الإمارات تطالب تركيا بالكف عن أوهامها الاستعمارية

ابوظبي تدعو أنقرة للكف عن التدخل في الشأن العربي والتخلي عن منطق الباب العالي والابتعاد عن لغة التهديد على خلفية حملة يشنها أكار ومن ورائه اردوغان ضد القيادة الإماراتية.
الامارات تدفع نحو حماية الامن القومي العربي ما اثار حنق المسؤولين الاتراك
تركيا تعادي اغلب دول المنطقة ما يجعلها في حالة من العزلة
ابوظبي كشفت الانتهاكات التركية في عدد من الدول العربية

ابوظبي - تواصل تركيا سياسة العربدة في منطقة الشرق الاوسط فبعد تورطها في التدخل السافر في عدد من الدول مثل سوريا والعراق وليبيا ودعم الجماعات المتطرفة وتهديد امن المنطقة والدخول في خلافات مع دول مثل المملكة العربية السعودية ومصر هاهي اليوم توجه تهديدات لدولة الامارات العربية المتحدة في تجاوز للدبلوماسية وانتهاك صارخ للعلاقات الدولية.
وقد دعت الإمارات العربية المتحدة السبت تركيا إلى الكف عن التدخل في الشأن العربي والتخلي عن "الأوهام الاستعمارية" و"منطق الباب العالي"، بعد تصريحات لوزير الدفاع التركي خلوصي  اكار عن "أعمال ضارة" مزعومة ارتكبتها الإمارات في ليبيا.
وفي تهديد خطير توعد اكار بمحاسبة "ابوظبي" ما يشير الى ان الحكومة التركية ماضية في سياستها الصدامية وعنجهيتها رغم ما تسببت فيه التدخلات التركية من ماسي للشعوب العربية.
وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار صرح في مقابلة مع قناة "الجزيرة" القطرية أن "أبوظبي ارتكبت أعمالا ضارة في ليبيا وسوريا"، متوعدا إياها بالقول "سنحاسبها في المكان والزمان المناسبين".
والتصريح شديد الخطورة خاصة وانه يمثل تهديدا ووعيدا صريحا باستهداف ابوظبي بسبب مواقفها التاريخية المناصرة للشعوب وحقها في العيش بسلام بعد ان تعرضت خلال السنوات الاخيرة للانقسام وانتشر داخلها الفكر المتطرف نتيجة لسياسات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ودعمه العلني للجماعات المتطرفة.
وليس غريبا ان يتخذ اكار الذي يعتبر الذراع العسكرية لأطماع اردوغان ومهندس تدخلاته الخارجية من قناة الجزيرة القطرية الذراع الاعلامي لسياسات الدوحة منبرا لكيل التهم الى ابوظبي.
لكن المسؤولين الاماراتيين لم يقفوا مكتوفي الايدي امام التهديدات التركية العلنية حيث قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش ردا على هذه التصريحات، في تغريدة على "تويتر"، "منطق الباب العالي والدولة العليّة وفرماناتها مكانه الأرشيف التاريخي. فالعلاقات لا تدار بالتهديد والوعيد، ولا مكان للأوهام الاستعمارية".

واعتبر قرقاش أن "التصريح الاستفزازي لوزير الدفاع التركي سقوط جديد لدبلوماسية بلاده"، مشيرا إلى أنه "من الأنسب أن تتوقف تركيا عن تدخلها في الشأن العربي".
وجاءت تصريحات أكار في أجواء من التوتر المتصاعد بين الدول المنخرطة في النزاع الدائر في ليبيا بين حكومة الوفاق المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرها طرابلس، والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الذي يسيطر على الشرق الليبي وقسم من جنوب البلاد.
وفاقم النزاع في ليبيا التوتر القائم بين أنقرة وأبوظبي اللتين تدهورت العلاقات بينهما في السنوات الأخيرة على خلفية النفوذ الإقليمي ودعم تركيا لقطر في النزاع القائم بين الدوحة وبين السعودية وأبوظبي والمنامة والقاهرة.
والازمة بين تركيا من جهة والدول العربية وفي مقدمتها الإمارات ومصر والسعودية عميقة مع إصرار انقرة على توفير ملاذات آمنة للجماعات المتطرفة وعلى رأسها جماعة الاخوان المسلمين.
لكن المسؤولين الاتراك وجهوا انتقادات أكثر حدة لابوظبي نظرا لدورها الحاسم في فضح الانتهاكات التركية دوليا وإقليميا والتي تسببت في الإضرار بالمنطقة وتهديد مستقبل شعوبها بنشر الأفكار الظلامية وما تبعه ذلك من انهيارات اقتصادية وانقسامات عرفتها دول عربية كبرى مثل سوريا والعراق.
وللإمارات دور هام في مواجهة التدخلات الايرانية والتركية لذلك فهي تتعرض لانتقادات واسعة من الجماعات المتطرفة والميليشيات الموالية للحكومتين.
وفي اشارة الى التفكير التركي العقيم المبني على وهم القوة والاستعلاء على الشعوب بنفس المنطق العثماني عمدت حكومة حزب العدالة سنة 2018 الى اطلاق اسم "زقاق فخر الدين باشا" على الحي الذي تقع فيه السفارة الإماراتية في أنقرة تيمنا بالحاكم العثماني الذي تتّهمه الإمارات بارتكاب جرائم ضدّ سكان المدينة المنورة.
واساءت حكومة اردوغان للعلاقات التي تجمع تركيا بعدد كبير من دول المنطقة ما وضع البلاد في حالة من العزلة.