداني لتغليب صوت العقل على صوت الرصاص

أبوظبي - ردت الخارجية الإماراتية اليوم الأحد في بيان على موقعها الالكتروني على الافتراءات والادعاءات الباطلة التي نشرتها صحيفة أميركية زعمت فيها أن دولة الإمارات دعمت أحد طرفي القتال في السودان بالسلاح والذخيرة.

ونددت بمزاعم نشرتها صحيفة 'وول ستريت جورنال' الأميركية يوم 10 أغسطس/اب الجاري. ونفت عفراء الهاملي مدير الاتصالات الإستراتيجية بوزارة الخارجية نفيا قاطعا صحة تلك المزاعم والادعاءات الواردة بالتقرير الصحفي الأميركي.

وقالت الخارجية الإماراتية في بيان نشرته يوم الأحد على موقعها الرسمي "في ما يتعلق بتقرير إحدى وسائل الإعلام عن مزاعم قيام الإمارات بتزويد الأطراف المتحاربة في السودان بالأسلحة والذخيرة، أعربت عفراء الهاملي مدير الاتصالات الاستراتيجية بوزارة الخارجية، عن دحض الإمارات القاطع للمزاعم والادعاءات الواردة في التقرير".

وأضافت "لم تزود دولة الإمارات أيا من الأطراف المتحاربة في السودان بالسلاح والذخيرة منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023، علاوة على ذلك أكدت الهاملي أن الإمارات لا تنحاز إلى أي طرف في الصراع الحالي وتسعى إلى إنهاء الأزمة وتدعو إلى احترام سيادة السودان".

وذكّرت مدير الاتصالات الإستراتيجية بالخارجية الإماراتية في البيان بأنه منذ بداية الصراع دعت الإمارات إلى وقف التصعيد ووقف إطلاق النار وبدء الحوار الدبلوماسي عبر منتديات ثنائية ومتعددة الأطراف إلى جانب شركائها.

وقالت "الإمارات تدعم باستمرار العملية السياسية والجهود المبذولة لتحقيق التوافق الوطني تجاه تشكيل الحكومة وستواصل دعم جميع الجهود الهادفة إلى تحقيق الأمن في السودان، وتعزيز استقراره وازدهاره إلى أن يتم ضمان وقف إطلاق النار".

وجاء في البيان أيضا أن "الإمارات تواصل رصد الأوضاع الإنسانية التي يعاني منها الشعب السوداني وانعكاساتها على دول الجوار وتسعى إلى تقديم جميع أشكال الدعم لتخفيف المعاناة الإنسانية وعملت على تسيير جسر جوي وبحري يوفر 2000 طن تقريبا من المواد الطبية والغذائية والإغاثية للفئات الأكثر ضعفا، بما في ذلك المرضى والأطفال وكبار السن والنساء".

وذكّرت كذلك بالجهود الإنسانية التي تبذلها دولة الإمارات لجهة تخفيف معاناة السودانيين، مشيرة إلى أن أبوظبي "أنشأت مستشفى ميدانيا في مدينة أمجراس التشادية في يوليو لمن يحتاجون إلى رعاية طبية، بغض النظر عن الجنسية أو العمر أو الجنس أو الانتماء السياسي وعالج المستشفى بنجاح 4147 حالة، إضافة إلى أن الإمارات افتتحت مؤخرا مكتبا تنسيقا للمساعدات الخارجية الإماراتية في مدينة أمجراس التشادية".

وكتب أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في السياق نفسه تغريدة على حسابه بمنصة 'اكس' (تويتر سابقا) موضحا موقف الدولة الثابت والمعلن من الصراع في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، قائلا إن وقف إطلاق النار في السودان هو أولوية للإمارات.

وتابع أن الإمارات ليست طرفا في النزاع المشتعل، داعيا في الوقت ذاته إلى الاستماع من الإمارات "ولا تسمع ما يريد البعض قوله عنها"، مضيفا "تصريح الدولة واضح، لسنا طرفا في تسليح أحد في السودان". وقال "أولوياتنا سياسية وإنسانية منصبة على وقف فوري لإطلاق النار والتهيئة لحل سياسي يؤدي إلى حكومة انتقالية وانتخابات عامة".

وتشير مزاعم الصحيفة الأميركية إلى محاولات لا تهدأ في بعض الدوائر الخارجية للتشويش على دور الإمارات في تعزيز الأمن والاستقرار والمساعدة في حل الأزمات ودفع جهود حل النزاعات بالطرق السلمية.

وليست هذه المرة التي تتعرض فيها أبوظبي لمثل هذه الافتراءات، فالدور والوازن الإقليمي والدولي الذي تعزز وفق مقاربة شاملة ورؤية استشرافية أرسى دعائمها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أزعجت بعض الأوساط الخارجية التي تدفع عبثا لإرباك تلك الجهود.

وكانت الإمارات قد أعلنت وقوفها على مسافة واحدة من الأزمة بين روسيا وأوكرانيا وبين قوات الدعم السريع والجيش السوداني (في السودان) ودعت للحوار والحلول الدبلوماسية لحل مثل هذه الأزمات.

كما عرضت التوسط بين موسكو وكييف لإنهاء الحرب إيمانا منها بإعلاء صوت الحكمة والعقل وتغليب المصالح العليا للشعوب على الاقتتال والحروب العبثية.

وعملت في الوقت ذاته وعلى أكثر جبهة وتحركت إلى أكثر من وجهة عالمية لترسيخ مبدأ الحوار والعمل على تعزيز المدّ الإنساني في غمرة الأزمات الطاحنة ومنها الأزمة الصحية العالمية الأخيرة مع تفشي وباء كورونا.

ففي الوقت الذي انكفأت فيه كثير من الدول وركزت على معالجة أزمتها الصحية الداخلية، كان الأسطول الجوي الإماراتي يتحرك إلى أكثر من وجهة عالمية ناقلا المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية رغم الكلفة العالية ورغم مخاطر العدوى حينها.