الإمارات في تواصل إنساني وإغاثي مستمر لتخفيف معاناة السوريين

وزير الخارجية الإماراتي يحل بدمشق في ثالث زيارة يلتقي فيها الأسد كان آخرها في يناير، بينما تكثف أبوظبي من جهودها في دعم المتضررين من أسوأ زلزال ضرب سوريا وتركيا.
الإمارات ترتبط بعلاقات وثيقة مع كل من سوريا وتركيا
وزير خارجية الإمارات سبق أن زار دمشق مرتين
الإمارات دأبت على تقديم مساعدات إغاثية لعدة دول في العالم

 دمشق - استقبل الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الأحد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد والوفد المرافق له في زيارة عنوانها الرئيسي تخفيف آثار الكارثة الإنسانية وتداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا وارتفعت حصيلته إلى 33 ألفا و179 قتيلا، بحسب آخر تعداد رسمي.

والوزير الإماراتي هو أكبر مسؤول عربي يزور سوريا، مجددا دعم بلاده ووقوفها إلى جانب دمشق في هذه المحنة واستمرارها في تقديم المساعدة المطلوبة لمساعدة الشعب السوري في مصابه والتخفيف من وطأة الأضرار الكارثية.

وسبق لوزير خارجية الإمارات أن زار دمشق مرتين آخرها في 4 يناير/كانون الثاني الماضي حيث التقى الأسد، في زيارة عكست عودة الدفء إلى العلاقات الثنانية.

وتقود دولة الإمارات التي أعادت فتح سفارتها في دمشق عام 2018 بعد قطيعة دبلوماسية منذ اندلاع النزاع الاستجابة الإقليمية لكارثة الزلزال الذي أودى بأكثر من 3500 شخص في سوريا وحدها وأعلنت في مرحلة أولى تقديم 13,6 مليون دولار كمساعدات إغاثية لسوريا أولية قبل أن تتعهد بتقديم خمسين مليون دولار إضافية.

وكانت قد أرسلت حوالي 117 طنا من المواد الإغاثية للمتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا، ضمن عملية "الفارس الشهم 2" وساهمت بفوج طائرات شحن تم إرسالها إلى البلدين البالغ عددها 36 طائرة وذلك بالتوازي مع استكمال فرق البحث والإنقاذ الإماراتية سعيها لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض عبر الأجهزة والمعدات النوعية والمتخصصة في هذا المجال.

 وأمر رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الثلاثاء الماضي بتقديم 100 مليون دولار مناصفة بين تركيا وسوريا لإغاثة المتضررين من الزلزال المدمر.

 

وتحرص دولة الإمارات على تقديم مساعدات إغاثية لعدة دول في العالم في مواجهة كوارث طبيعية أو صحية، بينما تصنف من أكثر الدول ريادة في مجال الدعم الإنساني والإغاثي.

وأسدى رئيس الإمارات القائد الأعلى للقوات المسلحة توجيهاته بإطلاق عملية "الفارس الشهم 2" لدعم المتضررين في سوريا وتركيا بمشاركة القوات المسلحة ووزارة الداخلية ووزارة الخارجية والتعاون الدولي ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي

وقالت الوكالة الإماراتية إن "هذه المساعدات الإنسانية والطبية المقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة تأتي في إطار الاستجابة العاجلة للتخفيف من آثار الزلزال الذي تعرضت له سوريا وتركيا"، موضحة أن المبادرة "تجسد الجهود الإنسانية التي تضطلع بها الإمارات على الساحة الدولية ونهجها في مد يد العون والمساعدة إلى المجتمعات الشقيقة والصديقة في مختلف الظروف".

وأكد الأسد أنّ الشعب السوري "يُقدّر مواقف الإمارات واستجابتها السريعة التي تعبر عن عمق العلاقات والروابط الثنائية التي تجمع البلدين والمبادئ الإنسانية التي يمتلكها الشعب الإماراتي الشقيق"، بينما زار وزير الخارجية الإماراتي المناطق المتضررة من الزلزال واطّلع على جهود فرق البحث والإنقاذ الإماراتية التي تعمل في تلك المناطق.

وترتبط الإمارات بعلاقات وثيقة مع كل من سوريا وتركيا تعززت خاصة بعد المصالحة مع البلدين واستئناف العلاقات الدبلوماسية إثر سنوات من القطيعة والتوتر.

ومنذ اليوم الأول لوقوع الزلزال سارع قادة وملوك دول عربية عدة إلى التواصل مع الأسد وإبداء تضامنهم مع محنة الشعب السوري الذي أنهكته سنوات الحرب الطويلة، قبل أن تحط طائرات المساعدات تباعا في مطارات دمشق وحلب واللاذقية.

وإلى جانب حلفائه التقليديين تلقى الأسد الثلاثاء اتصالاً من نظيره المصري عبدالفتاح السيسي هو الأول بين الرجلين منذ تولي السيسي السلطة في مصر العام 2014، رغم محافظة البلدين على علاقات أمنية وتمثيل دبلوماسي محدود كما تلقى اتصالاً مماثلاً من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، هو الأول منذ أكثر من عقد.

وإثر اندلاع النزاع عام 2011، قطعت دول عربية عدة خصوصا الخليجية علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وأغلقت سفاراتها، إلا أن مؤشرات انفتاح عربي برزت خلال السنوات القليلة الماضية وبدأت مع إعادة فتح الإمارات لسفارتها في دمشق عام 2018 ثم زيارة الأسد للإمارات في مارس/آذار الماضي.