الإمارات والهند تعززان الشراكة باتفاق حول ممر تجاري إقليمي

 الممر التجاري يستهدف ربط أوروبا بالهند مرورا بمناطق بالشرق الأوسط عن طريق البحر والسكك الحديدية في خطة طموحة تدعمها واشنطن وبروكسل.

دبي/ نيودلهي - وقعت الهند والإمارات اليوم الثلاثاء اتفاقا يتعلق بممر تجاري يستهدف ربط أوروبا بالهند مرورا بمناطق من الشرق الأوسط عن طريق البحر والسكك الحديدية في خطة طموحة تدعمها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وكشف بيان صادر عن وزارة الخارجية الهندية عن اتفاق إطار العمل الذي تسنى التوصل إليه خلال زيارة رئيس الوزراء ناريندرا مودي للإمارات. ولم يذكر البيان إلا تفاصيل قليلة عما اتفق عليه الطرفان.

وجاء في بيان الوزارة "يأتي هذا استكمالا للتفاهمات والتعاون السابق في هذا الصدد ويعزز التعاون بين الهند والإمارات لزيادة الربط الإقليمي".

وأُعلن عن الممر في سبتمبر/أيلول الماضي على هامش قمة مجموعة العشرين ويبدأ من نيودلهي في الهند ليعبر بحر العرب إلى الإمارات ويمر بالسعودية قبل أن يصل إلى الأردن وإسرائيل ثم إلى أوروبا.

لكن بيان الوزارة الهندية لم يذكر أي دولة باستثناء الهند والإمارات، القوة الإقليمية الخليجية التي تربطها علاقات تجارية مع الهند منذ أكثر من قرن.

ويأتي الاتفاق بشأن الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط في غمرة الحرب المستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر في غزة والتي عطلت الخطط المدعومة من الولايات المتحدة لزيادة دمج إسرائيل مع جيرانها العرب. وأوقفت السعودية خطط التطبيع.

واجتمع مودي برئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي يصفه الزعيم الهندي في أحيان كثيرة بأنه شقيقه.

وقال الشيخ محمد في اجتماع مع مودي وفقا لمقطع مصور نشرته قناة رئيس الوزراء الهندي على يوتيوب اليوم الثلاثاء "منطقتنا (الشرق الأوسط) تمر بمرحلة صعبة وعلاقتنا معكم نحن نبني عليها آمالا كثيرة ونتطلع إلى مستقبل مع الهند يرقى بطموحاتنا"

وأقامت الإمارات علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في عام 2020 بموجب مبادرة تدعمها الولايات المتحدة تُعرف باسم اتفاقيات إبراهيم التي دفعت دولا عربية أخرى منها البحرين إلى إقامة علاقات مع إسرائيل.

وحافظت الإمارات على العلاقات مع إسرائيل طوال الحرب، رغم دأبها على انتقاد القصف الإسرائيلي لغزة ودعوتها إلى وقف إطلاق النار.

ويشير اتفاق إطار العمل بين الهند والإمارات فيما يبدو إلى أن الدولتين تمضيان قدما في خطة إنشاء الممر الذي قد يقوض أيضا مبادرة الحزام والطريق الصينية.

ويأتي التوقيع على الاتفاق في وقت تشن فيه حركة الحوثي اليمنية هجمات على سفن شحن تعبر البحر الأحمر. وتقول الجماعة المتحالفة مع إيران إن هجماتها احتجاج على القصف الإسرائيلي لغزة. وتعرض الهجمات التجارة عبر الطريق البحري للخطر.

ووقعت الإمارات والهند اتفاق استثمار ثنائيا واتفاقات تعاون تغطي مجالات الربط الكهربائي والتجارة والبنية التحتية الرقمية.

ومن المقرر أن يلقي مودي في وقت لاحق كلمة أمام عشرات الآلاف من أفراد الجالية الهندية في ملعب أبوظبي. ويتحدث الزعيم الهندي أيضا في قمة بدبي غدا الأربعاء قبل افتتاح أول معبد هندوسي في الشرق الأوسط في أبو ظبي.

وهذه هي زيارة مودي السابعة إلى الإمارات منذ أن أصبح رئيسا للوزراء قبل نحو عقد في تعزيز للعلاقات مع أحد كبار الشركاء التجاريين لبلاده.

وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) أن الشيخ محمد بن زايد وناريندرا مودي بحثا الثلاثاء مختلف جوانب "الشراكة الإستراتيجية الشاملة" و"الشراكة الاقتصادية الشاملة" بين البلدين ومسارات تطويرها بما يسهم في استدامة التنمية والازدهار وذلك في إطار الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء الهندي إلى أبوظبي ويشارك خلالها في "القمة العالمية للحكومات 2024" التي تعقد في دبي.

وبحسب المصدر ذاته، استعرض الزعيمان تطور شراكة البلدين وما وصلت إليه من تقدم نوعي واستراتيجي خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية والطاقة المتجددة والأمن الغذائي والتي تعزز أولويات البلدين في تحقيق التنمية والازدهار الاقتصادي المستدام.

وأضافت الوكالة الإماراتية أن الجانبين تبادلا وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك ورؤى الدولتين بشأن دعم العمل الدولي متعدد الأطراف بهدف تعزيز الاستقرار والتعاون والازدهار في العالم.

كما شهد الزعيمان تبادل مذكرات تفاهم واتفاقيات، تهدف إلى تعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين وتوسيع آفاق تعاونهما خاصة في المجالات الحيوية.

وشملت الاتفاقيات والمذكرات مجالات مختلفة بينها الاستثمار والتجارة ومشاريع البنية التحتية الرقمية والربط الكهربائي والنقل البحري والموانئ والسكك الحديدية إضافة إلى الربط الشبكي للتحويلات عبر الحدود وربط منصات الدفع الفوري إلى جانب اتفاق إطاري بشأن تمكين الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا وغيرها من المجالات الحيوية.