الإمارات تفاخر بمدن صديقة للبيئة في أسبوع أبوظبي للاستدامة

البلاد تشهد توسعا ملحوظا في بناء وتشييد مدن تلبي احتياجات الحاضر والمستقبل تماشيا مع مستهدفات الأجندة الوطني في تحقيق بيئة مستدامة من حيث جودة الهواء والمحافظة على الموارد المائية وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة وتطبيق التنمية الخضراء.
مدينة مصدر تتصدر في أبوظبي قائمة المجمعات العمرانية الأكثر استدامة على مستوى العالم
'المدينة المستدامة ' في دبي أول مجتمع مستدام بالكامل في العالم
دبي تعمل على بناء مدينة مستدامة في منطقة الروية
واحة دبي للسليكون تنجح في تخفيض الاستهلاك التراكمي للطاقة بمعدل 31 بالمئة
مشروع مدينة الشارقة المستدامة يمثل أول مشروع يلبي أعلى معايير الاقتصاد الأخضر في الإمارة

أبوظبي - تنعقد السبت فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2020 فيما تزهو البلاد بمجموعة من مشاريع المدن المستدامة التي باتت تمثل نموذجا عالميا رائدا في مجال المحافظة على البيئة وتسخير حلول الطاقة المتجددة في مختلف مراحل التصميم والتشييد.

وتشهد الإمارات توسعا ملحوظا في بناء وتشييد المدن المستدامة وذلك تماشيا مع مستهدفات الأجندة الوطنية 2021 في تحقيق بيئة مستدامة من حيث جودة الهواء والمحافظة على الموارد المائية وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة وتطبيق التنمية الخضراء.

وتتصدر مدينة مصدر في أبوظبي قائمة المجمعات العمرانية الأكثر استدامة على مستوى العالم، حيث تعتمد المدينة نهج التصميم العمراني الذكي والفعال، والذي يظهر إمكانية التعامل مع الكثافة السكانية ضمن المجمعات الحضرية على نحو أكثر كفاءة.

وتلتزم المدينة بتحقيق متطلبات تصنيف "3 لآلئ" كحد أدنى بموجب نظام التقييم بدرجات اللؤلؤ للمباني التابع لبرنامج "استدامة" في أبوظبي، كما تستهدف المدينة تحقيق تصنيف "4 لآلىء" كحد أدنى بالنسبة للمرافق العامة، والتي تشمل الحدائق والمجمعات التجارية والطرقات، وذلك تماشياً مع نظام التقييم بدرجات اللؤلؤ للمجتمعات السكنية التابع لبرنامج "استدامة".

وتم تشييد جميع المباني في مدينة مصدر باستخدام أسمنت منخفض الكربون، إضافة إلى الألمنيوم المعاد تدويره، حيث تبلغ نسبته 90 % من الألمنيوم المستخدم، وجميعها مصممة للحد من استهلاك الطاقة والمياه بنسبة تبلغ 40% على الأقل مقارنة مع استهلاك المباني العادية داخل مدينة أبوظبي، كما تمت مراعاة معايير "نظام الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة" LEED والمعايير الأساسية لنظام التقييم بدرجات اللؤلؤ المستخدمة لتصنيف أداء استدامة المباني ضمن برنامج "استدامة" الذي استحدثه مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني.

ويعد المقر الرئيسي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"الذي تستضيفه مدينة مصدر ويمتد على مساحة 32،064 متر مربع، أول مبنى في دولة الإمارات يعتمد على نظام التقييم بدرجات اللؤلؤ المستخدمة لتصنيف أداء استدامة المباني ضمن برنامج "استدامة"، حيث يتيح التصميم المبتكر وأنظمة إدارة الطاقة الذكية في المبنى تقليل استهلاك الطاقة بنسبة 64? مقارنة مع المباني المكتبية العادية في مدينة أبوظبي.

وفي دبي تعتبر " المدينة المستدامة " أول مجتمع مستدام بالكامل في العالم، وأول مشروع ينتج كامل احتياجاته من الطاقة في المنطقة، ليكون أسعد مجتمع سكني في دبي.

وتجسد المدينة حقبة جديدة في عالم العقارات، إذ تراعي الجوانب الاجتماعية والبيئية والاقتصادية، لتوفر لقاطنيها حياة صحية مستدامة خالية من انبعاثات الكربون.

وتشغل المدينة مساحة 46 هكتاراً في منطقة "دبي لاند"، وتحتضن وحدات سكنية ومرافق لا تملك أي تأثير سلبي على البيئة.

وتعتمد المدينة مفهوماً فريداً يجسد ملامح العيش المستدام، من خلال مساكن عالية الكفاءة من ناحية استهلاك الطاقة، كما أنها تنتج كامل احتياجاتها من الطاقة، ولا تتطلب أي صيانة، فضلاً عن توفير رسوم خدمة مخفضة.

