الإمارات تزرع الطحالب لتحصد الطاقة وتحاصر الإحترار

وزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية تعلن عن مشروع بحثي بهدف توظيف طحالب محلية في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو واختبار قدرتها على إنتاج مركبات غنية بالطاقة المتجددة يمكن اعتمادها ايضا كمحاصيل غذائية.

دبي - أعلنت وزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية عن إطلاق مشروع بحثي بهدف توظيف تقنيات الانتاج المبتكرة للطحالب المحلية في تعزيز جهود الاستدامة من أجل البيئة والمناخ ودعم الإنتاج الزراعي.

وتحت مسمى "البارجيل الأخضر" وبالتعاون مع جامعتي خليفة، و الجامعة الأميركية في الشارقة أطلقت الوزارة الإماراتية مشروعها الطموح بهدف خفض مسببات التغير المناخي والحفاظ على الصحة العامة.

والبراجيل، كلمةتعني مسرب الريح أو ملقط الهواء وهو عبارة عن برج طويل مستطيل الشكل يشبه نوعاً ما أبراج الأجراس الإيطالية، وله فتحات في كل جانب، ويتصل البرجيل بغرفة رئيسية في البيوت القديمة مما يجعله يسمح بالتقاط الهواء من جميع الجهات، فيوفر حركة الريح ويلطف الجو على سكان المنزل.

ويمكن العثور على البراجيل في العديد من المباني في الخليج العربي، وبدأ اعتماد هذا الشكل المعماري المستخدم الة اليوم منذ أكثر من 3000 سنة.

ويهدف المشروع إلى تطوير تقنيات الانتاج المبتكرة للطحالب التي تم جمعها من التجمعات المائية في البيئة الصحراوية الاماراتية ضمن محطات مصغرة صممت على شكل "البارجيل" التراثي.

وستعمل هذه الطحالب على امتصاص وتخزين غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو وامتصاص الغبار وأكاسيد الكبريت والنيتروجين، بهدف تخفيض معدلات انبعاثات الغازات الدفيئة وملوثات الهواء.

كما يهدف المشروع الى اختبار قدرة الطحالب المحلية على انتاج مركبات غنية بالطاقة المتجددة يمكن الاستفادة منها في انتاج وقود حيوي بديل لاستخدامات الوقود الاحفوري وأيضا كمغذيات غنية لإنتاج محاصيل غذائية وتوفير استخدام مياه الري.

الطحالب
الطحالب قد تكون متنفسا لكوكب يختنق

وقال وزير التغير المناخي والبيئة الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي "مشروع البارجيل الأخضر يأتي مواكبة لتوجيهات قيادة الإمارات، والتزاما بتعزيز جهودها في دعم منظومة الابتكار وتبني اعتماد حلول مبتكرة للتعامل مع كافة التحديدات ولتحقيق الاستدامة وضمان مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة".

ولفت الزيودي إلى أن المشروع سينضم إلى منظومة المبادرات والمشاريع التي تطلقها الوزارة لتوظيف التقنيات الحديثة في تحقيق استدامة القطاعات التابعة لها ومنها تحفيز وتشجيع اعتماد واتباع نظم الزراعة الحديثة، ومشروع مختبر الذكاء الاصطناعي، وتوظيف تقنيات الأقمار الصناعية في مراقبة جودة الهواء والعديد من المشاريع الأخرى.

وتشمل أهداف مشروع "البارجيل الأخضر" تكوين منصة علمية متكاملة لأبحاث الطحالب ورصد وتصنيف أنواع الطحالب المحلية المختلفة، وإيجاد منصة بحثية لمشاريع انتاج الوقود الحيوي واستخلاص المواد الكيميائية عالية الفائدة لإنتاج الغذاء.

كما يرنو المشروع لرفد نشريات العلوم البحثية، إضافة إلى تصميم منصة مستقلة لتنمية واستغلال أنواع الطحالب المحلية لاستخدامها كمصدر للوقود الحيوي والتأكد من كفاءتها وتصميم مرشحات الهواء المعتمدة على الطحالب لإزالة جزيئات الغبار الضارة من الجو والتأكد من كفاءة عملها وإجراء دراسات تجريبية على إمكانية إزالة أكاسيد النيتروجين وأكاسيد الكبريت من الجو بطريقة أمنة ومستدامة.

وبين أهدف المشروع الطموحة ايضا تصميم نظم للتبريد تلقائي لتوفير هواء بارد في محيط محطات "البارجيل الأخضر" ولاحقا وبناء على نتائج المشروع يمكن إنشاء برنامج تعليمي متكامل لهذا الغرض يمكن أن تضاف أجزاء منه للمناهج التعليمية.