الإمارات مع حل ينهي سيطرة المتطرفين على العاصمة الليبية

قرقاش يتهم الجماعات الارهابية بتعطيل البحث عن حل سياسي للازمة بعد ان اعطى اتفاق أبوظبي الفرصة لدعم العملية التي تقودها الأمم المتحدة.
موقف الامارات انعكاس للمواقف الدولية والعربية الرافضة للارهاب في ليبيا
الامارات تدعو الى حل للازمة الليبية بعد ان طال امدها

ابوظبي - أعلنت الإمارات الخميس أن "الأولوية" في ليبيا هي "مواجهة الإرهاب"، مشيرة إلى أن "الميلشيات المتطرفة" تواصل سيطرتها على العاصمة طرابلس.

وكتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تويتر باللغة الإنكليزية أن "الأولوية في ليبيا هي مواجهة التطرف والإرهاب ودعم الاستقرار في الأزمة التي طال أمدها".

وأضاف "اتفاق أبوظبي أعطى الفرصة لدعم العملية التي تقودها الأمم المتحدة، بينما تواصل الميليشيات المتطرفة السيطرة على العاصمة وتعطيل البحث عن حل سياسي".

وتأتي تصريحات قرقاش لتؤكد المخاوف الدولية والعربية من مواصلة الجماعات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة والإخوان سيطرتها على طرابلس ونشر الفوضى في ليبيا وفي المنطقة.

وكان رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج وقائد "الجيش الوطني الليبي" المشير خليفة حفتر توصل في الإمارات في شباط/فبراير الماضي إلى اتفاق من أجل "إنهاء المرحلة الانتقالية" في ليبيا "من خلال انتخابات عامة".

لكن أطلق المشير حفتر في الرابع من نيسان/ابريل هجوماً للسيطرة على طرابلس

وكان البيت الأبيض أكد في بيان الجمعة 19 ابريل/نيسان إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث هاتفيا مع القائد العسكري الليبي خليفة حفتر وتناولا "الجهود الجارية لمكافحة الإرهاب والحاجة لإحلال السلام والاستقرار في ليبيا".

وجاء في البيان أن ترامب "أقر بدور المشير الجوهري في مكافحة الإرهاب وتأمين موارد ليبيا النفطية، وتناولا رؤية مشتركة لانتقال ليبيا إلى نظام سياسي ديمقراطي مستقر".

وأدت المعارك التي وقعت خلال شهر نيسان/ابريل حول العاصمة الليبية طرابلس الى سقوط 376 قتيلا و 1822 جريحا، حسب ما أفاد مكتب منظمة الصحة العالمية في ليبيا.

وكان حفتر (75 عاما)، وهو ضابط كبير سابق في جيش معمر القذافي، يحشد قواته ويكثف الضربات الجوية في طرابلس في حملة يقول إنها ضرورية لاستعادة النظام والقضاء على المتشددين.

ويدعم حجة حفتر وداعميه ،التي تقوض دعوات إيطاليا الدولة المستعمرة لليبيا سابقا ودول أخرى للتوصل لحل سياسي، وصول متشددين في الأيام الأخيرة لمساعدة قوات السراج.

ومن بينهم صلاح بادي القيادي في ميناء مصراتة القريب والذي له صلات بإسلاميين وربما له هو نفسه طموحات للسيطرة على طرابلس. وفي مقاطع مصورة من خط المواجهة ظهر بادي وهو يوجه الرجال بالإضافة إلى مهرب للبشر فرضت الأمم المتحدة عقوبات عليه.

وأظهرت أيضا هذه المقاطع المصورة مشاركة بعض الإسلاميين المتشددين الذين كانوا مرتبطين في السابق بجماعة أنصار الشريعة في القتال.

وأنحت واشنطن باللوم على هذه الجماعة في اقتحام مجمع دبلوماسي أمريكي في بنغازي في 2012 والذي أسفر عن مقتل السفير وثلاثة أمريكيين آخرين.

ودعت فرنسا،التي تملك أصولا نفطية في ليبيا رغم أنها أقل من إيطاليا، إلى وقف لإطلاق النار في الوقت الذي كررت فيه رواية حفتر بوجود بعض المتطرفين وسط المدافعين عن طرابلس.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي "هناك تبسيط مفرط. ليس فقط حفتر الشخص الشرير الذي يواجه الأشخاص الطيبين في طرابلس ومصراتة. هناك على الجانب الآخر جماعات متحالفة في النهاية مع القاعدة.

وتابع "ربما لو كان المعارضون لحفتر توصلوا لاتفاق معه في 2017 لما كان توازن القوى تغير ضدهم" مشيرا إلى المحادثات المباشرة التي رتبتها فرنسا بين حفتر والسراج في باريس. وحاولت حكومة السراج التقليل من شأن وجود متشددين.

وقال محمد سيالة وزير الخارجية في حكومة السراج للصحفيين إنه يوجد على الطرفين أشخاص متهمون بأنهم خارجون على القانون.

وبالفعل شكلت ليبيا معبرا رئيسيا للمتطرفين الذين التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق انطلاقا من مطار طرابلس إلى تركيا ومنها إلى بؤر التوتر وذلك في عهد حكومتي خليفة الغويل المدعومة من الإسلاميين وحكومة السراج.

مقاتلون من تنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا
ليبيا تحولت الى معبر رئيسي للمتطرفين

وجاء في شهادات مقاتلين تونسيين التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية واعتقلوا في سوريا أنهم وجدوا تسهيلات في ليبيا وتركيا لبلوغ وجهتهم.

وبدأ حفتر في 2014 حملته التي سماها "عملية الكرامة" حيث انتصر في معركة بنغازي ضد الإسلاميين بصفة أساسية في 2017 ولكن بعضا من خصومه المهزومين موجودون الآن في طرابلس سعيا للثأر.

والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع حفتر في القاهرة الأحد. وقال بيان رئاسي صدر عقب المحادثات إن السيسي شدد على دعم القاهرة "لجهود مكافحة الإرهاب".

وتدعم دول عربية بينها مصر والإمارات والسعودية جهود مكافحة الإرهاب في ليبيا مع تنامي نفوذ الميلشيات الاخوانية وتنظيم القاعدة في غرب ليبيا.

وتعتمد حكومة الوفاق على جماعات متطرفة لتحصين سلطتها ضمن تحالفات جعلت طرابلس وليبيا عموما لقمة سائغة للمتطرفين.

وتقترب المعارك التي تدور بين القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني وتلك التابعة للمشير خليفة حفتر، من إتمام شهرها الأول .

ورغم تواصل المعارك خاصة جنوب طرابلس، يبدو أن أيا من الطرفين لا يملك قدرة واضحة لحسم المعركة أو إحراز تقدم ميداني كبير لصالحه.

وأدت هذه المعارك الى نزوح نحو 45 ألف شخص من مناطق الاشتباكات، حسب ما أعلن يوسف جلالة وزير الدولة لشؤون النازحين والمهجرين في حكومة الوفاق.