وتعمل إمارة دبي على بناء مدينة مستدامة في منطقة الروية على طول طريق دبي-العين التي سوف يساعد تصميمها، المنفذ على هيئة وردة في الصحراء، على تقليل استهلاك الكهرباء وإنتاج الطاقة المتجددة محليا.

وتمثل الاستدامة أحد أبرز مشاهد "اكسبو دبي 2020" حيث سيتم انتاج نصف الكهرباء المستخدمة في هذا الحدث العالمي من مصادر طاقة متجددة، ونصف هذه الطاقة يولد في الموقع نفسه، أما بالنسبة للمواد المستخدمة في الإنشاءات الدائمة بالموقع فمعظمها سيتم إعادة استخدامه في إنشاء البنية التحتية.

بدورها نجحت واحة دبي للسليكون في تخفيض الاستهلاك التراكمي للطاقة بمعدل 31 بالمائة، حيث تخطت المستهدف المحدد لها في استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030، وهو 30 بالمئة.

وتعتبر واحة دبي للسليكون أول كيان في الإمارات يقوم بتنفيذ إضاءة الشوارع باستخدام التقنيات الذكية، وقد استخدمت أجهزة استشعار تقلل الإضاءة إلى 25 بالمائة، ثم تعود الإضاءة بالكامل عند اقتراب المركبات أو المشاة مما اسهم في خفض استهلاك الطاقة بشكل كبير.

وبالانتقال إلى إمارة الشارقة، فقد شهد مارس/اذار 2019 الإعلان الرسمي عن مشروع مدينة الشارقة المستدامة، الذي يمثل أول مشروع يلبي أعلى معايير الاقتصاد الأخضر والاستدامة البيئية في الإمارة.

وتبلغ تكلفة المشروع ملياري درهم ويمتد على مساحة 7.2 مليون قدم مربعة، ويضم 1120 فيلا متعددة المساحات بموقع استراتيجي بالقرب من منطقة الرحمانية، يتيح للمستفيدين منه الوصول بسهولة إلى مطار الشارقة الدولي، والمدينة الجامعية بالشارقة، ومطار دبي الدولي.

ويتضمن المشروع مؤسسة تعليمية تعتمد غرس مفاهيم الاستدامة في مناهجها، و«مركز الاستدامة» الذي يشكل مكاناً مثالياً لاستضافة زيارات طلبة المدارس والجامعات والوفود الرسمية والأكاديمية والمنظمات البيئية والاجتماعية، ويسهم في نشر الوعي حول القضايا البيئية ومفهوم المدن المستدامة.

ويستغرق إنشاء المدينة 4 سنوات على 4 مراحل، وسوف تضم مزرعة تحتوي على 8 بيوت خضراء تعمل بالطاقة الشمسية، بالإضافة إلى مناطق زراعية خارجية لتشجيع السكان على زراعة أصناف مختلفة من الخضراوات والفواكه.

وستوفر التصاميم الذكية لفلل مدينة الشارقة المستدامة، فرص توفير كبيرة للسكان في فواتير الخدمات تصل إلى 100% في فواتير الكهرباء و50% في فواتير المياه، حيث سيتم توفير طاقة المدينة بالكامل عبر الألواح الشمسية، وسيتم استخدام أنظمة ذكية لتوفير استهلاك المياه.

وفي إمارة عجمان، تطبق دائرة البلدية والتخطيط منذ 2018 اشتراطات البناء الأخضر في إطار سعيها لتكون إحدى المدن المستدامة، كما تعمل البلدية على إنشاء مبنى المختبر المركزي التابع لها الذي يعد الأول من نوعه في الإمارة وتبلغ تكلفته 15 مليون درهم ويتم إنشاؤه وفقا لمعايير نظام البناء الأخضر.

من جانبها أطلقت بلدية رأس الخيمة، في عام 2018، بالتعاون مع شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، مبادرة الفيلا النموذجية بهدف تعزيز الكفاءة في استهلاك الطاقة وبناء فيلات سكنية أكثر استدامة ضمن إمارة رأس الخيمة.

كما أعلنت البلدية عزمها تطبيق منظومة بيئية مستدامة لتوفير استهلاك المياه والكهرباء، عبر إجراء عملية تدقيق شاملة وموسّعة لأنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء وإمدادات المياه، في مبنى البلدية و53 مبنى حكومياً، وفق استراتيجية حكومة رأس الخيمة لخفض استهلاك الطاقة 30% وخفض استهلاك المياه 20%، ورفع نسبة توليد الطاقة بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة إلى 20% بحلول عام 2040 .