الإمارات تشغّل المحطة الرابعة من محطات براكة للطاقة النووية

المشروع الرائد ينتظر أن تصل قدرته الإنتاجية الإجمالية إلى 5600 ميغاواط من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية، ما سيوفر نحو 25 في المئة من احتياجات الإمارات من الكهرباء.

أبوظبي - انطلق اليوم الجمعة تشغيل المحطة الرابعة من محطات براكة للطاقة النووية بمنطقة الظفرة في أبوظبي، فيما يتوقع أن تنتج المحطات الأربعة، وهي الأكبر في العالم العربي، ربع احتياجات الإمارات من الكهرباء على مدى الـ60 عاما المقبلة وينضاف هذا المشروع الضخم إلى العديد من المشاريع التي أطلقتها الإمارات خلال السنوات الأخيرة ورصدت لها استثمارات كبيرة، ضمن جهودها للتحول إلى الطاقة النظيفة.

وأعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عن "بداية إنتاج الحرارة في المفاعل للمرة الأولى من خلال عملية الإنشطار النووي والتي تستخدم في إنتاج الكهرباء عن طريق تشغيل التوربينات بالبخار"، وفق وكالة الأنباء الإماراتية "وام".

وتابعت "سيتم في الأسابيع المقبلة ربط المحطة الرابعة بشبكة الكهرباء في الإمارات بعد وصول طاقة المفاعل إلى نسبة معينة"، لافتة إلى أن "التشغيل التجاري سيتم بعد إجراء اختبارات مصاحبة لعملية الرفع التدريجي لمستوى طاقة المفاعل وصولاً إلى القصوى".
وتكمن ميزة هذا المشروع في أنه الأول للطاقة النووية متعدد المحطات في مرحلة التشغيل في العالم العربي، فيما تبلغ القدرة الإنتاجية للمحطات الأربع 1400 ميغاواط من الكهرباء النظيفة.
وقال سعادة محمد الحمادي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية "تعد بداية العمليات التشغيلية في المحطة الرابعة من محطات براكة للطاقة النووية إنجازا كبيرا ونحن ننتقل الآن إلى مرحلة جديدة من البرنامج النووي السلمي الإماراتي تتضمن البحث والتطوير والابتكار والاستثمار في تقنيات الطاقة النووية المتقدمة".

ولفت إلى أن "الإمارات وفّرت خلال الخمس سنوات الماضية كهرباء نظيفة لكل فرد أكثر من أي دولة أخرى على مستوى العالم"، مشيرا إلى أنه "تم إنتاج 75 في المئة من هذه الكهرباء من محطات براكة لوحدها، ما يدل على مدى أهمية الطاقة النووية في خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة".
وأضاف  "تمتلك فرق العمل لدينا في الإمارات معارف وخبرات لا مثيل لها تساهم بشكل رئيسي في مسيرة الدولة الريادية نحو مستوى أعلى من أمن الطاقة والازدهار البيئي والاقتصاد المستدام وتبرز مسيرة تطوير البرنامج النووي السلمي الإماراتي الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة والتزام البرنامج بأعلى معايير الجودة السلامة، من أجل دعم نمو الطاقة النووية السلمية كحل مثبت وقابل للتطبيق لضمان أمن الطاقة ومواجهة التغير المناخي".
وينتظر أن ترفع المحطة الرابعة القدرة الإنتاجية الإجمالية للمشروع إلى 5600 ميغاواط من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية، ما سيوفر نحو 25 في المئة من احتياجات الإمارات من الكهرباء.

ورصدت الإمارات استثمارات ضخمة لتطوير طاقة متجددة كافية لتغطية نصف احتياجاتها بحلول عام 2050 وأطلقت "مبادرة إستراتيجية" تستهدف الحياد الكربوني بحلول ذلك العام.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني دشنت الإمارات محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية التي تصل قدرتها الإنتاجية إلى 2 غيغاوات وهي أكبر محطة طاقة شمسية في موقع واحد على مستوى العالم.