الإمارات تقبل بلجوء الرئيس الأفغاني الهارب لدواع إنسانية

أبوظبي - أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية الأربعاء أن الإمارات استقبلت الرئيس الأفغاني أشرف غني وعائلته، بعدما فر من بلاده الأحد الماضي قبل ساعات قليلة من سيطرة حركة طالبان على الحكم في أفغانستان. وقال لاحقا إن هروبه جاء لحقن الدماء بينما تعرض لانتقادات حادة من قبل نائبه ورئيس لجنة المصالحة عبدالله عبدالله ووزير الدفاع الأفغاني.

وقالت وزارة الخارجية في بيان "دولة الإمارات استقبلت الرئيس أشرف غني وأسرته في البلاد وذلك لاعتبارات إنسانية". ولم يكن مكان تواجد الرئيس الأفغاني معروفا منذ فراره من العاصمة.

وفرّ غني الأحد في وقت أحكمت الحركة طوقها على العاصمة التي دخلها مقاتلوها واستولوا على القصر الرئاسي.

وكتب غني على فيسبوك "انتصرت طالبان بعدما احتكمت إلى السيف والبنادق وهي مسؤولة الآن عن شرف الحفاظ على بلادها"، مؤكّداً أنّه غادر بلاده لتجنيبها "إراقة الدماء" لأنّ "عددا كبيرا من المواطنين كانوا سيُقتلون" والعاصمة "كانت ستدمّر" لو بقي فيها.

ولم يحدّد غني مكان وجوده، بينما أشارت تكهنات إلى تواجده في أوزبكستان وطاجاكستان، وسلطنة عمان، إلى أن أكدت الإمارات استضافته الأربعاء.

وليست هذه المرة الأولى التي تستضيف فيها الدولة الإمارات مسؤولين سابقين أو أقرباء لهم بعد الإطاحة بهم من السلطة، ففي 2017، استضافت رئيس الوزراء التايلاندي السابق ثاكسين شيناوترا الذي حكم عليه بالسجن غيابيا لخمس سنوات.

واضطر ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس إلى مغادرة بلاده في الثالث من أغسطس/اب 2020 إلى الإمارات ليعيش حياة مترفة في منفاه بسبب تحقيقات بالفساد.

والإمارات واحدة من ثلاث دول اعترفت بنظام حكم طالبان بين عامين 1996 و2001 حين أطاحت بها الولايات المتحدة.

ويأتي بيان الخارجية الإماراتية بينما قال السفير الأفغاني لدى طاجاكستان محمد ظاهر أغبر إنه سيتقدم بطلب للإنتربول الدولي من أجل توقيف أشرف غني الذي فر من بلاده ومعه 169 مليون دولار من خزينة الدولة.

وجاء ذلك في تصريح صحفي الأربعاء من العاصمة دوشنبه حول التطورات في أفغانستان.

ووصف أغبر فرار غني من البلاد بأنها "خيانة للدولة والشعب"، مؤكدا أنه سيتقدم بطلب للإنتربول الدولي للقبض عليه وتقديمه لمحكمة دولية من أجل إعادة أموال الشعب الأفغاني.

وحول تولي أمر الله صالح نائب الرئيس الأفغاني الرئاسة بالوكالة، قال أغبر "وفقا للدستور الأفغاني، في حالة غياب الرئيس لهروبه أو وفاته فإن صالح يعد الرئيس المؤقت للبلاد بصفته النائب الأول للرئيس".

وأعرب عن أمله في أن يساعد المجتمع الدولي، الشعب الأفغاني في إحلال السلام وإقامة حكومة شاملة في البلاد.

وفي ختام المؤتمر الصحفي طلب السفير الأفغاني من مسؤولي السفارة إنزال صورة الرئيس الهارب أشرف غني ورفع صورة نائبه أمر الله صالح والملك الأفغاني أمان الله خان الذي قاد البلاد خلال الأعوام 1919-1929.