الإيزيديون يودعون أميرهم للمرة الأخيرة

مير تحسين بك يغادر الحياة في مدينة هانوفر الألمانية اثر صراع مع مرض عضال، بعد 75 عاما قضاها على رأس الطائفة الايزيدية.
عدد الايزيديين في جميع ارجاء العالم يقدر بنحو مليون شخص
اسم الإيزيديين يعني 'عبدة الرب' ولا علاقة له بيزيد بن معاوية ثاني حكام الدولة الأموية
طائفة توقر القرآن والإنجيل معا

أربيل (العراق) - توفي أمير الإيزيديين في العالم مير تحسين بك صباح الاثنين عن عمر ناهز 86 عاما، في مدينة هانوفر الألمانية إثر مرض عضال.
جاء ذلك في بيان لخيري بوزاني المدير العام لشؤون الإيزيدية في وزارة الأوقاف في حكومة إقليم شمال العراق.

وقال بوزاني إنه "ببالغ الأسى والحزن العميقين نعلن نبأ رحيل أمير الإيزيديين في العالم تحسين سعيد علي، إلى جوار ربه، في مستشفى ك ار ايج سليوه، في مدينة هانوفر الألمانية، إثر مرض عضال ألمّ به منذ فترة طويلة".
والأمير تحسين سعيد علي بك، هو أمير الإيزيديين في إقليم شمال العراق والعالم، ولد في 1933 بقرية باعدرى، التابعة لقضاء الشيخان، شمالي مدينة الموصل.

وتم تنصيبيه أميرا للإيزيديين، في نهاية شهر يوليو/حزيران عام 1944، خلفا لوالده، في عمر ناهز الـ11 سنة، وأصبحت الأميرة ميان خاتون "جدته" هي الوصية عليه لحين بلوغه سن الرشد، ولا يزال يمارس دوره وعمله كأمير لعموم الإيزيدية في العالم منذ ذلك التاريخ.

ولدى الأمير الراحل من الأولاد زياد، سعيد، مروان، سربست، حازم، فرهاد، سرهات، عصمت، والبنات هديه، نفية، نسرين.

والإيزيديون مجموعة دينية يعيش أغلب أفرادها قرب الموصل، ومنطقة جبال سنجار في محافظتي دهوك ونينوى في شمالي العراق، فيما تعيش مجموعات أصغر في تركيا وسوريا وإيران وجورجيا وأرمينيا. 

ويقدر عدد الايزيديين في جميع ارجاء العالم بنحو مليون شخص، يعيش نصفهم تقريباً في العراق وإقليم كردستان.

وذاع صيت الطائفة الايزيدية في العالم بعد كارثة مدينة سنجار الشهيرة غرب الموصل عام 2014، وذلك بعد أن ارتكب تنظيم الدولة الإسلامية بحقهم جرائم بشعة، أبرزها إعدام جماعي لمئات الرجال وسبي آلاف النساء.

الايزيديون
ذاع صيتهم بعد ان ذاقوا ويلات الدولة الاسلامية

وبسبب معتقداتهم غير المألوفة، غالبا ما يشار إليهم بغير وجه حق أنهم "عبدة الشيطان"، عمدوا إلى عزل أنفسهم في مجتمعات صغيرة.

وكما هو الحال مع ديانات الأقليات الأخرى في المنطقة، كالدروز والعلويين، لا يعتنق ديانة الإيزيدية إلا من ولد بها، ولا يمكن اعتناقها دون ذلك.

ويعتقد المتشددون من السنة، أمثال تنظيم الدولة الإسلامية، أن اسم "الايزيدية" يرجع إلى يزيد بن معاوية ثاني حكام الدولة الأموية (647-683 ميلادية).

إلا أن دراسة حديثة أظهرت أن هذه التسمية لا علاقة لها بهذا الخليفة الأموي، أو حتى بمدينة يزد في فارس، بل هي مشتقة من الكلمة الفارسية "إيزيد" والتي تعني الملاك أو الإله.

لذا فإن اسم الإيزيديين ببساطة يعني "عبدة الرب"، وهو ما يعمد الإيزيديون من خلاله إلى وصف أنفسهم.

أما الاسم الذي يطلقونه على أنفسهم فهو "الدواسين"، وهو اشتقاق من اسم "ديوسيس" -أو أبرشية- المأخوذ من المعتقد النسطوري الكنسي القديم في الشرق، حيث استنبط الكثير من معتقداتهم من الديانة المسيحية. كما أنهم يوقرون القرآن والإنجيل معا، بيد أن جزءا كبيرا من تراثهم يعتبر شفهيا.

ونتيجة للسرية التي تكتنف معتقداتهم، فإن هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة بأن معتقد الإيزيدية المعقد له ارتباط بالديانة الزرادشتية المجوسية، بل وحتى عبادة الشمس. إلا أن دراسة حديثة أظهرت أنه وبالرغم من أن أضرحتهم غالبا ما تزين برمز الشمس، وأن مقابرهم تشير إلى جهة الشرق في اتجاه الشمس، إلا أنهم يستقون بعض شعائرهم الدينية من المسيحية والإسلام أيضا.