الإمارات تشدد قيود السفر على الإيرانيين توقيا من كورونا

هيئة الطيران المدني الإماراتية تعتمد نظاما احترازيا بشأن منح التأشيرات لرعايا البلدان الأكثر تضررا من كوفيد-19 بينها إيران، وذلك ضمن خطة أبوظبي في دعم الجهود الدولية لمكافحة الوباء.
الطيران الإماراتي ينخرط في نظام دولي مستخدم لحماية المسافرين من كورونا
إيران باتت ضمن المناطق عالية الخطورة بعد تفشي كورونا
إيران تسجل رقما قياسيا لإصابات كورونا في شهر

أبو ظبي - أعلنت هيئة الطيران المدني الإماراتية الثلاثاء تشديد القيود على منح التأشيرات للإيرانيين إلى الإمارات بسبب فيروس كورونا، وفق ما نقلته وسائل إعلام إيرانية، فيما تصنف إيران ضمن المناطق عالية الخطورة بعد تفشي الوباء بين مواطنيها.

وتأتي هذه الخطوة ضمن الجهود الإماراتية المستمرة في دعم المساعي الدولية لمنع انتشار كورونا وانتقال عدوى الفيروس بين المسافرين المستخدمين للطيران الإماراتي من جميع أنحاء العالم، حيث باتت إيران أكثر البلدان تضررا من كوفيد-19 في منطقة الشرق الأوسط، بؤرة لتفشي الفيروس.

ونقل موقع 'إيران إنترناشيونال عربي' عن هيئة الطيران الإماراتية قولها بشأن القيود المفروضة على سفر الإيرانيين عبر الشركات الإماراتية، إن "هذا النظام الحالي هو الذي تستخدمه جميع شركات الطيران الدولية، والذي كان مستخدمًا من قبل أيضًا، هو الاستعلام المسبق عن الركاب".

وحددت هيئة الطيران الإماراتية ضمن هذه القيود المفروضة على الرعايا الإيرانيين، أنه يجب إرسال المعلومات الشخصية للركاب إلى البلد المقصود قبل السفر من أي مطار.

كما وضع الطيران الإماراتي قواعد جديدة للمسافرين الإيرانيين المستثمرين المقيمين في الأراضي الإماراتية، حيث يجب عليهم إجراء الفحوصات اللازمة قبل ركوب الطائرة للتأكد من عدم الإصابة بالوباء.

وأكدت الهيئة الإماراتية أن هذه الخطوة تأتي دعما للجهود الدولية في مكافحة كورونا، قائلة "هذه قضية دولية وأن جميع دول العالم تريد تطبيق هذا القانون على جميع الرحلات الجوية، وقد انضمت بعض الدول مؤخرًا إلى هذا النظام".

وأضافت إن "الإمارات لديها اعتبارات احترازية أخرى في منح التأشيرات للمسافرين من بعض البلدان التي تعاني تفشيا لفيروس كورونا، بينها إيران التي تسجل مستوى هال من الإصابات بالفيروس".

ويذكر أن السلطات التركية علقت في يوليو/تموز الماضي الرحلات الجوية القادمة الأراضي الإيرانية في إطار إجراءات منع انتقال عدوى كورونا وتفشي المرض على أراضيها.

كورونا يغزو الإيرانيين
كورونا يغزو الإيرانيين

وتكابد إيران للسيطرة على وباء يتسع انتشاره تزامنا مع رفع اضطراري للقيود واستئناف الأنشطة التجارية لتجاوز انهيار اقتصادي غير مسبوق منذ فرضت واشنطن عام 2018 عقوبات قاسية على طهران.

وسجلت إيران الثلاثاء أكثر من 2700 إصابة جديدة بكوفيد-19 في أعلى حصيلة يومية خلال ما يزيد عن شهر، في وقت دعت وزارة الصحة إلى فرض غرامات على الذين لا يضعون كمامات.

وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية الثلاثاء أن إجمالي عدد إصابات كورونا في البلاد يقترب من 315 ألف حالة، بعد تسجيل2751 حالة إصابة جديدة.

وصرحت المتحدثة باسم وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي الإيرانية، سيما سادات لاري، بارتفاع إجمالي عدد حالات الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا في البلاد إلى 17 ألفا و617 حالة، بعد تسجيل 212 حالة وفاة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

ولفتت إلى أن4132 من المصابين في وضع صحي حرج، وأن عدد المتعافين تجاوز 272 ألفا، وفقا لما نقلته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا).

وبعد انخفاض أولي في عدد الإصابات في منتصف أيار/مايو، خففت إيران من التدابير التي كانت فرضتها لمنع انتشار فيروس كورونا وأعادت فتح الاقتصاد مرة أخرى، وهو ما يرى الخبراء أنه أدى إلى زيادة كبيرة في حالات الإصابة لاحقا.

وتقول وزارة الصحة إن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتخفيف الإغلاق أدت إلى توقف المواطنين عن أخذ المرض على محمل الجد، ما أدى بدوره إلى ارتفاع كبير في عدد الوفيات والإصابات.

وتظهر الأرقام الرسمية منحى تصاعديا في أعداد الوفيات والإصابات الجديدة المؤكدة في الأشهر الماضية، بعدما كانت إيران قد سجلت في مطلع مايو/أيار الماضي، أدنى عدد من الإصابات اليومية بالفيروس.

ويأتي ارتفاع إصابات كورونا في إيران وسط انتقادات لاذعة طالت الحكومة الإيرانية بسبب تسرعها في رفع إجراءات الحجر الصحي واستئناف الأنشطة الاقتصادية، متجاهلة تحذيرات منظمة الصحة العالمية من رفع سابق لأوانه لقيود كورونا وسط عجزها عن السيطرة عن الوباء.

وحذر مسؤولون كبار مرارا من أن القيود قد تفرض مجددا إذا لم يتم الالتزام بقواعد مثل التباعد الاجتماعي للحد من تزايد عدد حالات العدوى.

لكن إيران اضطرت تحت ضغوط الأزمة الاقتصادية الخانقة، إلى رفع القيود واستئناف عمل وحدات الإنتاج والأنشطة التجارية، على الرغم من النصائح التي قدمها أخصائيو الصحة من أن ذلك يساهم في انتقال عدوى الفيروس بشكل أوسع لاسيما وأن المرض يسجل يوميا مئات الإصابات وعشرات الوفيات بشكل متواتر. وقد تواجه إيران أسوأ أزمة على الإطلاق في ظل تفشي الوباء واستمرار العمل العقوبات الأميركية القاسية، بما قد يجر الاقتصاد الإيراني إلى انهيار غير مسبوق.