الإمارات تودع الشيخ خليفة إلى مثواه الأخير

الشيخ محمد بن زايد ينعى شقيقه الراحل الشيخ خليفة بالقول "فقدت الإمارات ابنها البار وقائد مرحلة التمكين وأمين رحلتها المباركة.. مواقفه وإنجازاته وحكمته وعطاؤه ومبادراته في كل زاوية من زوايا الوطن".

أبوظبي - شيعت الإمارات العربية المتحدة رئيسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي توفي الجمعة عن عمر ناهز 74 عاما، بحسب ما أعلنت وكالة أنباء الإمارات وتم إعلان الحداد أربعين يوما.

وأدى ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد ومجموعة من الشيوخ والمسؤولين في الدولة صلاة الجنازة على الشيخ خليفة، فيما أقيمت صلاة الغائب على روح الفقيد في عدد من مساجد الإمارات.

وقالت الوكالة الرسمية "شيع صاحب السمو جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير ووري في مقبرة البطين في أبوظبي". ونشرت كذلك صورا لمراسم الجنازة والدفن.

وكانت الإمارات نعت الجمعة "إلى شعب دولة الإمارات والأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع قائد الوطن وراعي مسيرته صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة الذي انتقل إلى جوار ربه اليوم الجمعة 13 مايو/ايار".

وأعلنت الإمارات الحداد أربعين يوما اعتبارا من الجمعة وتنكيس الأعلام بالإضافة إلى تعطيل العمل "في الوزارات والدوائر والمؤسسات الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص 3 أيام".

ونعى ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شقيقه قائلا في تغريدة على تويتر "فقدت الإمارات ابنها البار وقائد مرحلة التمكين وأمين رحلتها المباركة.. مواقفه وإنجازاته وحكمته وعطاؤه ومبادراته في كل زاوية من زوايا الوطن".

وفي العام 2004 خلف الشيخ خليفة المولود في يناير/كانون الثاني 1948، والده مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد في منصبي حاكم أبوظبي ورئيس الدولة.

وأبوظبي هي الأغنى من بين الإمارات السبع التي تتكون منها دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ تضم نحو 90 بالمئة من مخزونات النفط الإماراتية.

في ظل رئاسة الشيخ خليفة شهدت الإمارات تقدما اقتصاديا هائلا، مصحوبا بنفوذ دبلوماسي كبير مع انخراط أبوظبي المتزايد في الملفات الإقليمية من الخلاف مع إيران وحرب اليمن إضافة إلى دور وازن في مكافحة الإرهاب ودعم الاستقرار في المنطقة وجهود كبيرة في  حل أزمات اقليمية.

ونعى رؤساء دول عربية وأجنبية الشيخ خليفة. ووجه الرئيس الأميركي جو بايدن تحية لذكرى رئيس الإمارات واصفا إياه بـ"الشريك الحقيقي" للولايات المتحدة.

وقال "سنكرم ذكراه بمواصلة تعزيز العلاقات بين حكومتي وشعبي الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة".

ونعى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الشيخ خليفة. وقال إن "الاتحاد الأوروبي يكرم إرثه وقيادته التي أصبحت بموجبها الإمارات رائدة التنمية المستدامة والتنويع الاقتصادي".

وقدمت فرنسا تعازيها إلى الشعب الإماراتي. وقالت الخارجية الفرنسية في بيان "نشيد بتمسكه الكبير بالاستقرار والسلام في المنطقة والعالم"، مشيدة أيضا بدوره "في الشراكة الإستراتيجية بين فرنسا والإمارات".

وأعلنت وكالة الأنباء السعودية أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان تلقيا "ببالغ الحزن وعظيم الأسى" نبأ وفاة الشيخ خليفة.

وأكد البيان أن "المملكة العربية السعودية وشعبها يشاطرون الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة أحزانهم". وأعلنت الكويت ولبنان وسلطنة عمان والأردن والبحرين الحداد أيضا لثلاثة أيام.

وقدم الرئيس السوري بشار الأسد تعازيه "باسمه وباسم الشعب العربي السوري لقادة دولة الإمارات العربية المتحدة وللشعب الإماراتي الشقيق".

وكتب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الجمعة في تغريدة على تويتر "تلقينا نبأ وفاة أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وإني أعرب لأسرته الكريمة ولشعب الإمارات الشقيق عن أحرّ التعازي والمواساة".

قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر في يونيو/حزيران 2017، متهمة إياها بالتقرب من إيران وبدعم منظمات إسلامية متطرفة، الأمر الذي نفته الدوحة. وعادت العلاقات إلى طبيعتها بعد مصالحة خلال قمة العلا في يناير/كانون الثاني من العام الماضي وأعيد فتح الحدود مع الدوحة.

وغرد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قائلا إنه "حزين" لوفاة الشيخ خليفة واصفا إياه بأنه "رجل دولة عظيم وقائد ذو رؤية، ازدهرت العلاقات الهندية الإماراتية في ظل حكمه".

وقال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف في تغريدة إنه "حزين للغاية لسماع نبأ وفاة" الشيخ خليفة، مضيفا "فقدت الإمارات زعيما ذا بصيرة وفقدت باكستان صديقا عظيما".

ونعى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الشيخ خليفة. وقال في تغريدة على تويتر إنه كان "صديقا مخلصا في كل الظروف والأحوال".

ونعى الديوان الملكي الأردني الشيخ خليفة في بيان معربا "عن تأثر جلالة الملك عبدالله الثاني وحزنه الشديد، وشعب المملكة الأردنية الهاشمية بهذا المصاب الجلل". كما نعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الشيخ خليفة وتقدم "بأسمى عبارات التعازي القلبية والمواساة الأخوية" للإمارات".

وأرسل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان برقية إلى نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان قدم فيها تعازي إيران في وفاة الشيخ خليفة. كما قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت تعازيه لدولة وشعب الإمارات.

واستلهم الشيخ خليفة في عمله سياسات والده، مهندس الفدرالية الإماراتية، فساند الإمارات الست الأخرى طوال سنوات رئاسته وخصوصا في ظل الأزمة المالية في العام 2009.

وبدأ عهده بتجربة انتخابية نادرة في منطقة الخليج سنة 2006 مع ولادة المجلس الوطني الاتحادي وهو مجلس استشاري يضم 40 عضوا بينهم نساء.

وكان الفقيد قد بدأ مسيرته السياسة مبكرا بعد قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 1971 وتشكيل مجلس وزراء اتحادي، حين أصبح الشيخ خليفة يشغل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء الاتحادي.

وعيّن نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات في 1976 وذلك في أعقاب قرار المجلس الأعلى للاتحاد دمج القوات المسلحة تحت قيادة واحدة وعلم واحد.