الاتحاد الأوروبي يتجه إلى معاقبة إسرائيل بتعليق الشراكة

وزير الخارجية الإسرائيلي يدافع عن بلاده، مؤكدا أن تل أبيب اتخذت قرارات لتحسين الوضع الإنساني في غزة بعد حوار مع الاتحاد الأوروبي.

بروكسل - عرضت دائرة العمل الخارجي الأوروبية التابعة للاتحاد الأوروبي اليوم الخميس 10 خيارات لاتخاذ إجراءات دبلوماسية ضد إسرائيل بعد أن خلصت الشهر الماضي إلى وجود "مؤشرات" على أن الدولة العبرية انتهكت التزامات مرتبطة بحقوق الإنسان في اتفاقية تحكم علاقاتها مع التكتل.

وفي وثيقة جرى إعدادها للدول الأعضاء في التكتل واطلعت عليها رويترز، تضمنت الخيارات خطوات مؤثرة مثل تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل وأخرى أقل وطأة منها تعليق مشاريع تقنية بين الاتحاد وتل أبيب.

وتتطلب معظم الإجراءات موافقة جميع أو معظم الدول الأعضاء في التكتل، فيما يقول دبلوماسيون إنه ليس من الواضح ما إذا كان هناك رغبة لدى عدد كاف من البلدان في اتخاذ أي منها.

وفي سياق متصل أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر اليوم الخميس أن تل أبيب اتخذت قرارات لتحسين الوضع الإنساني في غزة بعد حوار مع الاتحاد الأوروبي، بينما تواصل الدولة العبرية حربها على القطاع.

وقال في مؤتمر صحفي ثلاثي في فيينا مع نظيريه الألماني يوهان فادفول والنمساوية بيته مينل رايزنغر "بعد حوارنا مع الاتحاد الأوروبي، اتخذ مجلس الوزراء الأمني قرارات أخرى لتحسين الوضع الإنساني في غزة"، متابعا "تشمل هذه الإجراءات مزيدا من الشاحنات، ومزيدا من المعابر، والعديد من الطرق للجهود الإنسانية".

ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تغلق إسرائيل معابر غزة أمام شاحنات مساعدات مكدسة على الحدود، ولا تسمح إلا بدخول عشرات الشاحنات بينما يحتاج الفلسطينيون بالقطاع إلى 500 شاحنة يوميا كحد أدنى.

وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت الحرب  مساكنهم.

وفي وقت سابق، أعلنت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، الاتفاق مع إسرائيل على "خطوات مهمة" لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.

وأوضحت أن "هذه الخطوات تشمل، بين أمور أخرى، زيادة كبيرة في عدد الشاحنات اليومية المحملة بالمواد الغذائية وغير الغذائية التي تدخل غزة"، كما تتضمن فتح عدة معابر أخرى في كل من المنطقتين الشمالية والجنوبية، وإعادة فتح طرق أمام المساعدات الأردنية والمصرية.

ومنذ مايو/أيار الماضي، بدأت تل أبيب بعيدا عن الأمم المتحدة آلية لتوزيع مساعدات بغزة، تسببت بمقتل 773 فلسطينيا وإصابة 5 آلاف و101 آخرين بنيران الجيش الإسرائيلي خلال انتظارهم المساعدات، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة الخميس.

وأكد ساعر أن إسرائيل "جادة في رغبتها في التوصل إلى اتفاق رهائن (الأسرى بغزة) ووقف إطلاق نار في القطاع"، مضيفا "أرسلنا وفدًا للتفاوض في الدوحة، وهو موجود هناك بالفعل لليوم الخامس".

وتابع "وفقًا للإطار، إذا تم التوصل إلى اتفاق، فسنتفاوض على وقف إطلاق نار دائم". ومنذ الأحد، تُجرى في قطر مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، في محاولة جديدة لحلحلة الأزمة، بوساطة مصرية وقطرية ودعم أمريكي.

والثلاثاء، تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب لصحفيين عن "فرصة جيدة جدا" لوقف إطلاق النار في غزة خلال أسبوع أو أسبوعين.

وفي سياق آخر، دعا ساعر إلى موقف أوروبي من جماعة الحوثي في اليمن وقال "أدعو أوروبا إلى إعادة النظر في نهجها في التعامل مع هذا التهديد. إنه تهديد للسلم والأمن والاقتصاد الدوليين، إذا لم تتم مواجهة الحوثيين، فإن هذه المشكلة ستتفاقم".